من العادات والتقاليد الحميدة التي تميز بها المجتمع الكويتي تكاتف الناس ومشاركة بعضهم البعض في الأفراح والأحزان على مستوى الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء، لكن المشكلة في الآونة الأخيرة انه ظهرت تصرفات وسلوكيات لم نتعود عليها يقوم بها الكثير من الأشخاص في أمكان العزاء على سبيل المثال في المقبرة المكان الذي يفترض أن يغلب عليه الهدوء والخشوع وأخذ العبرة، تجد الوضع مختلفا تماما الناس صوتها عال وتجد من يضحك بصوت مرتفع، والأمر الغريب أكثر عندما تقف في الصف لكي تقوم بتعزية أهل المتوفى وتنتظر وقتا طويلا تجد من يأتي متأخرا من الخارج بكل استهبال وعدم مبالاة ليتعدى المجاميع الواقفة منذ فترة ليقف قبلهم! وهذا لا شك تصرف يعكس مدى تربية هذا الشخص وقلة الأدب التي يتمتع بها.
وإذا انتقلنا إلى مكان العزاء في الدواوين والخيام والبيوت تجد العجب العجاب، تذهب إلى مكان العزاء وأنت قلق وحزين وتتوقع ان يكون أهل العزاء متأثرين فتجد العكس، الأغلبية يدخنون ويتبادلون الكلام بصوت عال، ومنهم من يضحك ويعلق على المواقف والأشخاص وتشعر فجأة بأنك لست في مكان عزاء، منهم من يمتدح عشاء الأمس، والآخر يخبر المتواجدين بأن غداء اليوم سيأتي من المطعم الفلاني، والطعام سيكون لذيذا، غير اطباق الحلويات المميزة والخدمة، وغيرها من تصرفات التباهي والمتوفى اخر شخص يتم تذكره أو الترحم عليه، ونحن هنا لا نعمم، ولكن الغالبية تقوم بمثل هذه التصرفات، وأصبح مكان العزاء لا يختلف عن مكان الفرح! في البلدان الأخرى عندما تذهب لأماكن العزاء تجد الخشوع والرهبة والحزن في عيون المتواجدين إضافة إلى صوت القرآن الكريم الذي يضفي على المكان التفكر والتعبر والسكينة.
أعتقد ان العزاء يجب أن يرجع مثلما كان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ويكتفى بالعزاء ليوم واحد في المقبرة للتخفيف على أهل المتوفى من المشقة والتعب ولكي تنقطع الظواهر والسلوكيات السلبية التي دخلت علينا ولم تعد تفرق بين الحزن والفرح وغلب عليها طابع التفاخر والتباهي بدلا من الترحم على الميت وأخذ العبرة واحترام المكان وهول الموقف والمناسبة.. اللهم ارحم موتانا وتجاوز عنهم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
[email protected]