تتخصص اغلب قنوات اليوتيوب الغربية في تقديم ما يعرف باسم «التوب ١٠»، أو «١٠ معلومات لا تعرفها عن... بلد ما»، أو «أسوأ عشرة افلام في التاريخ»، ولا اعلم سر تعلق اغلب تلك القنوات بالرقم ١٠ دون غيره، وليس «افضل ١١ فيلم» أو «اسوأ ٧ أفلام» لماذا عشرة تحديدا، وفيديوهات الرقم ١٠ تستقي ترتيبها عن الأفلام من مواقع تقديم سينمائية متخصصة على الانترنت كمواقع «IMDb» و«RT» وغيرهما من المواقع المتخصصة بطرح تقييمات للأفلام لذا تكون دقيقة الى حد معقول ومقبول، اما تلك الفيديوهات التي تطرح مثل «١٠ معلومات لا تعرفها عن الدول» فتستند الى قصاصات مأخوذة غالبا من الويكيبيديا غير الدقيقة أو لنقل غير الموثقة.
> > >
لذا انصبَّ بحثي عبر اليوتيوب عن معلومات أوردتها مثل تلك القنوات «العشارية» عن الكويت، ولم يخب ظني، إذ وجدت عشرات الفيديوهات التي تتحدث عن «معلومات لا تعرفها عن الكويت» اغلبها باللغة الانجليزية، ووجدت انها في معظمها جيدة المحتوى، على عكس الفيديوهات ذات المحتوى العربي التي غالبا ما تكون درسا إنشائيا غير مفيد.
> > >
طبعاً تلك الفيديوهات ذات المحتوى الانجليزي مع بعض الاخطاء تقدم معلومات «جيدة» عن الكويت خاصة لمن لا يعرف أي شيء عن بلدنا، ولكن للاسف كلها تشترك في ايراد معلومات محددة عن بلدنا، وهي- وإن كانت صحيحة- الا انها ليست كل ما في بلدنا، فنحن- وكما يرد بين المعلومات العشر- من أغنى البلدان ومن بين أسمن الشعوب، وأفقر بلد في العالم بمقياس حصة الفرد في المياه عالميا، وبلد فيه «شوية» ديموقراطية.
> > >
المحتوى العربي باللغة الانجليزية عامة عن أي شيء عربي ضعيف جدا الى درجة تسطيحية، وأما المحتوى العربي باللغة العربية فأفقر من فقرنا للمياه، فالمحتوى العربي ليس بأكثر من تجميعات مشاهير السوشيال ميديا أو مقاطع لأخبار سياسية موجهة ومطعّمة بـ «هوشات تلفزيونية» وقليل من الشعر وكثير من السرقات الأدبية لمحتويات فيديوهات انجليزية مترجمة ترجمة سيئة.
> > >
مهم جدا، على المستوى الرسمي ان يتم الالتفات الى تزكية المحتوى الفيلمي عبر اليوتيوب بمواد تلفزيونية تنقل صورة الكويت باللغة الانجليزية، مهم جدا ان يكون هناك مشروع اعلامي حقيقي بهذا الاتجاه، بدلا من ان يحصرنا العالم في اليوتيوب بأربع أو خمس معلومات عنّا نمطية وان كانت صحيحة.
> > >
وطبعا من البديهي ان تقوم على هذا العمل اكثر من جهة كل على حدة، كالإعلام والخارجية ووزارة الشباب والهيئة العامة للرياضة وهيئة الاستثمار والصندوق الكويتي للتنمية، وان تقوم كل منها بالقيام بإنتاج افلام وثائقية من منطلق عملها لتثري المحتوى الإنترنتي بصورة حقيقية عن الكويت للآخر.
> > >
لدينا أفلام وثائقية عديدة عن الكويت ومكتبة الاعلام مليئة بمثل تلك الأفلام ولكنها افلام باللغة العربية وموجهة للمشاهد العربي عامة والكويتي خاصة، وهي توثيقية عن شيء ما حول الكويت أو حقبة مرت بها اكثر من كونها تحمل رسالة لمن هم خارج الحدود لمن يريد ان يعرف ما هي الكويت وما هي حقيقة الحياة فيها.
> > >
نحن مقبلون على تحول اقتصادي وسياسي جذري مع ولادة مدينة الحرير، وهذا يجب ان يصاحبه تصدير لصورة الكويت الحقيقية وبمحتوى كالذي لدينا الآن في رصيدنا في اليوتيوب.
اعتقد اننا بحاجة الى اكثر من مجرد صورة أغنى واسمن شعب.
[email protected]