في حال طرح مقارنة بين المجلسين البلدي والأمة حاليا، فإن المجلس البلدي المقبل سيكون من حيث التأثير على واقع ومستقبل البلد أهم من مجلس الأمة بمراحل، بل وسيكون ربما أهم مجلس بلدي في تاريخ كل المجالس البلدية، ذلك لأنه سيكون بوابة فتح كل المشاريع التنموية الكبرى من حيث التقسيم والقرار ومنح الأراضي، وسيكون له دور هام وحيوي في رسم رؤية تحول البلاد نحو مركز مالي واستثماري عالمي، بل ان خطة التنمية الجديدة المنتظر إقرارها من قبل مجلس الأمة خلال دور الانعقاد الحالي سيكون للمجلس البلدي دور كبير في رسم وتسهيل تنفيذ هذه الخطة على أرض الواقع.
***
إذن المسؤولية ستكون مضاعفة على أعضاء المجلس البلدي القادم وستكون قراراتهم حيوية في إقرار مثل تلك المشاريع التنموية، واعتقد ان المجلس البلدي هذه الدورة سيكون في منأى عن التجاذبات السياسية المعتادة التي تلعب دورا في تعطيل جلسات البرلمان، هنا ووفق ما ارى ان المجلس البلدي سيكون بلا قيود سياسية او ضغوط شعبية ما يجعله يعمل وفق أريحية مطلقة في اتخاذ قرارات تنموية حيوية تدخل في دائرة إنعاش البلاد من جديد وإعادة تشكيل هيكليتها بالكامل.
***
وما نأمله ونتمناه ان يكون أعضاء المجلس البلدي المقبل على قدر المأمول وعلى قدر المسؤولية التي ستناط بهم، فجزء كبير من مفاتيح التطوير في البنية سيكون في أيديهم ورهن قراراتهم، وأغلبها مشاريع لا تخضع لحسن الحظ للحسابات السياسية او التجاذبات الشعبية، واعتقادي ان المجلس البلدي المنتظر سيكون بابا للعبور نحو ما نأمل ان تتحول البلاد اليه.
***
والتحدي الأكبر هنا هو التسريع في إقرار مشروع مدينة الحرير وتطوير الجزر وهو المشروع الذي خرج من فنية البلدي قبل ١١ عاما، واعتقد ان المجلس البلدي المقبل سيكون اكثر وأسرع انجازا في هذه المسألة، كون مشروع مدينة الحرير يجب الا يتعطل اكثر مما تم تعطيله، فالمشروع الان متكامل الأركان هيكليا ولا ينقصه سوى إقرار القوانين المتعلقة به في مجلس الامة وهو امر اعتقد انه يجب الا يكون معقدا، وكذلك سيكون كملف متكامل على طاولة بحث المجلس البلدي المقبل وهو ايضا ما ارى انه ليس بحاجة الى اي تعطيل فقد اتضحت صورة المشروع واهدافه والدخل السنوي الذي سيدره على خزينة الدولة بالاضافة الى وضوح رؤية كيف سيحول البلد من حالة الجمود الاقتصادي الراكدة الى عجلة من التنمية المستدامة.
***
طبعا سيواجه مشروع كهذا بالتشكيك والهمز واللمز السياسي ولكن لا اعتقد ان لذلك قيمة خاصة ان معالم المشروع واضحة واهدافه بينة وتأثيراته الإيجابية لا تقبل الجدل.
***
توضيح الواضح: اعتقد ان احد أسباب ضبابية هذا المشروع العملاق والحيوي والهام هو انه الى الان لم يتم تسويقه بشكل يليق بحجمه وحجم تأثيره على مستقبل البلد ومستقبل كل فرد من افراده.
[email protected]