منذ عامين أو أقل ووزارة الداخلية تعلن وتروج وتفرش الأرض للجواز الإلكتروني، وأنه سيكون جوازا مميزا وغير قابل للتزوير وآمنا وحيويا من الناحية الأمنية.
لعامين متتاليين اقل او اكثر قليلا ووزارة الداخلية ومسؤولوها ليس لهم حديث إلا الجواز الإلكتروني وكأنه احد إنجازات العصر، وخلال ذلك ومنذ نحو ٩ أشهر والوزارة تعلن ان الجواز الحالي سينتهي صيف عام ٢٠١٨.
****
كل هذا حق لوزارة الداخلية، فلديها مشروع وتروج له وتعلنه عبر اي وسيلة إعلامية ممكنة، ولكن، ولكن، الوزارة التي ظلت تتحدث عن الجواز الإلكتروني وضرورة تبديل القديم بالجديد فاتها انه نافذة زمنية قصيرة - وأعني صيف ٢٠١٨ - ستفتح يتدافع خلالها الناس لتجديد او استبدال جوازاتهم.
****
وظلت الوزارة بإدارة الجوازات ومراكز الخدمة المخصصة وموقعها الإلكتروني لحجز أرقام مواعيد الاستبدالات تعمل منذ اكثر من أربعة اشهر، ورغم شكاوى التأخير وشكاوى عدم تسليم الجوازات بموعدها، وهذا الأمر منذ أكثر من أربعة أشهر، إلا أن حال الازدحامات في مراكز الخدمة ازداد سوءا وارتباكا وبدأت ضغوطات حجز المواعيد لشعب لا يتحرك لتجديد شيء إلا «حزة الحزة» فكان التدافع والتكدس في المواعيد والطلبات على مراكز توزيع وتسليم الجوازات.
****
نعم وزارة الداخلية فإنها وهي تروج للجوار الإلكتروني الجديد نست أو تناست أو سقط من حساباتها أننا شعب يعشق العمل في اللحظة الأخيرة، نعشق الإنجاز في آخر لحظة، نحن أصلا - أغلبنا أعني - لا ندخل الطائرة الا قبل النداء الأخير للركاب بنصف دقيقة واحيانا بعد النداء الأخير بربع ساعة، وشعارنا «تذكرتنا وبكيفنا».
****
كان على وزارة الداخلية ان تتخذ تدابير مختلفة عما تفعله الآن، وان تكون على دراية كاملة بطبيعة وتفكير وثقافة الشعب الذي تدير شرطته وأمن دولته وجوازاته وهجرته ومخافره ومباحثه، اعني لا يعقل أن مسؤولي وزارة الداخلية وهم يروجون لمشروعهم الضخم كما صوروه لنا فاتتهم حقيقة انهم بمواجهة شعب سيتدافع اغلبه في اللحظات الأخيرة لإنجاز ما يمكن إنجازه، وسيحرجهم وسيضعهم في خانة إليك و«يسب ويلعن في إجراءاتهم»
****
وزارة الداخلية مخطئة في انها لم تضع في حسبان توقعاتها أنها أمام شعب جزء أصيل من ثقافته انه لا يدخل الفيلم او المسرحية إلا بعد انطفاء الأنوار وانتهاء الدعايات، وكان هذا خطأ استراتيجي ارتكبته وزارة الداخلية أنها لم تضع ضمن خطتها انها ستصرف الجوازات الجديدة لشعب سيحضر 90%قبل موعد انتهاء المهلة بشهر، فكان ما نراه اليوم من تأخر وارتباك.
****
الأمر انتهى الآن، وما تفعله الإدارة العامة للجوازات يفوق طاقتها، وموظفوها ومسؤولوها يؤدون عملهم مضاعفا وهذا لا يمكن ان ننكره، حتى ان القرارات الاخيرة لوزير الداخلية الشيخ خالد الجراح بفتح مراكز جديدة للتوزيع ومد عمل ساعات مراكز أخرى جزء كبير وعملي من حل المشكلة، ولكن المشكلة الأصلية هي عدم وضع «ثقافة الشعب» في الحسبان عند البدء بالمشروع.
****
مَنْ المخطئ هنا؟! حقيقة لا أحد، فمرحبا بك في الكويت.
****
توضيح الواضح: الوكيل المساعد لشؤون الجنسية والجوازات الشيخ مازن الجراح وللأمانة استطاع ان يقوم بنقلة نوعية في قطاعه اداريا وفنيا ومشكلة الجواز الجديد هي مسؤولية مشتركة، لا اعتقد انها بهذا الحجم الذي يتم تصويره عبر السوشيال ميديا.
[email protected]