بعد تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم زادت عندنا الأمراض بشكل غريب وخاصة الأمراض التي لم تكن تذكر ولا نعرفها مثل السرطان والأورام التي لم تعد تفرق بين الكبير والصغير لدرجة أن المستشفيات المختصة بهذه الأمراض مثل مركز حسين مكي جمعة ومركز بدرية الأحمد لعلاج الأورام وزراعة الخلايا هذه المراكز لم تعد تستوعب المرضى لكثرتهم، وعلى الرغم من الجهود والمحاولات التي يقوم بها الأطباء في هذه المراكز ألا أن أعداد الوفيات اليومية والأسبوعية تتزايد بسبب هذا المرض الخبيث واللعين، سمعنا من مسؤولين بوزارة الصحة انه تم الانتهاء من بناء مركز كبير وعلى مستوى عال متخصص بمعالجة هذه الأمراض وسوف يتم الاتفاق مع شركة فرنسية طبية بإدارة هذا المركز الطبي الضخم، إضافة إلى أن وزارة الصحة قامت بالإعلان عن إجراء مسح طبي على المواطنين بالكشف المبكر عن سرطان القولون، وأيضا هناك برامج بالتعاون مع المراكز التطوعية وبعض هيئات المجتمع المدني منها التجارية والأهلية للفحص عن سرطان الثدي.
لاشك أنها جهود يشكرون عليها وساعدت الكثير من الناس بالقضاء على المرض في بدايته وقبل أن ينتشر ولكن في المقابل كل هذه الجهود لم تتوصل إلى السبب الرئيسي لإصابة الأشخاص بهذا المرض أو بالأحرى لم توضع لمعرفة جذور هذا المرض والمسببات الرئيسية له، كل ما يتم تداوله على مستوى الناس العاديين أن هذا المرض جاء بسبب مخلفات الغزو العراقي، وآخرون يذكرون أنه انتشر بسبب بقاء النفط الذي أشعله الجيش العراقي الغازي وبقائه في الجو لمدة 7 شهور، ومنهم من يرجع الأسباب إلى الملوثات وبعض الأطعمة المعلبة والوجبات السريعة وغيرها من الأسباب غير المؤكدة.
اليوم المسؤولية كبيرة وتقع على الحكومة بالدرجة الأولى وكل ما تقوم به من إجراءات لن تقضي على المرض ولن تحد من انتشاره إذا لم تقم بالإعلان عن مشروع وطني ضخم بمشاركة العلماء والجراحين والمختصين من مختلف دول العالم لدراسة الوضع جيدا ومعرفة الأسباب الحقيقية لإصابة الأفراد بمثل هذا المرض اللعين حتى يتم تنبيه الناس لها وعدم الوقوع فيها، عدد الوفيات صارت في تزايد لدرجة أن زيارة المقابر أصبحت بشكل يومي وشيء اعتيادي كل يوم نودع صديقا وحبيبا وجارا وقريبا بسبب هذا المرض، والدولة ممثلة بمسؤوليها مكتوفة الأيدي لا تستطيع فعل شي سوى جعل هذه القضية ورقة يستفاد منها كالعلاج بالخارج لإرضاء النواب معتقدين أن هذا هو الحل وهذه هي النهاية.
[email protected]