في المسرحية السياسية الأشهر «حامي الديار» قال الراحل خالد النفيسي جملته الشهيرة «ترى انتو اللي تحدونا نصير معارضة» مخاطبا الوزير الذي يلعب دوره الفنان بدر الطيار بعد رفضه توقيع معاملة النفيسي الذي كان يلعب دور عضو حكومي مجلس أمة.
>>>
ربما جملة «ترى انتو اللي تحدونا نصير معارضة» مجرد جملة ساخرة في مسرحية كوميدية تجاوز عمرها الآن ٣٣ عاما ولكن الحقيقة ان هذه الجملة تكاد تكون شعارا شعبيا حقيقيا، خاصة بين أواسط الغالبية من غير المنتمين أو المتحزبين أو المصطفين، وتتنامى هذه الجملة يوما بعد آخر، لا لأن وزيرا لا يوقع المعاملات ولا لأن الحكومة تقف ضد الشعب وتجاربه كما يروج بعض متطرفي المعارضة ولا لأن الحكومة لا تنجز، ولكن لأن الحكومة وللأمانة غير قادرة على تسويق أي من مشاريعها السياسية وغير السياسية، وتحمل شهادة فشل ذريع مع مرتبة الشرف في التسويق لأي من مشاريعها.
>>>
هناك العديد من الإدارات الحكومية التابعة لأكثر من جهة يفترض ان تكون معنية بأمر التسويق والترويح ورسم السياسات الاعلامية، ولكن وللأسف فيما يبدو ان اغلبها لا يعمل إما لعدم قدرتها على أداء عملها أو انها لم تمكن من أداء عملها لسبب أو لآخر رغم ان بعضها يضم كفاءات وخبرات وعقليات نظيفة جدا، ولكن أيا كان سبب عدم عمل تلك الإدارات لتؤدي عملها ينعكس اليوم على ما نراه من فشل حكومي ممتاز في الترويج لمشاريعها.
>>>
حتى في الاستجوابات لا تجيد الحكومة أحيانا الترويح عن صورة وزيرها وأحيانا هي لا ترغب في الترويج، ولكن ما اطرحه هنا سبب فشل الحكومة المستمر في هذا الجانب المهم والحيوي هو انها أحيانا تلجأ عن طريق بعض الأطراف الى أساليب اقل ما يمكن وصفها به انها أساليب ترويجية لا تليق بـ «حكومة دولة الكويت» خاصة اذا تعلق الأمر بترويج عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
>>>
وهو ما يقودنا الى سؤال حيوي ومهم: هل كان فعلا لوسائل التواصل الاجتماعي دور في الضغط على النواب لتعجيل إعلانهم طرح الثقة في الوزيرين الشيخ سلمان الحمود والشيخ محمد العبدالله؟!
الجواب ببساطة: لا، ولمن يعرف خبايا الأمور يعلم ان «تويتر» كان مجرد غطاء لتحرك سياسي تسبب في تسارع حتى النواب الحكوميين لإعلان تأييد طرح الثقة، فـ«تويتر» ليس هو من تسبب في موجة تسابق النواب على طرح الثقة، وهنا لا يمكن إنكار دور «تويتر» المؤثر في كثير من القضايا، إنما في الاستجوابين اللذين ذكرتهما فاليد الطولى لم تكن لـ«تويتر» أبدا ولا للمغردين.
>>>
عامة الحكومة حتى «تويتر» ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى الشبيهة لم تجد استخدامها بشكل صحيح، فقد استخدمتها كوسائل ولكن دون محتوى حقيقي وهذه مشكلة اغلب التسويقات الحكومية أنها بلا محتوى، بلا رسائل واضحة ومحددة الهدف.
[email protected]