الكثير من الأمراض والأوبئة مرت على البشرية وتسببت في وفاة الملايين منهم خاصة في بدايات القرن الماضي عندما كانت وسائل التداوي والعلاج متواضعة، ولم يتوصل العلم حينها إلى اكتشاف الأدوية والأمصال المضادة التي أنقذت حياة الكثير من الناس فيما بعد.
ولكن في السنوات الأخيرة من زمننا هذا ظهر مرض خطير عجز الجميع عن إيجاد العلاج له والقضاء عليه ألا وهو «الإرهاب»، ذلك الداء المروع الذي ليس له مكان أو هوية محددة، يتنقل بين الدول وينهش مجتمعاتها وأفرادها كالمرض الخبيث الذي ينتشر في جسم الإنسان حتى يقضي عليه.
مصطلح الإرهاب جاء من الرهبة أي يعني الخوف والرعب، وهو ليس بأمر جديد، وإنما عرف منذ ما قبل زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يكن بهذه الصورة البشعة التي يتخذ منها الإرهابيون وسيلة لهم وهي التفجير والتخريب والعمليات الانتحارية والإعدامات وحرق الأشخاص وهم أحياء، وطبيعي أن عملياتهم الإجرامية هذه يتضرر منها الجميع، الأطفال، والنساء، والناس الآمنين، والمشكلة ان كل هذا يتم باسم الدين والإسلام الذي يتخذونه ذريعة لتنفيذ مآربهم وهو لا شك بريء منهم.
كثير من الحركات اليوم تستخدم الإرهاب مثل داعش والنصرة والحوثيين وغيرها من المسميات الشاذة الذين لا يعرفون حرمة هذا الشهر الكريم، تفجيرهم وتدميرهم وترويعهم للناس مستمر لا يتوقف.
إن الإرهاب أصبح قضية العالم الأولى وكثير من الدول والحكومات أعلنت الحرب عليه ومواجهته للقضاء عليه، وبالأمس القريب أعلن الرئيس الأميركي اوباما أن بلاده ستواصل حربها ضد الإرهاب، غير أن مثل هذه التصريحات تعقبها عمليات تفجير وتخريب دون مبالاة.
لاشك أن هذا يعد تحديا للبلدان العربية والإسلامية والتي أصبح الاتهام موجها لها، فأصبح عليها أن تقوم بالتنسيق فيما بينها من خلال وضع الخطط المشتركة والاستراتيجيات الشاملة بالتعاون مع الدول الكبرى لاجتثاث الإرهاب من جذوره والقضاء عليه قبل أن يخرج عن السيطرة ويأكل الأخضر واليابس.