في ظل الانتشار الكبير لوسائل التكنولوجيا المختلفة وانتشار الصحف وزيادتها سواء الورقية منها أو الإلكترونية، لا بد ان يكون هناك كتاب مقالات كثر يطرحون أفكارهم وآراءهم على الناس من خلال ما يرونه ويشاهدونه ويعيشونه، وطبيعي أن تكون الكتابة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية والدينية وغيرها.
وفي المقابل، هناك القراء والمتابعون لهذه الكتابات وكل منهم مختلف عن الآخر حسب مزاجه وتعليمه وثقافته منهم من يندفع عند القراءة ومنهم من لا يبالي وآخرون يؤيدون والبعض الآخر ينتقد وهكذا، لكن المشكلة أين تكمن؟ طبيعي أن تكون في الكتابة نفسها أو من كتب هذا الرأي بمعنى أن المسؤول الأول عما يصل الناس من أفكار وآراء وأسرار في بعض الأحيان هو الكاتب نفسه، هناك كتاب ملتزمون بالخطوط العريضة وبمحاذير الكتابة وبالفعل تجدهم يطبقون على أنفسهم الرقابة الذاتية ولا يحتاجون إلى من يراقبهم ويحذرهم أو حتى يوجههم.
وهناك كتاب يتمادون بعض الأحيان سواء كان بقصد أو دون قصد وهناك بالفعل كتاب يحاولون أو بالفعل يتعمدون الكتابة عن أشخاص ومسؤولين وعوائل معينة بشكل فج ويصل إلى الوقاحة، ربما هم موجهون من تيارات أو أحزاب أو متنفذين وهنا تقع المشكلة الكبرى التي تخلق نوعا من الفوضى والقلق والتوتر والتشنج والخلاف بين الناس من خلال ما يقرأونه من معلومات منقولة ومصطنعة لا يعرف مصدرها أو دلائل اثباتها، ومع ذلك نرى الكثير من الناس ينجرفون خلف هذا النوع من الكتابات ويتحدث في الدواوين وفي العمل وفي الأماكن العامة كأنهم حضروها أو شهودا عليها والمصيبة إذا كانت تتعلق بأمور طائفية وقبلية، اليوم ولله الحمد القانون موجود ومطبق وكل شخص يتعرض للظلم يستطيع ان يأخذ حقه عن طريق القضاء المشهود له بالنزاهة، لكن الدور الأكبر والرئيسي يقع على الناس والقراء أنفسهم وذلك بعدم تصديق أي كتابات ومعلومات من غير دليل ومتابعة الكتاب المعتدلين الذين لا يتعرضون لأعراض وحرمات الناس ويدنسون سمعتهم من اجل مصالح خاصة وضيقة.
ولا شك أن التجارب كثيرة وهناك العديد من الكتاب الذين استخدموا هذه الأساليب الشاذة فترة من الزمن وانكشفوا للملأ واليوم هم مذمومون من الناس ومنسيون، في النهاية انصح نفسي وإخواني الكتاب بعدم الكتابة من غير دليل وارجوا من الإخوة والأخوات القراء التفريق بين الغث والسمين وعدم التسرع في الحكم على الناس من خلال كتابات لا يعرف مدى صحتها أو مصدرها أو حتى ما الأهداف والغايات من كتابتها.
[email protected]