أتحدى وزير الصحة د.هلال الساير رجل العلم وسيد الإدارة وملك التصريحات المطمئنة، أن يجيب على السؤال الآتي: «أين تذهب الـ 50 دينارا التي يدفعها كل وافد كرسم للتأمين الصحي؟».
سأجيب الوزير وأكفيه عناء نصف الإجابة وأترك له ولجهابذة وزارته الإجابة عن النصف الآخر، الإجابة التي سأوردها تخص ملايين الدنانير التي حُصّلت من الوافدين منذ العام 1999 وحتى اليوم، والتي لا يعرف أين ذهبت، بل إن أحدا في وزارة الصحة بأكملها لا يعرف أين ذهبت ولا كيف صرفت ولا من حصلها ولا كيفية تحصيلها ولا حتى آلية صرفها نظير الخدمات التي تقدم على أساس التأمين، أعني أن أحدا لا يعرف الصورة الكاملة لدورة دخول وخروج هذه الملايين.
لدينا مليونا وافد في الكويت والجميع ووفق قانون التأمين الصحي للوافدين الذي تم إقراره 1999 يجبر كل شخص على دفع ما متوسطه 50 دينارا كل عام كرسم تأمين صحي، ونحن نتحدث سنويا عن 100مليون دينار يتم تحصيلها من الاخوة الوافدين، بمعنى أنه ومنذ بدء العمل بالقانون تم تحصيل مليار دينار كويتي.
هل يمكن لأحد في وزارة الصحة أن يجيب: أين ذهب المليار دينار؟
لا أقول ماذا فعلتم بهذا المليار دينار، ولكن أقول هل تعرفون أين ذهب هذا المليار؟
سأكمل بقية نصف إجابتي التي أتبرع بها، هذا المليار دينار والذي كان يمكن أن يبني 10 مستشفيات في جميع أنحاء البلد، لا أحد يعرف أين ذهب ولا توجد إدارة واحدة في وزارة الصحة «الطويلة العريضة» تملك وثائق الاطلاع على سير دخول وخروج وإدارة هذا المبلغ الضخم والمخيف، والدليل أن وزارة الصحة بدأت تشكل فريقا أمنيا للتحقيق في ضياع ملايين من أموال التأمين الصحي واستعانت برجال أمن لمعرفة أين ضاعت تلك الملايين.
ورغم هذه الكارثة الضبابية التي تلف مصير المليار الصحي يخرج علينا قياديو الصحة وتحديدا طويل العمر وكيلها ويقول وبكل ثقة: «نبحث تطبيق التأمين الصحي على المواطنين»، وأما وزيرها الساير فيقول: «تطبيق قانون التأمين الصحي على المواطنين وهذا ما نعتبره تحديا لوزارتنا».
يا سيدي الفاضل 10 سنوات وأنتم تتقاضون الـ 50 دينارا سنويا من كل وافد ولا تعرفون مصير هذه الأموال المحصلة، لقد سألت في وزارتكم ولم أجد شخصا واحدا يعرف أين تذهب الملايين التي يتم تحصيلها سنويا من رسوم التأمين الصحي، الأغرب من هذا كله أنكم تأخذون تأمينا صحيا من الوافدين ومع هذا تتقاضون دينارا نظير كل زيارة للمستوصف ودينارين للمستشفى و50 للأشعة و120 للسونار، فلم إذن تأخذون الخمسين دينارا إذا كنتم أصلا تتقاضون ما يفترض أن يكون قد دفع مقابله «تأمين صحي»؟
وبيت شعر زيادة لكم ولوزارتكم: لم يتم تحصيل دينار واحد من أي من شركات التأمين وكل ما فعله التأمين الصحي هو أنه قام بتنشيط قطاع التأمين في البلد أما القطاع الصحي فمن سيئ إلى أسوأ... والله يعز الحكومة.
[email protected]