أكره مشاهد الأفلام الأجنبية غير المترجمة رغم إجادتي للغة الإنجليزية والأمر مرده إلى التعود، فقد تعودت منذ صغري على مشاهدة الأفلام الاجنبية مع ترجمتها، رغم أن الترجمة أحيانا تكون لا علاقة لها بنص الحوار الدائر في الفيلم خاصة عندما أقرأ جملا في أسطر الترجمة كـ «اذهب إلى الجحيم» و«تبا لك» و«عليك اللعنة» وهي ما أسميها بالترجمة المحتشمة لجمل أقل ما يمكن أن توصف بأنها شتائم رخيصة.
أكره كذلك مشاهدة أي فيلم أجنبي مر على بكرته مقص رقيبنا الكويتي، إذ يقوم رقيبنا، الذي لا يعرف لا هو ولا إدارته ولا وزارة الإعلام بكبرها ولا نواب الوصاية حتى اللحظة بوجود الإنترنت، بقطع المشاهد التي يرى بإباحيتها أو ضربها في عمق معتقد ديني ويحذفها ما يجعل الفيلم الذي نشاهده بعد «شلخه» مقص الرقيب عمل سينمائي يشابه في فحواه كحديث آسيوي يريد أن يشرح لك بلغته العربية «المكسرة» تفاصيل الأزمة العالمية والتي سيحاول شرحها هكذا «هذا بنك سوي فلس وهذه حكومة فيدرالية سوي دعم».
وهذه المحاولة أشبه بمحاولات بعض أعضاء مجلس الأمة شرح قضية شراء الفوائد لنا نحن المواطنين المنتظرين اليسر، سواء من قبل أولئك الذين يدافعون عن فكرة شرائه أو أولئك المعارضين لشراء الفوائد، فالطرف الأول شرحها كالتالي: «سوي مسؤولية بنك مركزي.. سوي تحمل حكومة.. لازم طيحي»، أما الطرف الآخر الرافض لإسقاط القروض أو الفوائد فلا يقل فصاحة في قلة الفصاحة عن الأول وهم يقولون: «ما فيه مساواة.. ما فيه فلوس.. دولة طيحي».
لم يقف أحد ليشرح لنا ما حصل وماذا يحصل بالحجة واللغة الواضحة البسيطـة المفهـومة وجعلونا أشبه بجمهور يريد فقط أن يعرف متى يموت بطل الفيلم الذي قصقصت أحداثه ومشاهده بجملهم تماما وكأنك تشاهد النسخة الكويتية «المقصقصة» من فيلم «غريزة أساسية» للشمحوطة شارون ستون، فلو شاهدت النسخة الكويتية لفيلمها «غريزة أساسية» وشاهدت جدال الرافضين والمؤيدين من أعضاء مجلس الأمة للقروض لخرجت بذات النتيجة «لن تفهم شيئا» وعليك أن تنتظر إلى آخر الفيلم حتى تعرف من القاتل!
وقصة الحوارات «المقصقصة» على طريقة الآسيويين لا يختص بها أعضاء مجلس الأمة بل الحكومة هي الأخرى خرج بعض أعضائها بجمل رافضة لقانون إسقاط الفوائد والقروض وكانت الجملة كالتالي: «مو شغل حكومة.. هذا نفرات أعضاء مجلس أمة سوي يتهاوش.. حكومة سوي يتفرج.. حكومة ما راح يطبق» بعد هذه الجملة تجد الحكومة تنظر لنا الشعب بعينيها وقد رسمت عليهما براءة مصطنعة وتقول بالكويتي الفصيح: «مديونات الكبار ومشيناها وفوقها حبة خشم.. بس قروض الفقرا والله لو تحبون كوعكم ما تشمونها»!
من الآخر:
عندما تجد المرأة التي تجعلك تحس في وجودها أنك رجل أفضل، فاعلم أنك قد وقعت في الحب.
[email protected]