حتى أمس فإن وقع تأثير الاستجوابات لا يساوي ١% على الحكومة، ما يتضح ان الحكومة ستعبر الاستجوابات بردا وسلاما بأقل قدر من الأضرار، فلا أحد يصرح عن الاستجوابات او يقوم بتعبئة الشارع ضد الحكومة أو ضد المستجوبين من الوزراء، وكأننا لسنا أمام استحقاق رقابي سياسي من النوع الثقيل يستهدف وزيرين ورئيس وزراء من المنتظر مناقشة استجواباتهم بعد اقل من أسبوع.
> > >
عادة ما تسبق مناقشة الاستجوابات الثقيلة ندوات للنواب المستجوبين او سيل من التصريحات تمهد الرأي العام لما سيأتي في الاستجواب ومحاوره ويكشف فيها النائب المستجوب أوراقه من اجل ان يعبئ الرأي العام ضد الوزير أو ضد الحكومة أو على الأقل يستعرض إعلاميا بما يملك، ولكن هذه الاستجوابات الثلاثة ضد رئيس الوزراء ووزير النفط ووزيرة الشؤون لم يسبقها اي من هذا رغم انه لم يتبق سوى اقل من خمسة أيام لمناقشتها.
> > >
الحكومة نفسها لم تتطرق للاستجوابات سوى في بيان استعراض ما ورد في جلستها الأخيرة ضمن بيانها الأسبوعي الاعتيادي، حتى أن الحكومة لم تكلف نفسها عناء تشغيل آلتها الإعلامية لمواجهة تلك الاستجوابات كما تفعل عادة.
> > >
ما ذكرته أعلاه يعني أن الاستجوابات على الأقل حتى الآن ليست مشروع صدام حقيقي بين المجلس والحكومة، ومما يبدو أن اتفاقا ضمنيا واضحا غير معلن بين الأطراف على عبور الاستجوابات بالاكتفاء بالمناقشة.
> > >
ولكن، رغم كل هذا ورغم اللامبالاة الحكومية في استقبال الاستجوابات، ذلك لا يعني ان الصدام السياسي القادم عبر تلك الاستجوابات حقيقي وسيكون له انعكاس جذري يتسبب في صدع المجلس برمته، فحتى لو عبر رئيس الوزراء والوزيران الاستجوابات بالاكتفاء بالمناقشة وشوية توصيات، فإن هذا دلالة على تعمق الخلاف السياسي بين الأقطاب من خارج وداخل المجلس وما تلك الاستجوابات سوى بداية نهاية المجلس، أو بالأصح بداية نهاية حقبة السنوات السياسية الخمس السابقة، فهذه الاستجوابات وحتى من غير ضرر على الحكومة حاليا إلا ان تأثيراتها ستكون على الأقل أبوابا لإحداث تغيير اكبر من مجرد حل أو تدوير.
> > >
لكن، الغريب هنا أن أيا من مقدمي الاستجوابات الثلاثة لم يقم بحملة إعلامية واحدة او ندوة لعمل التعبئة الإعلامية ضد الحكومة أو ضد الوزير المستجوب، وهذا يعني وحتى أمس أن الاستجوابات سياسية الطابع وتهدف إلى تسجيل موقف سياسي محدود التأثير بأهداف منتقاة من الحكومة ولا يهدف منها الإصلاح أو الصالح العام ما لم يثبت العكس خلال الأيام الخمسة المقبلة.
> > >
توضيح الواضح: استجواب بلا غطاء إعلامي يعني أن الأزمة السياسية التي دفعت للاستجواب حلها بعيد عن الجمهور.
> > >
توضيح الأوضح: لازلت عند رأيي أن جلسة الأول من مايو ستكون بداية المنعطف نحو التغيير السياسي الجذري، حتى وان كانت الاستجوابات بلا طعم ولا لون.
[email protected]