كونك تتولى منصبا تنفيذيا أو حتى شبه تنفيذي في البلد، عملت أم لم تعمل، أنجزت أم لم تنجز فأنت ومن معك متهمون «سياسيا» حتى إشعار آخر، وفي الكويت من السهل جدا جدا إلقاء التهمة بأقوال مرسلة، وهذا عامة ليس واقعا كويتيا خاصا بل حالة عامة تعاني منها بلدان العالم الثالث بحيث يستسهل الأفراد تناول الحالة الكلامية ورمي الاتهامات بدلا من الوقوف للإنجاز بالفعل.
****
عموما، لدينا في الكويت وقع الاتهامات السياسية وتبادلها جزء من الحياة اليومية بل ملح المشهدية السياسية، لا تستطع أن ترفض الاتهامات وتنفيها ولكنك لا تستطيع أن تثبتها أو تتثبت منها، وكل المشاريع الحكومية، أو لنقل اغلبها نالها من حديث ملح الاتهامات السياسية الشيء الكثير.
****
الديوان الأميري لم يكن بعيدا عن رمي «الملح» بمناسبة ومن غير مناسبة، ولكن منذ تولي الديوان الأميري الإشراف وتنفيذ عدة مشاريع عملاقة أنجزت في وقتها وظهورها كما ظهرت به، اعتقد انه من غير الصائب أن نبدأ بأسئلة على شاكلة «ما هو التكييف القانوني لأعمال الديوان التنفيذية؟!»، ونحن نعلم يقينا أن الحكومة تملك كل الأذرع والتشريعات القانونية بتكييفاتها وفشلت في إنجاز مشاريع عملاقة كمثل تلك التي أنجزها الديوان الأميري، ولكن هذا لا يعني أن الحكومة لم تنجز خاصة خلال السنوات الأربع السابقة مشاريع حيوية كتوسعة الطرقات وتوزيع وحدات إسكانية بعشرات الآلاف ولكنها وبسبب البيروقراطية و«المحاباة» فشلت في مشاريع أخرى.
****
لم لا نعتبر الديوان الأميري جهة تنفيذية مساندة؟! فالديوان لم يتحول إلى سلطة تنفيذية حتى يحتاج لقانون يكيف آلية عمله، بل تحول بتوليه تلك المشروعات اقرب قانونيا إلى «الجهة» التنفيذية، وهو ما لا يتداخل قانونيا ولا دستوريا مع عمل الحكومة كونها السلطة التنفيذية.
فتولي الديوان لتلك المشروعات يحوله أو أنه حوله بالفعل إلى جهة تنفيذ وليس سلطة كما يروج بعض الإخوة من الرافضين لتدخل الديوان في إنجاز مثل تلك المشاريع.
****
مشروع كمركز عبدالله السالم الثقافي والذي خرج إلى النور وأصبح متاحا للجمهور منذ أسبوعين يعتبر علامة ثقافية علمية فارقة في المنطقة، وهذا بحد ذاته نجاحا ليس للديوان الأميري فقط بل للبلد ككل، لنا جميعا المنتقدون قبل المرحبون به، والدخول في تفاصيل الكيفية دون النظر إلى النجاح الكبير المنجز يعتبر في رأيي انتقادا في الوقت الضائع.
****
يمكننا أن نقضي أياما وشهورا بل وسنوات في صب جام انتقاداتنا على كل شيء إما لدافع سياسي أو لدافع إصلاحي، ولكن كل تلك المناظرات والسجالات وتبادل الاتهامات لم تبن سقفا من حصير فوق غرفة حارس أمن، ولكن ما فعله الديوان بالمحصلة النهائية كان أمرا يستوجب أن نشكر كل القائمين عليه وأن نحييهم من مركز جابر الأحمد الثقافي ودار الأوبرا مرورا بحديقة الشهيد وانتهاء وأخيرا وليس آخرا مركز عبدالله السالم.
****
توضيح الواضح: رئيس الشؤون الإدارية والمالية في الديوان الأميري عبدالعزيز إسحاق هو رئيس اللجنة التنفيذية لإنشاء وإدارة المراكز الثقافية في الديوان ومنها وآخرها مركز عبدالله السالم ناله من «الملح» ما ناله ولكن هذا لم يثنه عن إنجاز المهمة التي أوكلت إليه ولم يثن فريقه عن أداء عملهم على أكمل وجه.
[email protected]