الحكومة الجديدة ومنذ اعلان تشكيلها وهي تمارس دور المراقب الصامت، فلا تصريحات ردة فعل ولا تصريحات فعل، وكل وزرائها حتى اليوم يلوذون بالصمت عن التصريحات، واعني التصريحات الحيوية الحقيقية التي تمس عصب الشأن السياسي. وشخصيا آمل أن يكون صمتها الحالي تطبيقا في انها حكومة أفعال لا أقوال.
***
الحكومة الحالية ومع دخول عمرها الاسبوع الثاني اتضحت ملامح انها حكومة جاءت لترحل، والحكومة السابقة وان كانت غير متجانسة سياسيا الا انها وبأفعال فردية لوزرائها استطاعت ان تفعل شيئا ملموسا على ارض الواقع، اما الحكومة الحالية فيبدو ان وزراءها يفضلون اللعب بطريقة الدفاع، على عكس الحكومة السابقة التي وعلى الرغم من ضعفها كانت تلعب بطريقة هجومية غير مبالية بالنتائج، اما الحكومة الحالية فكما اتضح من الجلسات التي حضرتها انها حكومة تعمل وفق مبدأ مورينيو للدفاع او حكومة تعمل وفق خطة عرفت عالميا باللعب بطريقة «بارك ذي باص»، اي الدفاع من اجل الدفاع وتراجع الجميع لخانة الدفاع للمحافظة على نتيجة ثابتة والتي ابتكرها مدرب مانشستر يونايتد البرتغالي جوزيه مورينيو..
***
في بداية تشكيل الحكومة ذكرت انها حكومة جاءت لتعمل وفق القراءة لأسماء «التشكيل»، ولكن من ادائها في الجلسات السابقة تبين انها تستخدم تكنيك عدم المواجهة لا المباشرة ولا غير المباشرة، وهذا ينبئ انها حكومة إما انها لا تتحدث كثيرا في مقابل انها تعمل اكثر، او انها فعلا حكومة مؤقتة جاءت لتلعب بطريقة الدفاع حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
***
عامة، اعلم ان هذه الحكومة وكما ذكرت في مقال سابق انها حكومة هدفها الاسمى والأكبر والاوحد هو بناء قاعدة تشريعية لفتح الطريق نحو مشروع مدينة الحرير، وهو امر جيد ولا شك، ولكن هذا لا يعني ان تهمل بقية الاستحقاقات التشريعية الاخرى التي يطالب بها الناس قبل النواب، ومنها على سبيل الاستحقاق لا الاستعراض قانون خفض التقاعد وقانون الزيادات المرتقبة وغيرها من الاعمال التنفيذية التي يجب ان تنجزها وتعمل على تسريع العمل بها وإنهائها، والاهم من هذا كله ان تكون حكومة تفتح باب المصالحة الوطنية دون مساومات او استعراضات سياسية، وان تكون حاملة لواء قانون العفو العام الذي حتما سيغير المشهد السياسي المحلي الى الافضل في حال إقراره، وأكرر دون مساومات سياسية ودون صفقات.
***
اما اذا استمرت الحكومة وفق ما رأينا من أدائها في الجلستين السابقتين وأداء وزرائها الذين يخشى بعضهم حتى التصريح لوسائل الاعلام، فإنها تثبت انها ليست بأكثر من حكومة تلعب بطريقة مورينيو اي الدفاع من اجل الدفاع فقط وليس من اجل تحقيق نتيجة إيجابية.
[email protected]