بعد الساعة العاشرة مساء تتحول الكويت «البلد الغنية بالنفط» إلى أفقر بلد في العالم، ويمتد فقرها حتى الساعة الثامنة صباحا، كل يوم والبركة في وزارة الصحة وقرارات مسؤوليها الذين يبدو أنهم لا يحملون من المسؤولية إلا ما يحمون بها كراسيهم.
كل يوم ولمدة 10 ساعات تصبح بلدنا فقيرة بل الأفقر، وإذا أردتم أن تشاهدوا فقر بلدكم، فاسألوا عن حكاية عيادة حوادث مستشفى البحر.
الحكاية مع دقة الساعة العاشرة من مساء كل يوم تغلق جميع عيادات حوادث العيون في جميع المستشفيات والمراكز الصحية، وبدءا من الساعة العاشرة وحتى الثامنة صباحا تقوم عيادة واحدة بطبيب واحد بمعالجة 3 ملايين نسمة ما بين مواطنين ومقيمين.
أقسم بالله لم أقرأ لا في الأخبار ولا حتى في برنامج صدق أو لا تصدق ولا في حتى كتاب ألف ليلة وليلة عن طبيب واحد يخصص في أي بلد لمعالجة 3 ملايين بني آدم، حتى في هاييتي المنكوبة لم يحدث هذا الأمر.
دخلت مساء الاثنين الماضي عيادة البحر كان هناك اكثر من 100 مراجع في حضور موظف واحد فقط وطبيب واحد فقط في عيادة واحدة يتيمة وحارس بنغالي ينظم الدخول، كل مراجع يستغرق دخوله ما بين 10 إلى 15 دقيقة أي أن الدور لن يأتي على المراجع رقم 100 إلا بعد 25 ساعة، طبعا كان المراجعون ينسحبون تباعا خاصة ممن كان يملك المال الكافي ليذهب الى اي من المستشفيات القريبة، أما الفقراء فمضطرون لأن يعيشوا فقر الساعات العشر الذي اخترعته وزارة الصحة لمراجعيها.
عندما دخلت عيادة حوادث مستشفى البحر كانت هناك ورقة كبيرة معلقة على الباب كتب عليها «غرامة 500 دينار والسجن 6 أشهر لكل من يهين موظفا عاما»، وهنا أتوجه بالسؤال لوزير الصحة د.هلال الساير كم برأيك تستحق إهانة شعب بأكمله وتحويله لمدة 10 ساعات من أغنى بلد إلى أفقر بلد في العالم.
لماذا لاتفتح عيادة الحوادث ويراعى الله في آلام الناس ويوضع 5 أطباء بل 10 أطباء وتفتح مراكز حوادث العيون 24 ساعة في جميع المحافظات، فكم سيكلفكم سنويا هذا مليوني دينار أم 3 ملايين؟ لا أعتقد أنها ستكون نقطة في بحر الملايين التي تذهب لمناقصات الأدوية التي تحمل ختم «مصدر وحيد» أو خاتم «مورد وحيد».
[email protected]