السؤال هو: ماذا بعد كتابيّ طلب طرح الثقة بوزيري النفط والشؤون؟!، في الحقيقة لا أحد يأمل كثيرا بعد السهرة السياسية الصباحية التي امتدت أحداثها من صباح الثلاثاء حتى صباح أمس الأربعاء، ثلاثة استجوابات الأولى انتهى بكتاب طلب طرح ثقة بوزير النفط، والثاني انتهى إلى لا شيء، والثالث خلص الى كتاب طرح ثقة.
***
القراءة في أسماء الموقعون على كتب طلب طرح الثقة في كل الاستجوابات الثلاثة، ومقارنتها بأسماء وتوجهات النواب المستجوبين، مع الأخذ بعين الاعتبار من أيّد ومن عارض كل استجواب ومبرراته وأسبابه، سنجد أننا أمام نتيجة واحدة وهي أن الجلسة التي امتدت لنحو 24 ساعة لم تكن سوى واجهة صراع سياسي عميق جدا، يدعم بقاءه وتمدده واستمراره مشكلة مجتمعية في فهم حقيقة الديموقراطية والدستور، فالمناطقية كانت حاضرة وبقوة والطائفية حضرت قليلاً والقبلية موجودة وظاهرة، ولهذه قصة أطول من ان تحتويها مقالة واحدة.
***
وأمّا استجوابا الرشيدي والصبيح فنهايتهما كما تشير قراءات المشهد السياسي حتى صباح الأمس انها ستنتهي بعبور أريحي و«كل واحد يصلح سيارته»، أما إذا حصل خلال الأيام السبعة القادمة حتى جلستي التاسع والعاشر من مايو حيث من المنتظر التصويت على طرح الثقة في الوزيرين حدث سياسي ما أو لفة دراماتيكية ما تؤدي الى تصاعد حدة الضغط على النواب من قبل أطراف سياسية داخلية وخارجية لإحراجهم سياسيا، فربما يعني هذا نهاية الحكومة الحالية بشكلها الذي نعرفه، أعلم أن كثيرين يستبعدون سيناريو استقالة الحكومة، ولكنه سيناريو قائم إذا ما تصاعدت الأحداث السياسية ودخلت أجواء التصعيد وبرزت موجات ضغط على النواب لحشد أكبر عدد من الأصوات في تصويتي طرح الثقة، فهذا يعني ان السيناريو سيكون قائما ومحتملا بدرجة كبيرة.
***
حل المجلس هو الآخر سيناريو محتمل ولكن بشريطة أمرين أولا أن تتصاعد حدة اللغة الإعلامية بين الحكومة والنواب بشكل يتجاوز الحدود المقبولة، وثانيا ان يتم تقديم استجواب يكون الرابع هذا الشهر وهو الذي أعتقد انه سيكون آخر مسمار في نعش مجلس يتمنى الكثيرون رحيله.
***
الاستجوابات الثلاثة التي قُدمت ونُوقشت أمس الأول كلها مهما بلغت قضاياها تستطيع الأقطاب داخل المجلس والحكومة احتواءها، وأعتقد أنها بدرجة ما كانت تحت خط الاحتواء في إطار تفاهمات سياسية غير معلنة، ولكن إذا ما جاء من لا يتوقعه أحد من النواب وقدم الاستجواب الرابع فأعتقد ان هذا سيخلط الأوراق بالكامل ويخربط الحسابات، أنا هنا فقط أتحدث بشكل فرضي، ولكنه أعتقد انه مطروح سياسيا وبقوة كخيار قبل الاستقالة.
***
توضيح الواضح: فقط اقرأ أسماء المستجوبين والوزراء المستهدفين ثم اقرأ الأسماء التي وردت في أوراق طلب طرح الثقة ومعها أسماء المؤيدين والمعارضين لكل استجواب، ستعرف يقينا ان الاستجوابات كلها تحت السيطرة والاحتواء السياسي من قبل المجلس والحكومة، ولكنك أيضا ستعرف أمرا مهماً جدا وهو سؤال المليون دينار: من صوّت لمن في انتخابات الرئاسة؟!
***
توضيح الأوضح: كل شيء ممكن قبل رمضان.
[email protected]