37 مليار دينار كويتي رصدت لخطة التنمية، وهي تساوي 100 مليار دولار أميركي (يزيدون ينقصون لا يهم فالحمد لله فلوسنا واجد يا حسين)، وفي الاستفتاء الذي أجرته «الآن» قبل يومين وشارك فيه 3696 مشاركا جاءت النتيجة أن الغالبية الساحقة ترى أن هذه المليارات ستذهب للفساد ولطبقات معينة، ونحن نعرف تماما ومن خلال تجارب سابقة أن ما ذهبت إليه الأغلبية الساحقة في الاستفتاء هو من واقع رؤيتهم لتجارب سابقة كثيرة مرت في مشاريع ضخمة وانتهت إلى الفساد.
ونصيحتي للحكومة حاملة لواء التنمية وبطلة التخطيط وبما أن فلوسنا «رايحة رايحة» بأن يتم توزيع الـ 37 مليار دينار على المليون مواطن، وبهذا سيكون نصيب الفرد 37 ألف دينار «طقة وحدة» بمعنى أن متوسط ما سيحصل عليه رب الأسرة هو 370 ألف دينار أي ما يعادل مليون دولار أميركي، ولنستبدل اسم مشروع خطة التنمية بمشروع تحت اسم «مليون دولار لكل رب أسرة»، سيرى البعض أن اقتراحي متطرف وغير منطقي بل ربما نكتة «بايخة»، ولكن دعونا نحسبها بالعقل، المسألة أننا وبعد سنوات من الانتظار وتوزيع المناقصات و«فسفسة» المليارات الـ 37 سننتهي وبحسب التوقعات إلى أنه «لن نطير بعيرا ولن نولد نعامة»، بالعربي لن نرى مشروعا واحدا، فلماذا لا نوزع تلك المليارات على الجميع؟ لأنها «خربانة خربانة» لذا لا أرى مانعا من أن نعميها مرة واحدة وإلى الأبد.
خسارة المليارات على مشاريع مشكوك بأمر تنفيذها سينالنا من ورائها سيل من الاستجوابات والاحتقان السياسي وغليان في البلد وصراعات بلا أول ولا آخر، وانتخابات وحل برلمانات وتفكك وضرب في الوحدة الوطنية كما هو حاصل اليوم، إنما لو قمنا بتوزيع المليارات الـ 37 بطريقة مليون دولار لكل رب أسرة فلن تواجهنا سوى مشكلة اجتماعية واحدة، وهي أن كل رب أسرة سيتزوج على زوجته وأعتقد أنها مشكلة ليست بالمزعجة كثيرا خاصة فيما لو قارناها بمشاكل قد تجر البلد إلى التفكك.
[email protected]