الشعر جوهر أي أغنية حقيقية.
****
لسنوات وسنوات والأغنية الوطنية بشكل عام تخلو من جوهرها، اغلبها مجرد كلمات تم صفها بلا روح ساعدها اللحن احيانا للعبور الى ذاكرتنا، ولكن دون جوهر حقيقي، اغلب الأغاني الوطنية منذ سنوات وهي شكل موسيقي بلا جوهر، قلة قليلة من الكلمات الوطنية جمعت الموسيقى بجوهر القول، لذا عاشت بيننا سنين طويلة.
****
بالأمس ظهرت أغنية وطنية لا ارى فقط انها الافضل منذ 10 سنوات، بل من بين افضل الأغاني الوطنية منذ بدء تاريخها المؤرشف تلفزيونيا، أغنية «نحن باقون هنا» لشاعرة الوطن الأديبة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، وتحديدا اتحدث عن النسخة المحدثة لذات الاغنية التي انطلقت ايام الاحتلال العراقي بأصوات عبدالكريم عبدالقادر وعبدالله الرويشد ومحمد البلوشي ونوال في أوبريت متكامل لقصيدة مطولة بذات الاسم والعنوان تصدى لتلحينها قبل 28 عاما الملحن العبقري انور عبدالله.
****
النسخة المحدثة اقرب من الأصلية للجيل الجديد أعني إخراجيا وتنفيذا تلفزيونيا خاصة وانه يبدأ بمقطع القائي حماسي للدكتورة سعاد تم تسجيله حديثا، وقام بتلحين المقطع الجديد بشار الشطي وتصدى لإخراجها تلفزيونيا المخرج عبدالعزيز الجسمي وأشرف على العمل ككل وليد الخشتي لصالح شركة زين.
****
الاغنية كانت اعادة احياء تلفزيوني لجزء من أوبريت مضت على كتابته وتلحينه اكثر من 28 عاما، تعود معنا اليوم في قالب جديد كامتداد للأوبريت وليس إنهاء له..
****
الشعر زفرة القلب، وما من أوضح من تلك القصيدة المعنونة بـ «نحن باقون هنا» والتي ألقت جزءا منها بصوتها كانت زفرة حب جارفة خرجت من قلب الدكتورة سعاد لا من عقلها ولا من نتاج مخزونها الثقافي الشعري والمفترداتي الهائل، بل كانت تلك القصيدة اقرب الى نبضة حب للوطن من نبضات قلب الدكتورة سعاد حبستها في قالب شعري فائق الفخامة.
****
الوطن ليس قصيدة، ولا أغنية وطنية تتردد، ولكن هذا لا يمنع ان نحتفي بجوهرة وطنية كقصيدة «نحن باقون هنا»، التي عادت بالأمس بقالب غنائي جديد بصوت الفنان نبيل شعيل.
****
للدكتورة سعاد أوبريت يعود الى ما بعد التحرير أيضا بعنوان «نحن الكويتيين»، ولم اجد مقطعا ايسر وأسهل وأجمل في عمق المعنى كمديح لشعب كامل من مقطع «نحن الكويتيين من عاداتنا ان نستضيف الشمس في بيوتنا».
****
د.سعاد الصباح لا تكتب قصيدة وطنية بل تكتب الوطن.
[email protected]