لم يترك صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد طريقا ممكنا او متاحا الا وفتحه للمصالحة الخليجية، وخلال ستة أشهر عدا جولاته المكوكية التي كانت لها الأثر الأكبر في التقريب بين الاشقاء الخليجيين فتح مسارات جديدة نحو المصالحة وابتكر مسارات أخرى لم تكن معروفة أو متوقعة، فطريقة الديبلوماسية التي يعتبر الشيخ صباح سيدها وحكيمها كانت الباب الأول، أو لنقل المسار الطبيعي الأول الذي اتخذه حكيم العرب والذي لطالما نجح به في رأب خلافات أكبر وأعنف في مختلف بقاع الأرض.
وكانت قمة مساراته عقد القمة الخليجية في البلاد ديسمبر الماضي والتي كان مجرد عقدها نجاحا وخرجت رغم كل شيء بقرارات هامة تنتظر التطبيق اليوم.
سيد الديبلوماسية الشيخ صباح الأحمد، وتوازنا مع المسار السياسي فتح أيضا مسارا لم يستخدمه اي سياسي من قبل في حل الخلافات السياسية بين الدول، أو لنقل بالأصح انه ابتكر مسارا سياسيا جديدا بجانب المسار الديبلوماسي الرسمي وهو المسار نحو فتح باب واسع للتقارب بين شعوب الدول الأشقاء، فكان قراره وإصراره على ان تقام دورة كأس الخليج الـ 23 في الكويت، فأي باب ارحب وأكثر قربا للشعوب من الرياضة، فكان الحضور الخليجي الجماهيري الشعبي البهي من جميع الأشقاء، فبدأت البطولة وانتهت بنجاح باهر كانت قمته تقريب الأشقاء لبعضهم وما شهدناه خلال البطولة من تخفيف في حدة الخطاب الإعلامي الاجتماعي بين الأشقاء وبنسبة فاقت الـ90%، وخلق حالة من التقارب الشعبي بين الأشقاء لا يمكن إنكارها، وهو امر لم يكن ليحصل لولا ان دورة الخليج أقيمت بهذا التوقيت وبهذا الشكل وهذه الطريقة وهذا التعامل الإعلامي الكويتي المحترف من وسائل الإعلام الرسمية والمحلية الكويتية.
ثم كان المسار الثالث الذي ابتكره صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في سبيل حل الأزمة الخليجية وهو دعوته السامية لعقد مؤتمر البرلمانات الخليجية الـ11 في البلاد والذي عقد أمس برعايته وحضوره ووجه في بداية انطلاقته كلمة أكد فيها على أهمية متابعة تنفيذ القرارات التي خرجت بها القمة الخليجية وترجمتها من اجل صالح الجميع.
قمة خليجية سياسية، وقمة خليجية رياضية، وقمة خليجية برلمانية، مسارات ثلاث عقدت في الكويت في اقل من شهر، هي المسارات الثلاثة التي طرقها صاحب السمو الشيخ صباح في سبيله لحل الأزمة الخليجية، ومن خلال ردود الأفعال الإعلامية الرسمية والشعبية والسوشال ميديا يكفي نجاحا ان حدة خطاب الخلاف المعلن خفت بنسبة فاقت الـ80% وهو بحد ذاته إنجاز كبير جدا بل وخارق للعادة، ينتظر الجميع ان تتوج جهود سموه في الوصول الى الحل النهائي والذي بات قريبا جدا.
كويت الشيخ صباح، كويت السلام، كويت المصالحة، كويت كل الخليجيين هكذا يريدها الشيخ صباح وهكذا ستكون.
الأمر ليس بعيدا، فبفضل جهود صاحب السمو سيعود الخليج خليجا.. بكل الخليج.
[email protected]