اليوم أصبح على دول مجلس التعاون حمل كبير ومسؤولية جسيمة في ظل الأحداث والتطورات الجديدة، في السابق كان قادة دول مجلس التعاون يتباحثون وينسقون حول المواضيع والاتفاقيات الاقتصادية المشتركة كالعملة النقدية والاتفاقيات الجمركية وغيرها، هذا عندما كانت الأوضاع مستقرة نوعا ما.
أما عندما دخلت على الخط الظروف والتغيرات الطارئة والتقلبات السياسية في الدول العربية من إرهاب ودمار وقتل وتغيير أنظمة لأسباب معروفة وغير معروفة حتى يومنا هذا، منذ خمس سنوات ومع بداية رياح التغيير التي طالت العديد من الدول العربية من خلال تغير النهج والسلوك لبعض الشعوب العربية الذي أدى إلى تحولات يراها البعض خطوة في الاتجاه الصحيح وآخرون يرونها لم تفعل ولم تغير شيئا وربما كان الوضع في السابق أفضل من حالهم اليوم سواء كان في ليبيا أو تونس أو مصر أو سورية أو غيرها، فطوال هذه التحولات المفاجئة والمتسارعة كانت دول مجلس التعاون ثابتة في موقفها الموحد والصلب الذي يتعامل مع الأحداث بحكمة وحنكة شديدتين وكان مجلس التعاون في صف الشعوب العربية ورغباتهم في تغيير أوضاعهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى الأفضل.
اما اليوم فأصبحت المواجهة مباشرة ومكشوفة من قبل إيران التي أضحت تهدف وتحاول العبث والتخريب والتدمير لدول مجلس التعاون من خلال تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الخليجية من خلال تهريب المتفجرات بكميات كبيرة إلى دول مجلس التعاون من اجل زعزعة الأمن وقتل الناس وإحداث الفوضى، فما حدث في السعودية من تفجير في المساجد ودور العبادة والمراكز الأمنية وما يحدث في البحرين منذ فترة من تفجير وقتل رجال الأمن وآخرها قبل أيام التفجير في قرية بلاد العرب، لولا يقظة رجال الأمن والتنسيق الذي يتم بين الانظمة الخليجية لكان الوضع أدهى وأمر، والخلية الإرهابية التي تم القبض على أفرادها في الكويت وكمية الأسلحة التي كانوا يخزنونها اكبر دليل على العداء والكره والحقد الذي تضمره إيران لنا، الصورة أصبحت واضحة وجلية لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل والوقت ليس في صالحنا، لذلك على قادة دول مجلس التعاون الإسراع في الإعلان عن قيام اتحاد مجلس التعاون الذي يجعل دول المجلس بلدا واحدا وجيشا واحدا وقوة واحدة متماسكة حتى يرتدع كل عدو يتربص بنا وينتظر الفرصة، اللهم احفظ بلداننا الخليجية من كل مكروه واجعل كيد أعدائنا في نحورهم.
[email protected]