لنفرض أن شخصا قام باستخدام مسدسه الشخصي المرخص وأطلق منه رصاصة وقتل شخصا آخر، هل نعفيه من جريمة القتل لمجرد أنه استخدم سلاحا مرخصا ونتناسى أنه ارتكب جريمة قتل؟! بهذا يمكن أن نختصر الحكاية الأولى، خاصة أن المعني يعتقد أنه قام بإطلاق عدة رصاصات من مسدسه الشخصي غير معروفة العدد ولا الاتجاه ولا يعرف حتى الآن إن كانت قد قتلت رصاصاته أحدا أم لا، وفي الحكاية أن أحد مستشاريه أنكر في البداية أن صاحب المسدس المرخص أطلق أي رصاصات وتبين لاحقا أنه قام بإطلاق رصاصتين الأولى انطلقت بسرعة 50 ألفا وأما الثانية فبلغت سرعتها 200 ألف.
وبما أننا في زمن الفرضيات فلنتجه إلى الحكاية الثانية، حكاية شخص اشترى منزلا متواضعا بنصف مليون دينار في منطقة لا يتعدى سعر أفضل منزل فيها 90 ألف دينار فماذا يمكن أن نصف هذا الشخص سوى أنه مبذر، ولو كان المبلغ من «ماله الخاص» لقلنا «إن شاء الله يطيره» ولكنه من المال العام الذي أؤتمن على حمايته، وفي حين نجد أن شراء منزل يستغرق بحثا وتمحيصا وتدقيقا يستغرق شهورا إلا أن صاحبنا رأى المنزل واشتراه ودفع في أقل من 10 أيام، وتم التحقيق مع هذا الشخص مشتري المنزل بهذا الرقم المبالغ فيه وذكر خلال التحقيق الأولي معه أنه قدم بلاغا بهذا الشأن للجهات المعنية لمتابعة موضوع خداعه بشراء منزل بنصف مليون دينار ليتبين لاحقا أنه لا بلّغ ولا حقق ولا شاف أحد وها هو يواجه التحقيق الثاني وعليه بالعافية.
الحكاية الثالثة معقدة نوعا ما فهي حكاية شخص ورث منزلا يسكنه أكثر من 160 آسيويا يمارسون جميع الأعمال المخالفة للقانون ولكن الوارث لا يستطيع أن يخرج الآسيويين من منزل والده ولا يستطيع منعهم وها هو يواجه التحقيق الثالث حول أمور أغلبها لا يد له فيها سوى أنه وريث منزل أغلب سكانه مخالفون لقانون الإقامة.
أما الحكاية الرابعة فهي معقدة أكثر ولكن بساطتها كالتالي شخص اشترى ثلجا بمليوني دينار ولم يتسلم مكعبا واحدا، وهذه قمة جبل الجليد فقط في حكايته المتشعبة والمتشبعة بكل التناقضات الممكنة وغير الممكنة.
وبعد هذه الحكايات الأربعة الملأى بالمتناقضات يأتي من يتباكى على المال العام ومن أقسم على حمايته ثم يقول لك: «انتوا بس بتولعون بالبلد حريجة وخلاص».
لا لا نريد أن نولع حرائق بل نريد أن نعرف على من أطلق الرصاص ومتى سيطرد سكان منزل الآسيويين المخالفين وأن تعيدوا لنا ثمن فرق السعر بالمنزل الذي اشتريتموه بنصف مليون والأهم من هذا كله يا أخي «وين ثلجنا؟»
[email protected]