نعم نحن الكويتيين نستضيف مؤتمرا لإعمار بلد قام جيشه في العام ١٩٩٠ باحتلال بلدنا.
> > >
أنا لا أرى تناقضا سياسيا في الصورة التي طرحتها في الفقرة السابقة كما قد يتصور البعض، لسبب بسيط هو أن السياسة لا تأخذ بالأحقاد والضغائن كما بين الأفراد، ولا تطرح السياسة في أي من مناهجها القضية الثأرية كما بين الناس.
> > >
هذا فقط لمن يريد أن يقيس العلاقات بين الدول كقياسه للعلاقات بين الأفراد، العراق في النهاية جار جغرافي نشترك معه في حدودنا الشمالية كاملة، والأوطان - أيضا لمن يقيس العلاقات بين الدول كقياسه للعلاقات بين الأفراد، ليست منازل تغادرها متى ما تضايقت من جيرانك، بل هي حدود جغرافية طبيعية أو سياسية لا تتغير ولا يمكن أن تتغير، فالعراق واقع حال، وعلينا التعامل معه كجار جغرافي شمالا، الأهم أن استقرار المنطقة ككل سواء العراق أو إيران أو الخليج هو استقرار لنا، عوائده المنفعة لنا، والعكس صحيح، أي اختلال سياسي في أي مكون من دول الخليج شمالا أو شرقا أو غربا ستكون له تأثيرات ارتدادية عليها بنفس الحجم، فمن الطبيعي بل ومن الضروري أن نكون رافدا من روافد الاستقرار للعراق، المسألة هنا ليست مزاجية، بل واجب يخدم أمننا القومي قبل كل شيء، واستضافة الكويت لمؤتمر إعادة إعمار العراق هو جزء من مساهمتنا كدولة في الدفع باستقرار المنطقة، وهي العملية التي يقودها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ومشاركة ٧٠ دولة في المؤتمر لا تعني سوى نجاح ديبلوماسي سياسي لصاحب السمو، الذي نجح بفضل سياسته الديبلوماسية العميقة في تحويل بلدنا الى محور رئيس في جميع عمليات السلام والإعمار في المنطقة.
> > >
أن نكون منطلقا وأساسا لمؤتمر إعادة إعمار العراق ليس ترفا سياسيا، بل ضرورة تتطلبها المصلحة العليا للبلاد، ومن هنا الكويت بقيادة صاحب السمو الأمير تقوم بدور تاريخي له انعكاساته الإيجابية على الداخل والخارج على حد سواء.
> > >
حديث العاطفة لا يليق أبدا في هذا الوقت، وإثارته ليس من الحصافة، هناك مصلحة عليا لا تتحقق وفق معطيات العاطفة المؤقتة، هنالك تاريخ كتب وانتهى، وهنا تاريخ يكتب من جديد.
> > >
وإذا ما أردنا أن نأخذ القضية الى منحى عاطفي، كما يريد البعض، فنحن لا نعيش في كوكب اسمه الكويت، بل بلد اسمه الكويت يعيش ضمن إقليم يضم بلدانا عدة جيرانا وأشقاء نشترك معهم في الإرث الثقافي والحضاري وجزء كبير من الجغرافيا.
[email protected]