إن سياسة دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة مع أقرانهم من الظواهر الصحية التي بدأت تنتشر في الكويت وأتمنى من الله أن تعم هذه الظاهرة جميع مدارسها ومكاتبها ونواديها وأسواقها وشواطئها.. الخ.
أولا: أهمية الدمج للأشخاص من ذوي الإعاقة
يعزز ثقتهم بأنفسهم ويعطيهم الشعور بالأمان ويشعرهم بأهمية دورهم في الحياة مما يحقق الاتزان النفسي المطلوب، ويحقق الاندماج في المجتمع والعمل بصورة افضل، وهو يحقق التميز لكل فرد حيث يتم تقديم التعليم للجميع إلى اقصى حد تسمح به قدراتهم وإمكاناتهم داخل الصف والمدرسة العادية ويلغي العزلة والتهميش، كما أن الدمج يكسبهم خبرات ومعارف فيرفع من مستواهم الحياتي والمهني والعملي فيكسبهم الإمكانات المادية التي تجعلهم اقل اعتمادا على الآخرين ويوفر لهم فرص العمل المناسبة في المستقبل وتكوين الأسرة.
ثانيا: أهمية الدمج لأولياء أمور الأشخاص من ذوي الإعاقة
على تحسين اتجاهاتهم نحو أبنائهم والفخر بما يقدمون وهو يساعدهم على معرفة احتياجات أبنائهم من ذوي الإعاقة فيساعدهم على تقبل الإعاقة والتكيف معها بل والتغلب عليها، كذلك يعطيهم الفرصة في التخلص من مشاعر الخجل والإحباط لأنه يزيل الوصمة التي يعاني منها معظم الأسر والأبناء من ذوي الاعاقة بسبب العزلة والاتجاهات السلبية نحو اعاقة طفلهم.
أهمية الدمج للمعلمين: تنمية مهاراتهم المهنية في التخطيط والعمل الجماعي كفريق والتعاون وتقبل الرأي الآخر واستخدام استراتيجيات جديدة في التدريس، وهو يدعم مكانة المعلم لأنه سيساهم في تطوير النظم التربوية الحديثة ويشارك في اتخاذ القرار، يوفر الدعم المناسب من المتخصصين ويلغي إحساسهم بالقصور أو الذنب.
الأهمية الاقتصادية للدمج: تبدأ من التعليم، حيث انه استثمار يعمل على تحسين الأداء الاقتصادي ويرفع كفاءة تأهيل الأفراد من ذوي الاعاقة وإمكاناتهم وهو من اهم الوسائل لرفع كفاءة رأس المال البشري.
ومن المؤكد ان العائد الاقتصادي والاجتماعي يفوق ما يتم إنفاقه على برامج التأهيل المتعلقة بهم، لذلك علينا الاستفادة من الطاقات التي يملكونها وتوفير فرص عمل في مجالات مهنية مناسبة لهم كأفراد منتجين في المجتمع وتقبل ذلك اجتماعيا.
وكذلك وجدت ان تعداد الأشخاص من ذوي الإعاقة يعادل تعداد سكان الصين وهذه قوة شرائية هائلة، وعلية فإن تعليم وتطوير الأشخاص من ذوي الاعاقة ممكن ان يحقق عوائد اقتصادية عظيمة في حالة تطوير منتج يخدمهم وممكن يخدم الأشخاص من غير ذوي الاعاقة فمثال قامت شركة غوغل بتطوير سيارة ذاتية القيادة لخدمة المكفوفين وأصبحت رفاهية لغير المكفوفين.
أهمية الدمج لأفراد المجتمع بصورة عامة: يعزز ثقافة تقبل الآخر المختلف ويدعم حفظ واحترام حقوق الآخرين وهو سبيل لخلق فرص التعاون بين الجميع كما انه يعدل الاتجاهات السلبية نحو الأشخاص من ذوي الاعاقة، وينبذ العنف ويرتقي بإنسانية المجتمع ويدعم الولاء وحب المجتمع والوطن لأنه يتيح الفرصة للجميع بالمشاركة في خدمة الوطن، وينمي مشاعر الرضا من خلال توفير العدالة بين أفراد المجتمع فيحفز الجميع على العمل والإنتاج.
[email protected]