ليس في الأمر تحريض عندما يتمنى المواطن مجلسا برلمانيا غير المجلس الحالي، كما أن ليس في الأمر تأليبا عندما يتمنى المواطن حكومة غير الحكومة الحالية، ولو عملت استفتاء حقيقيا «غير مدفوع الأجر» عن مدى رضا الشارع على السلطتين التنفيذية والتشريعية لعلمنا ان رحيل المجلسين تحول من رغبة شعبية إلى حلم شعبي.
> > >
حالة عدم الإنجاز الملموس من كلتا الجهتين هي التي دفعت الناس الى التحول من حالة الرغبة في رحيلهما إلى حالة الحلم بتغييرهما، وهذا لم يعد خافيا، والكل يعلم ان المجلس تحديدا ليس على مستوى الطموح الشعبي الذي كانت رغباته في تغيير مجلس 2013 هي السبب في التغيير الجذري لمجلس 2016 الحالي، والآن ذات الشعب يحمل ذات النفس للحلم بمجلس أفضل.
> > >
هنا لا أحد يدعو لانتخابات مبكرة، بل وللأمانة الجميع أو لنقل الغالبية يرون بضرورة انتخابات مبكرة، والدعوة لهذا الأمر اصبحت تتردد حتى بين القوى السياسية والنخبة وتجاوزها للعامة، فحالة من عدم الرضا تسكن الغالبية، فهذا المجلس ليس هو المجلس الذي توجهنا لصناديق الاقتراع 2016 ليمثلنا، حسنا، ربما أخطأ الناخبون في الاختيار، وغيرنا وجوه 2013 بوجوه جديدة في 2016 ولكن وما اتضح لنا خلال العامين الماضيين أن أداء 2016 ليس بأفضل من أداء 2013، ومن حق الناخبين ان يطالبوا بانتخابات مبكرة ليعيدوا النظر في اختياراتهم، وانا اضمن شخصيا أن نسبة التغيير في المجلس القادم ستكون كبيرة ومفاجئة، كما حصل في الانتخابات الماضية.
> > >
ونحن هنا لا نتحدث عن شخوص نواب نكن لهم كل احترام وتقدير، ولا نتحدث عن المؤسسة التشريعية التي نعتبرها ممثلنا الشعبي، ولكن نتحدث عن الأداء، والأداء هنا ولأسباب متعددة لم يرتق إلى مستوى طموح الناخبين الذين توجهوا نحو ارتكاب التغيير السياسي في انتخابات 2016، وأعتقد ان حالة المطالبة بانتخابات مبكرة تتنامى بين الناس وبشكل متسارع.
> > >
هذا المجلس وعلى سبيل المثال البسيط سقط في دوامة الصراع النيابي ـ النيابي في اكثر من مناسبة ما استهلك من وقتنا البرلماني الكثير في سجال لا طائل منه، وكان هذا السجال بابا لاستنزاف وقتنا الديموقراطي دون أدنى داع، فتأخرت تشريعات مهمة ومستحقة بل وتأخرت معها أيضا استحقاقات إنجازات وتعديلات قوانين لأكثر من عام.
> > >
هذا المجلس وكما كان يراه الناخبون الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع 2016 هو مجلس إعادة حقوقهم في قوانين الزيادات على الكهرباء والماء والبنزين الذي أقرها المجلس السابق، لم يتصد لها او يبحثها او حتى ينظر إليها، وعوضا عن ذلك دخل في سجالات نيابية ـ نيابية واستجوابات بعضها حمل الشكل الاصطفافي غير المهم للناس.
> > >
نعم، الناس الآن تحلم بانتخابات برلمانية قبل أوانها، وتريد رحيل هذا المجلس، والمسألة هنا ليست ضد أحد، بل استحقاق شعبي ينتظره الشعب على أحر من الجمر.
> > >
توضيح الواضح: ولا يزال البعض يتساءل: «لماذا تجرى تشاوريات مبكرة؟!»
[email protected]