التهدئة السياسية في الظروف الإقليمية المحيطة الحالية ليست خيارا مطروحا ولا ترفا سياسيا ولا حتى فتوى جواز نأخذ بها أو لا نأخذ، بل انه حل وحيد، ولا مجال أمام أعضاء مجلس الأمة وتطبيقا لمسؤولياتهم السياسية والثقة التي أولاها إياهم الشعب سوى التهدئة وبأقصى درجاتها، وهذا لا ينتقص من شأنهم أو من عملهم بل ان التهدئة في مثل هذه الظروف جزء من عملهم ودورهم العمل بموجبها خلال الفترة المقبلة.
***
ورسالة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد التي نقلها رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم للنواب واضحة إلى حد الشفافية، بأنه لا مجال للمزايدة السياسية من أي نوع في الوقت الحالي، فالوقت الآن غير ملائم للعب بعض النواب دور شهداء أي صدام سياسي داخلي بأي شكل من الأشكال.
***
تسارع الأحداث الإقليمية المحيطة بنا ودرجة الخطورة التي قد تصل إليها وتبلغ حد الغليان أو الانفجار أحيانا توجب علينا جميعا الوقوف خلف القيادة السياسية وأن نضع كامل ثقتنا بحنكة وحكمة صاحب السمو الأمير، كما قلت الأمر ليس خيارا مطروحا بين خيارات عدة بل انه خيار وحيد وهو التهدئة والجنوح الى توحيد الصف الداخلي لبعض الوقت لحين عبور أمواج التقلبات السياسية التي ترتفع يوما بعد آخر.
***
البعض يرى أن أجواء الشحن السياسي الإقليمي تشابه أجواء ما قبل العام ١٩٩٠، والحقيقة أن أجواء اليوم مختلفة كلية عن أجواء ما قبل 1990 وإن كانت النتيجة في درجة الخطورة واحدة، فاليوم الوضع بالغ الخطورة وبالغ التعقيد والحساسية نظرا لامتداد رقعة الصراعات في العالم العربي كله اليوم.
***
نزاعات مسلحة وقلاقل وعدم استقرار، في عموم أرجاء الوطن العربي بل إن طبول الحرب تقرع الآن، في محيطنا الخليجي والمعجزة هي ان نتلاشى غيوم تلك الأزمات والنزاعات والصراعات ديبلوماسيا أو لسبب خارج نطاق الحسابات الحالية.
***
التهدئة فرض عين على الجميع وليس على النواب فقط بل على كل مواطن، فهذه مرحلة حرجة تمر بها منطقتنا، فالصراع الخليجي ـ الخليجي ليس بالأمر السهل بكل انعكاساته علينا أو على الأشقاء، والدخول في صراع محتمل أن يشعل المنطقة يزداد يوما بعد يوم.
***
نحن فعليا نعيش أجواء، نتمنى ألا تحدث طبعا، وجل الأمنيات الآن أن التحركات الديبلوماسية التي يقوم بها صاحب السمو تثمر حلحلة الأزمة الخليجية، كون حل الأزمة الخليجية مفتاح التهدئة السياسية الشاملة ليس بين الأشقاء الخليجيين فقط بل التهدئة في المنطقة العربية ككل، والمتابع والمراقب الجيد للأحداث يعلم جيدا أن الصلح الخليجي الذي نأمله سيعني توقف اغلب الأزمات في الإقليم والمنطقة العربية.
***
من هذا المنطلق كان وقوفنا ككويتيين على الحياد قمة الحكمة بسياسة بعيدة النظر قادها صاحب السمو الأمير منذ الأزمة الخليجية الأولى.
***
توضيح الواضح: ثقتنا بصاحب السمو الأمير هي وسيلتنا لعبور المرحلة المقبلة إلى بر الأمان.
[email protected]