بتاريخ 20 يونيو 2013 نشرت مقالة لي في «الأنباء» في هذه الزاوية تحت عنوان «الساير والبحرين والانتخابات» وتناولت فيها كيف ان لجنة في المجلس البلدي كانت قد طلبت السيرة الذاتية للراحل بدر محمد ناصر الساير من اجل الموافقة على تسمية شارع باسمه، وذكرت في مقالتي ان تخليد اسم الساير ليس بحاجة الى سيرة كونه من الرواد الذين لا يُنكر دورهم اجتماعيا واقتصاديا، وذكرت في مقالتي انني قبل أسابيع من كتابة تلك المقالة كنت في زيارة للبحرين وتحديداً ديوانية النائب البحريني عبدالله بن حويل، ويومها عدَّد امامي روادها ما قدمه الراحل الساير للبحرين من مراكز طبية وتعليمية وخيرية وأغلبها في منطقة الرفاع التي تقع فيها ديوانية ابن حويل، ووجهت في مقالتي تلك رسالة الى أعضاء المجلس البلدي لزيارة تلك الديوانية في البحرين لمعرفة مختصر تاريخ للراحل العم بدر محمد الساير رغم ان افعاله واعماله في الكويت اكثر بكثير الا انني ذكرت ان مختصر إنجازاته في البحرين وبشهادة البحرينيين ممن يذكرونه تكفي لاعتماد اسمه.
***
ما جعلني اتذكر تلك المقالة الآن انني كنت في ديوانية الصديق نايف الظفيري ودار نقاش حول قوة وتأثير الاعلام على صناع القرار، ثم ذكّرني بمقالي عن الساير والمجلس البلدي قائلاً: إن المجلس البلدي اصدر بعد مقالي ذلك بثلاثة أسابيع قرارا بتسمية شارع في ضاحية عبدالله السالم باسم الراحل بدر محمد الساير، ورغم علمي ان ذلك لم يكن حتماً بسبب مقالتي، فقد تحدث في الموضوع ودفع به أعضاء مجلس أمة وبلدي باقتراحات لرجل اعتقد ان هذا اقل مما يستحق هو ورجالات الكويت ممن اطلقت أسماؤهم على معالم من الكويت سواء مدارس أو طرق رئيسية أو مبان متخصصة أو قاعات رئيسية كبرى.
***
عامة، الدول التي تقدر رجالاتها عبر تسمية الطرقات الرئيسية بأسمائهم هي برأيي دول تزرع بذرة الاحترام بين شعبها لرجالاتها من المؤسسين والرواد، كل في مجاله، سواء من الأسرة الحاكمة أو من قبيلة أو من عائلة، هو برأيي وان كان نوعا من التكريم لشخص ما، الا انه رسالة لزرع ثقافة التقدير لمن ادوا وعملوا للبلد أو أدوا لها في فترة من الفترات، بل ورسالة للاجيال القادمة بأن استحقاقات التكريم لا تتم بالتوزير أو نيل مناصب عالية أو عبر جوائز الدولة بل يكون عبر لفتة تكريمية تقديرية بإطلاق اسم العلم على معلم من معالم البلاد، واعتقد ان هذا ما يفترض ان تفعله الدول التي تقدر رجالاتها بكافة المجالات.
[email protected]