لم يخطر في بالي بعد طرحي لتساؤل: ماذا لو كان سوبرمان يعيش في الكويت؟! سوى إجابة واحدة هي انه لن يحصل على الجنسية الكويتية، لأنه وبحسب القصة الأصلية المعدلة في الفيلمين الأخيرين هبط على الأرض قادما من كوكب كريبتون في أوائل السبعينيات على متن مركبة فضائية، من جهة هنا هو متسلل ومن جهة أخرى مقيم بصورة غير قانوينة.
****
عموما ليست قصتنا الآن، ولنقم ببناء فرضية أخرى فوق الفرضية الاولى، وهو ان سوبرمان كان كويتيا او اصبح كويتيا بطريقة او بأخرى وصار اسمه «كمال كايد» بدلا من اسمه الأرضي الأميركي المستعار «كلارك كينت»، أعلم ان كمال كايد ليس اسما كويتيا اعتياديا، ولكن هكذا تخيلت اسمه، سيتخرج في الجامعة ويعمل صحافيا، كما في قصة سوبرمان الأصلية، فهو في الليل يطير مكافحا الجريمة وفي النهار صحافيا يجري وراء الأخبار.
****
بغض النظر عن سياق هذه القصة الافتراضية المبنية أصلا على قصة خيالية، ولكن أعتقد ان سوبرمان سيتم استقطابه سياسيا في النهاية، ولكن لو انضم الى جانب الحكومة فسيتم اتهامه بأنه «المنبطح الطائر»، وسيتم وصمه بأنه «ابو بشت احمر»، الى آخر ذلك من الألقاب السلبية التي سيملؤها به المعارضون، اما لو انضم الى المعارضة فأول ما ستقوم به الحكومة هو سن قانون يمنع طيران الأشياء غير المعدنية فهي حتما لا تريد بطلا خارقا معارضا، بل وستتقدم بقانون عاجل يمنع استخدام القوى الخارقة دون استصدار رخصة بذلك من ١٥ جهة حكومية، بمعنى ان سوبرمان سيصبح وفق القوانين الحكومية شخصا عاديا جدا.
****
لا أتخيل سوبرمان كويتيا ولا يمكن ان أتخيله كذلك ولا أريد ان أتخيله، لأنه «ابن الحلال» إذا ما قدر له افتراضيا ان يعيش في بلدنا فأول ما سيفكر به هو أن «يطق» بشته الأحمر ويطير لأقرب بلد أوروبي ويكون «سوبرمانه»، وربما لهذا السبب وهذا السبب فقط ولا شيء غيره لا توجد لدينا ثقافة كتابة روايات الأبطال الخارقين كسوبرمان وباتمان وسبايدرمان وغيرهم، فنحن لا نتمتع حتى بحرية الخيال كما يتمتع به غيرنا في الغرب.
****
بل انه عندما خرج من بيننا مواطن كويتي أراد ان ينتج أدبا من ثقافة الأبطال الخارقين وهو د.نايف المطوع وأنتج سلسلة أبطال الـ ٩٩ التي وجدت طريقها الى العالم التلفزيوني بل واحتفت بالمطوع بسبب فكرته جهات عالمية بل واستقبله الرئيس الأميركي تقديرا لدوره، قامت الدنيا عليه ولم تقعد فقط لأنه أراد ان يأتي بشيء مختلف وبثقافة مختلفة، رغم ان كل ما قام به هو انه أراد ان يكوت او بالأصح يعرب ثقافة الخيال العلمي، ولأنه نجح هاجمناه ورفضناه واتهمناه!
****
توضيح الواضح: لو كان باتمان كويتيا لتم حجز سيارته الشهيرة «بات موبيل» في كراج حجز المرور لأنها مخالفة لمواصفات الإدارة العامة للمرور، ولوجدته الآن «يدور» على واسطة يطلع سيارته!
[email protected]