من الواضح للعيان الآن أن حراكا هادئا يسير نحو تغيير قريب في المشهد السياسي، وسيكون تغييرا جذريا بحسب ما يتوقع الكثيرون، ويرى كثير من الساسة خاصة من المرشحين السابقين أن حلا قريبا لمجلس الأمة يلوح في الأفق، وهو أمر يكاد يكون حديث دواوين الكويت خاصة مع إرهاصات قيام عدد من التشاوريات والاستعدادات لقيام تشاوريات أخرى وبدء تصدير البعض نفسه في هذا الوقت كمرشح محتمل في دائرته، وهذه القراءة الحالية التي تدفع البعض للاعتقاد بحل مرتقب لمجلس الأمة، رغم أنه لا توجد إشارة سياسية واضحة لحل مرتقب، والمجلس وان كان يراه كثير من الشعب لا يمثل طموحاتهم لكنه سياسيا وفي الوضع الحالي متجانس بدرجة مرضية للأطراف النيابية، على الأقل اغلب الأطراف النيابية، والحكومة لا ترى وجود مشكلة مع المجلس الحالي، لذا نرى انه لا يوجد مبرر منطقي للحل، فلا صدام منتظرا أو أزمة سياسية قريبة ولا استجواب يمكن أن يشعل فتيل أزمة تؤدي إلى هذا الحل المرتقب.
****
عامة، الأزمات السياسية لدينا غالبا تأتي بلا مقدمات وقد تحصل بين يوم وليلة، وهذا ما يعمل عليه ربما كثير من المرشحين المحتملين للمجلس الذين يتحركون الآن في ظلال اعتقاد حل قريب للمجلس.
****
ووفق الرؤية البسيطة للمشهد السياسي الحالي الهادئ جدا، فإن التغيير الذي ينتظره الناس أو يترقبونه ربما لا يكون حل المجلس، بل تغيير حكومي محتمل، أيضا هذا هو السيناريو المطروح في الطرف الآخر من المعادلة السياسية لدينا.
وبحسابات الربح والخسارة في ميزان الكلفة السياسية فالتغيير الحكومي أيا كان حجمه - إذا ما كان هناك تغيير سياسي قادم سواء حل أو غيره - سيكون أقل تكلفة من حل المجلس، عامة الاحتمالات التي طرحت لحل المجلس منذ انعقاده تنامت حدة توقعاتها في ديسمبر الماضي، وقيل لن يكمل المجلس عاما، ثم عادت النبرة لتوقعات الحل تعلو في فبراير الماضي ثم هدأت، الآن الاعتقادات التي تقودها كثرة التشاوريات وإعلانات الترشح لأشخاص في عدد من الدوائر تشير إلى أن الحل قريب، وللعلم هذه أول مرة في تاريخ الحياة البرلمانية التي تظهر فيها أسماء مرشحين محتملين لمجلس الأمة رغم عدم وجود ما يشير منطقيا لقرب الحل.
****
توضيح الواضح: مجلس الأمة الحالي يعاني كـ «كيان» من عدم قدرته على تصدير صورة إيجابية عنه بين الجمهور، هو ليس بأفضل المجالس وليس بأسوئها، ولكن كان يمكن أن يطرح صورة إيجابية عن المجلس كمؤسسة وليس عن النواب فقط.
[email protected]