لماذا لا تستجوب الحكومة نفسها؟ ما الذي يمنعها من أن تقوم بعمل جرد حساب كامل للـ 250 يوما الماضية منذ تشكيلها؟
ما الذي قدمه الوزراء للوطن خلال 250 يوما؟ على سمو رئيس مجلس الوزراء أن يتجرد من جميع ظلال المحاصصة الطائفية والأسرية والفئوية والعائلية ويقوم بكتابة انجازات حكومته الحالية، وأن يقوم بجرد كامل لجميع الوزراء وما فعلوه بوزاراتهم وما قدموه خلال فترة توليهم تحت رئاسته.
سأقول لكم ما الذي وجدته كمواطن كويتي من هذه الحكومة، وجدت الكثير والكثير من الأماني وعشرات الوعود ومئات التطمينات والكلام الحكومي المعسول الذي يتسابق كل الوزراء بلا استثناء لإلقائه على مسامعنا صباح كل يوم من تلك الأيام
الـ 250، ولكن لا شيء على أرض الواقع.
لم تزد مستشفياتنا سريرا واحدا، بل تعطلت عشرات الأجهزة وبات مئات المواطنين يفترشون أرض رحمة وزارة الصحة عليهم، ولم يتم تخفيض أسعار الأدوية كما أشيع بل زادت وأصبحت تلتهم ما يتبقى من جيوب المواطنين والمقيمين رغم أنه لم يتبق فيها شيء يمكن التهامه سوى «عظام دنانير نهشت لحمها القروض وغلاء الأسعار».
الكهرباء لاتزال تنقطع رغم أننا لسنا في فصل الصيف، والمياه كذلك، ولا وجود إلا لوعود بمشاريع أخرى ثم أخرى وأخرى والناس ستتعلق عيونهم كالعادة بعدادكم البائس.
الخطوط الجوية الكويتية وللمرة الألف يتحدثون عن خصخصتها واتهامات بسرقات بالملايين ولكن لم نر إلا التصريحات والتطمينات و«الطبطبة» ونضطر لأن نحجز عليها كونها الناقل الوطني الأول الذي احتل ذيل القائمة عالميا ولايزال.
صندوق المعسرين أصاب الجميع بعسر هضم، الانتظار دون أي فائدة ترجى لا منه ولا ممن يقف وراءه، ويد البنوك لاتزال أطول من أيدي الحكومة والبنك المركزي لايزال يرفع شعار «القانون لا يحمي المغفلين ممن اقترضوا».
استثمارات الصغار تبخرت وطارت في بورصة أحمرها طغى على أخضرها وباتوا ملاحقين من قبل الشركات والبنوك، وإلى اليوم يتحدثون عن قانون هيئة سوق المال ومحفظة مليارية ويريدون هدم «الغرفة»، ولايزال الكبار يمارسون هواية عقد الصفقات ليلا في بورصة ضاعت في عتمة ضباب الكبار وأصبحت ابعد ما تكون عن الشفافية، حتى عندما نقل الصورة المذيع عايد العنزي تم فصله من وزارة الإعلام وكأن الحكومة تجري بروڤة لخنق الحريات.
وزير الإعلام سكت وهادن وأطلق قنبلة مسودة تعديلات قانوني «المطبوعات» و«المرئي والمسموع» ليخنق ما تبقى لنا من هواء الحرية في بلد لا تنتج سوى شيئين اثنين النفط.. والحرية، وفي النهاية قال: «الأمر ليس سوى مسودة».
وزارة التجارة ترفع شعار «أنا ماكاري» والغلاء يحرق رموش البسطاء وينتفها والرقابة غائبة ولجنة تحديد أسعارها تنام 300 سنة وتصحو لتحدد سعر العدس وكأنها تريد أن تعيدنا إلى عصر «المموش».
«الداخلية» وقضية لوحاتها التي لاتزال حتى اليوم بلا كبش فداء، «أي قصوا علينا وهاتوا كبش فداء» على الأقل لكي نرتاح، لم تكتف بهذا بل خرج وكيلها ليعلن رسميا منع أي مسؤول من مسؤولي وقياديي «الداخلية» بالإدلاء بأي تصريح ما لم يحصل على إذن منه شخصيا، وكأنه ينقصنا قانون مطبوعات آخر ليأتي وكيل الداخلية بقانونه الجديد.
«التربية» لم تفعل طوال 250 يوما شيئا سوى أن ألغت طابور الصباح بسبب انفلونزا الخنازير وأعادت طابور الصباح مرة أخرى، عدا ذلك لاتزال ومنذ 2500 يوم وهناك مليونا مشروع متعلق برقبة البركة.
لماذا لا يسأل سمو رئيس مجلس الوزراء بصفته مواطنا أولا وأخيرا الوزراء عن كل ما سبق وذكرته، فكل فقرة تستحق استجوابا مستحقا على رؤوس الجميع فنتيجة الحكومة في الاختبار الشعبي
للـ 250 يوما الماضية هي صفر.
[email protected]