أيام ويغادرنا السفير د.عبدالعزيز الفايز بعد انتهاء مهمته الديبلوماسية التي استمرت 12 عاما سفيرا للمملكة العربية السعودية في الكويت، وربما لا يعلم كثيرون أن د.الفايز نال شهادته في الدكتوراه من جامعة ماساشوسيتس عام ١٩٨٣ بأطروحة عنوانها «وضع الدول الصغيرة بين الدول الكبيرة.. الكويت أنموذجا»، وانه كذلك زار الكويت في العام ١٩٨١ من أجل بحث ميداني لأطروحته، أي ان علاقته بالكويت بدأت علميا طالب دكتوراه في العام ١٩٨١ قبل أن تبدأ عمليا في العام 2006.
> > >
وقبل ان يكون د.الفايز ديبلوماسيا واستاذا جامعيا في المملكة كان إعلاميا خاض مجالي المرئي والمسموع وقدم عدة برامج في التلفزيون السعودي، ولمن لا يعلم أيضا فقد كان ابان الاحتلال العراقي للكويت احد كتاب صحيفة الرياض وخصص مقالاته للدفاع عن الحق الكويتي وتقديم تحليلات سياسية في قضية الاحتلال وتأثيراتها الخطرة.
> > >
وباستعراض سريع جدا لمسيرته أستاذا أكاديميا وإعلاميا وعضوا لمجلس الشورى السعودي وسفيرا سنجد ان الكويت كانت جزءا منه أو جزا منها بشكل أو بآخر برغبة منه أو بمحض مصادفة كان مقدرا ان تكون الكويت جزءا منه كما اصلح جزءا منها بقضائه فيها ١٢ عاما سفيرا فيها لخادم الحرمين الشريفين.
> > >
يعشق الدواوين الكويتية خاصة الدواوين الصباحية حتى انه اصبح من الرواد الدائمين لعدد منها، كما ذكرت لم يكن سفيرا عاديا بل انه سفير اجتماعي «فوق العادة» إلى درجة انه في حفل زفاف ابنه وائل الذي اقامه في الرياض قبل أربعة أعوام كان نصف الحضور من كبار الشخصيات من الكويت.
> > >
ويتمتع د.الفايز بحس أدبي عال وهو ما يتضح جليا في صياغات مقالاته التي يرسلها الى الصحف في المناسبات الوطنية الكويتية أو السعودية، فغالبية السفراء يرسلون مثل تلك المقالات للصحف ولكنها تأتي مباشرة محددة كنص بروتوكولي جامد، أما مقالات د.الفايز فتأتي بديباجة أدبية راقية بعيدة عن النصوص البروتوكولية الجامدة.
> > >
يودعنا السفير د.عبدالعزيز الفايز بعد أن قضى بيننا 12 عاما ولا نقول له الا جئت ببياض وجه ورحلت بوجه أبيض.
[email protected]