يسري بين الأواسط السياسيين دخان إشاعة تكاد أن تشتعل حقيقة من أن جلسة السادس من مارس المقبل لن تعقد لأنه سيسبقها حل مجلس الأمة، وبعدها طبيعي دعوة لانتخابات تعقد قبل شهر رمضان الذي يفصلنا عنه اقل من 90 يوما.
***
إشاعة يصحبها الكثير من التقارير المزعومة التي «يحكي أنها» ستكون نتاجات الانتخابات القليلة وأهم ما يرد فيها أن نسبة التغيير في المجلس ستصل 70 %، أي انه وبحسب الحديث المرسل وفق تلك التقارير التي لا يعرف أحدا من يروج لوجودها أن 35 نائبا حاليا لن يصلوا إلى البرلمان المقبل، وهو رقم خيالي ونسبة مبالغ فيها.
***
عامة، الآن اتفق مع عدد من الزملاء البرلمانيين خلال نقاش عابر جمعني بهم وهم الخبراء بالبرلمان من الداخل بأنه لا ضرورة سياسية ملحة واضحة أو حاضرة تدعو لحل مجلس الأمة، ولكن هذا لا يعني وجود سوابق لمجالس أمة تم حلها لضرورات سياسية دون وجود مؤشرات عن قرب أو موعد الحل، كمجلس 2008 أقرب مثال، بل الأقرب منه مجلس 2013 الذي كانت كل المعطيات حتى آخر ثلاث ساعات ونصف انه مستمر، ولكن تم حله.
إذن نحن متفقون على انه لا توجد مؤشرات واضحة للحل، ولكن هذا لا ينفي حقيقة أن الحل قد يأتي في أي يوم من الأيام الستين القادمة.
والحل برأيي سيكون جزءا من حركة سياسية تصحيحية، كنت قد أشرت إلى إمكانية حدوثها نهاية العام الماضي في مقال سابق فصلت فيه أسباب ضرورة إجراء حركة تصحيحية في السلطتين، وتم ما توقعته في تشكيل حكومي جديد بتغيير شبه جذري، وهو ما يعني أننا بانتظار حل المجلس ليكتمل الجزء الثاني من التوقع للحركة التصحيحية التي ذكرتها.
***
أعلم أن الأمر ليس إشاعة، حتى وان كنت قد بدأت مدخل مقالتي حول أحاديث الإشاعات حول قرب حل المجلس، ولكن رغم حتى معارضة أو رفض أو تحفظ أقطاب على أي حل محتمل للمجلس بدعوى انه متناسق مع الحكومة، يتناسون أن هذا المجلس لم يشرع قانونا واحدا «عليه القيمة»، وكان سببا في خروج وزيرين من الوزن الثقيل من أبناء الأسرة بشكل دراماتيكي لم يكن له أدنى داع سياسي من أي حجم، ما يعني أن هذا المجلس لا مع الشعب ولا مع الحكومة، فن جانب لم يقدم خدمة واحدة للشعب في أي مشروع قانون، ولم يتم حماية وزيرين خرجا من الحكومة وهما من أعمدة التشكيل الوزاري، وهو ما يدفعك للتساؤل «هو المجلس مع مين بالضبط؟!».
***
ووفق هذه المعطيات البسيطة رغم الهدوء السياسي المطبق إلا أن الحل لابد أن يكون قريبا جدا، وهو يدفعنا للتساؤل: هل ستكون هناك جلسة في السادس من مارس المقبل؟!
[email protected]