كثيرون لا يعلمون أن نجومية ناصر القصبي وعبدالله السدحان خرجت من سهرة تلفزيونية لم تبث على أي قناة تلفزيونية بعد إنتاجها، بل صُورت وتصدى لإخراجها المخرج عامر الحمود، ثم تم توزيعها على أشرطة فيديو عام ١٩٨٧، وأذكر جيدا أن محلا صغيرا للفيديو كان الموزع المعتمد لهذه السهرة التي كانت من أشهر الأعمال وأكثرها توزيعا في السعودية والكويت في ذلك العام، وقبل ذلك العمل لم يظهر السدحان والقصبي سوى ممثلين مساعدين بأدوار صغيرة في المسلسل السعودي الشهير «عودة عصويد»، الذي كان من بطولة النجم السعودي الراحل محمد العلي، ومن المفارقات أن النجم السوري أيمن زيدان كان كومبارسا صامتا في ذلك العمل.
> > >
لم يبرز اسما السدحان والقصبي بشكل جعلهما اسمين تلفزيونيين رائجين ونجمين لا تخطئهما العين سوى مع مسلسل «طاش ما طاش» الذي بدأ عرضه بداية التسعينيات ليتحول مع مرور أول موسمين إلى أهم عمل تلفزيوني عربي مستمر.
> > >
على مدار ١٨ عاما، شكل الثنائي السدحان والقصبي فريقا قادرا على تحقيق النجاح عاما بعد آخر، حتى تحول عملهما إلى أيقونة تلفزيونية عربية تخرج منها عشرات النجوم السعوديين، منهم فايز المالكي وفهد الحيان وراشد الشمراني وغيرهم الكثير، وبعد أن حصل الانفصال الشهير بين الثنائي الأشهر عمل كل منهما منفردا بأعمال شبيهة بـ«طاش»، الأول عمل ببرنامج «سيلفي» ونجح في جزئه الأول فقط، أما الجزأين التاليين فلم يحققا المأمول منه سوى في بضع حلقات، والثاني عمل في أكثر من عمل شبيه بـ«طاش» أيضا ومنها «منا وفينا» و«سناب شاف» وأخيرا ما عرض في رمضان الماضي مسلسل «بدون فلتر» ولم تنجح سوى حلقات محددة، ولكن العمل ككل كان مصيره كمصير «سيلفي» عمل تنجح بعض حلقاته ولكنه كعمل متكامل لم يكن أبدا على مستوى طاش ما طاش حتى في أسوأ أجزائه الـ 18.
> > >
انفصال السدحان والقصبي كان بداية الطريق لإخفاقات متتالية لكل منهما، لسبب بسيط لم ينتبه له الكثيرون أن علاقتهما هي علاقة تكاملية بمعادلة لا تصلح الا بعنصرين متحدين، احدهما لا يمكن النجاح دون الآخر، وهذا ما حصل لهما، فقد زرعا خلال عشرين عاما من عملهما خلال أجزاء طاش ما طاش في ذهنية المشاهد الخليجي اتحادهما، وبعد انفصالهما اصبح من الصعب تقبُّل أي منهما منفصلا عن الآخر، وهذا لا يلغي نجومية أي منهما، لكن الواحد منهم مستقلا لا يستطيع إنجاح عمل تلفزيوني.
> > >
لا أعرف طبيعة خلافهما، ولا يهمني كثيرا، ولا يهم المشاهد طبيعة خلافهما، ولكن الثابت بعد أعوام انفصالهما ونتائج أعمالهما التي قدماها بعد الانفصال، تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنهما لن ينجحا إلا باتحادهما من جديد في عمل مشترك، عدا ذلك سيبقيان يتغذيان على نجوميتهما التي قاما ببنائها طوال أكثر من عشرين عاما حتى تنضب وتنتهي، والعام المقبل أيا ما كان سيقدمانه سيكون متذبذبا كما العام الحالي.
> > >
توضيح الواضح: «أبوت وكاستيلو» و«لوريل وهاردي» من الثنائيات الهوليوودية الشهيرة في الخمسينيات والستينيات التي انتهت نجوميتها بفك الشراكة الثنائية، والعاقل أن هذا ما سيكون عليه نجما طاش ما لم يعودا الى ثنائيتهما ما داما يستطيعان.
> > >
توضيح الأوضح: أتحدث هنا من منظور مشاهد وليس من منظور ناقد، ولكن أعتقد أن ما ذكرته هو جزء من الحقيقة الغائبة.
[email protected]