الأحداث الأخيرة في العالم تستدعي الاهتمام بظاهرة العنف وكيفية نبذه وأنا هنا أبتعد عن العاطفة في طرح هذا الموضوع، إذ يجب معالجة الموضوع على أساس علمي وسأقترح بعض التوصيات في هذا المقال والتي أتمنى أن يؤخذ بها لتصحيح المسار ونبذ العنف ونشر التسامح.
نحن في حاجة إلى الوصول إلى مصدر المشكلة وهذا عن طريق دراسة مستفيضة لشريحة من الأسر في المجتمع الكويتي والتي يعاني أبناؤها من العنف ويجب أن تكون الشريحة ممثلة لجميع طبقات المجتمع ثم تحديد الفرد من الأسرة المتسبب في العنف ضد الابن أو البنت (أب، أم، أخ، أخت، جدة، زوجة أب، زوج الأم، إلخ) ثم معرفة أسباب هذه الممارسة في الأسرة، فإذا كان الأب مصدر العنف فيجب دراسة أسباب ذلك فعلى سبيل المثال الحالة الوظيفية للأب (عسكري، حكومي، قطاع خاص، عاطل عن العمل) أحد الأسباب الرئيسية لممارسة العنف في المنزل حيث أثبتت دراسة خليجية حديثة إن المنتسبين للقطاع العسكري أكثر عنفا ضد أبنائهم، وبناء عليه يجب عمل برنامج خاص وورش عمل مكثفة وملزمة في القطاع العسكري تظهر النتائج المستقبلية الخطيرة لممارسة العنف ضد الأبناء.
يجب إلزام الوالدين بحضور ورشة عمل عند انتقال ولدهم من مرحلة دراسية إلى أخرى والتوعية بصفات وخصائص المرحلة العمرية وكيفية التعامل معها بحيث يتم تثقيفهم تربويا وتوجيههم لترك السلوكيات التي تأصل العنف في الأسرة وتوعيتهم بأثر العنف في المستقبل على أبنائهم ثم عرض قصص لشخصيات مورس عليهم العنف وانتهت بهم الحياة في السجون أو الإدمان لتوصيل رسالة قوية ومؤكدة على خطورة الأمر، حيث يجب تعاون كل من: (وزارة التربية، وزارة الإعلام، وزارة الداخلية) لإنتاج برامج تربوية تثقيفية بالتعاون مع المشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي توضح نتائج العنف وطرق نبذه.
وأختم بهذه القصة الحقيقية حيث قامت مديرة مدرسة بمقابلة أولياء أمور طلبة وأخذت تقطع ورقة إلى قطع صغيرة ثم قامت بلصقها لتعود لأقرب ما يمكن لحالتها الطبيعية فتفاجأ الحضور بتصرف المديرة وفي النهاية سألوا عن سبب تصرفها فقالت هكذا أنتم تفعلون بأبنائكم حينما يحضرون إلى المدرسة تقطعونهم بكلماتكم العنيفة (يا غبي، أنت كسلان، ما راح تنجح) وأكثر ما يحدث ذلك عند إيقاظهم من النوم وأنا أعود في كل يوم لنفس العمل والصق ما قطعتموه عن طريق كلمات التحفيز (يا بطل هيا يا شجاع أنت قدها، بارك الله فيك) واعلم أن الورقة بعد تمزيقها ولصقها لن تعود كما كانت إنما تترك أثر عليها.
فأعلموا أيها الآباء والأمهات أنكم تقومون بهدم البناء الرائع المتمثل في نعمة الله عليكم وهي نعمة الذرية بسلوكيات قد تقود إلى الإرهاب.
[email protected]
twitter:@drzainbalhasawi