بقلم: إلياس فرحات
تصاعدت في الآونة الاخيرة اصوات متعددة في اميركا واسرائيل تتحدث عن الاخطار الكبيرة على دولة اسرائيل ووصلت الى حد ان اعتبر البعض ان هناك اخطارا على كيان اسرائيل ووجودها واتسعت بشكل لم نعهده منذ صيحات الخوف في اكتوبر 1973 وطلب الانقاذ من الولايات المتحدة آنذاك.
من قبل، كان الغرور يسيطر على العقل الاسرائيلي وكانت الثقة الزائدة بالنفس سمة كل مسؤول، لم يكن القادة الاسرائيليون يعيرون اهتماما لأخطار الداخل اي المناطق المحتلة ولا الى دول الطوق التي لطالما قللوا من خطرها، وكانت ذراعهم الاستخبارية (الموساد) مفخرة لهم، خصوصا بعد العمليات الناجحة في ضرب المفاعل النووي العراقي وقتل القائد الفلسطيني خليل الوزير (ابوجهاد) في تونس والافراج عن الرهائن في عنتيبي وخطف المسؤولين في حزب الله الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني في لبنان.
الإحساس بالخطر
بدأ الاحساس الاسرائيلي بالخطر يرتفع مع تزايد القدرات العربية في مختلف المجالات وتصاعد اعمال المقاومة اللبنانية في الشريط المحتل جنوبي لبنان والانسحاب المذل من تلك المنطقة عام 2000 واندلاع الانتفاضة الفلسطينية في خريف 2000 وتهديدها للاستقرار العام لدولة اسرائيل.
وعندما قررت اسرائيل التخلص من اخطار حزب الله، شنت حربا على لبنان عام 2006، الا ان المفاجأة التي اذهلت قادة اسرائيل والغرب هي انها لم تستطع تحقيق اهدافها ومنيت بفشل اعتبره بعض الاسرائيليين هزيمة وكان بالنسبة لحزب الله والمقاومة نصرا كبيرا، ثم تكرر الامر نفسه اواخر 2008 واوائل 2009 في غزة حيث فشلت اسرائيل في تحقيق اهدافها المعلنة من العملية العسكرية واعتبرت حماس والمقاومة ذلك نصرا لهما.
وطرح رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الجنرال عاموس يالدين في محاضرة له امام مجلس الكيوبيتزات انه «بالاضافة الى التهديدات الامنية التي تواجهها اسرائيل، فانها تواجه ايضا تهديدا لشرعيتها في البقاء كدولة»، واضاف يالدين «ان مدينة تل ابيب هي الهدف الرئيسي لاعداء اسرائيل الذين يحاولون زيادة مدى صواريخهم وقدرتها على دقة الاصابة».
وكانت النخب القيادية في اسرائيل قد تحركت وبدأت تدرس تغيير الاستراتيجيات وتراجع كل تكتيكاتها واساليبها القتالية والتعبوية ونشاطاتها السياسية، وكان من اهم نتائج هذه المراجعات جنوح الرأي العام الاسرائيلي نحو اليمين المتطرف، فبات الليكود اليميني على يسار كاديما ثم جاء ليبرمان ليتموضع على يمين الاثنين وهو يمثل عتاة العنصريين المتعصبين ويمسك بملف السياسة الخارجية الاسرائيلية.
وعلى الصعيد العسكري باشرت حملة تسلح وتطوير للقدرات العسكرية شملت الطيران والصواريخ المضادة للصواريخ (القبة الفولاذية) والحرب الالكترونية والطائرات من دون طيار لمواجهة كل الاخطار المحتملة.
الرؤية الأميركية
التهديدات لأمن اسرائيل كانت لها في الولايات المتحدة رؤية خاصة تنبع من الحرص الاميركي التقليدي على أمن اسرائيل وتفوقها النوعي على اعدائها.
في كلمة لها امام اللجنة اليهودية الاميركية في 29 ابريل 2010 قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون ان «اسرائيل تواجه اخطر التحديات في تاريخها».
واضافت «هذه التهديدات الموجهة لأمن اسرائيل حقيقية، انها تكبر ويجب التصدي لها». وحذرت» من ان الالتزام الاميركي بأمن اسرائيل لا يتزحزح وان على ايران وسورية ان تتفهما عواقب اي تهديد لأمن اسرائيل».
يترجم هذا القلق الاميركي تجاه امن اسرائيل بصفقات اسلحة متطورة، لاسيما طائرات اف ـ 35 الاحدث والاكثر تطورا اضافة الى المساعدات المالية السنوية والاقتصادية والدعم السياسي المفتوح في جميع المجالات.
اما في داخل اسرائيل، فنرى القادة على مختلف المستويات يتحدثون عن التهديد الايراني والسوري وحماس وحزب الله في لازمة شبه دائمة، لكن رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلي يوغال شتينيتز ينفرد في رؤيته ويعتبر في حديث نشرته نشرة مركز القدس للشؤون العامة ان التهديدات التي تواجهها اسرائيل في الجانب النوعي العسكري هي:
1 ـ لا تمتلك اسرائيل عمقا استراتيجيا وقد تواجه وضعا تكون فيه القوات الجوية مشلولة جراء اعمال قوات العصابات القادمة من الدول المجاورة ومن مسافة قريبة جدا وربما من اراضي السلطة الفلسطينية.
2 ـ بما ان عددا من الدول العدوة تمتلك صواريخ أرض ـ أرض بعيدة المدى يجب ان تأخذ اسرائيل بعين الاعتبار حقيقة ان جميع قواعدها الجوية تقع ضمن مجال تلك الصواريخ.
3 ـ ان مصر ترى ان حماس قيمة استراتيجية لها تماما كما تنظر سورية وايران الى حزب الله.
4 ـ اذا كان المصريون لا يفعلون شيئا من اجل وقف تهريب الاسلحة والمتفجرات الى غزة فهذا يعني ان هناك نوعا من الموافقة الضمنية.
5 ـ يبدو ان مصر تعتقد انه اذا استمر الفلسطينيون والاسرائيليون في النزف المتبادل فإنه في النهاية ستضعف اسرائيل ويتغير ميزان القوى لغير صالحها.
6 ـ شهد العقد الماضي انفاقا عسكريا كبيرا في مصر مع انها لا تواجه اي مخاطر او تهديدات من جيرانها وتبين ان العقيدة العسكرية التي يعتمدها الضباط المصريون تركز على التحضير لحرب مع اسرائيل في المستقبل.
اذن حتى مصر الدولة الاولى التي وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل مازال قسم من الاسرائيليين يعتبرونها خطرا وتهديدا لأمنهم ويكشف ذلك عمق الهاجس الأمني الاسرائيلي الذي بات يخضع لمزايدات بين السياسيين الاسرائيليين.
تهديدات القرن الـ 21
حدد دان حالوتس رئيس الاركان الاسرائيلي السابق التهديدات التي تواجهها اسرائيل في القرن الواحد والعشرين واعتبر «ان النزاعات الخفيفة والمحدودة تستمر عادة لفترة طويلة بالمقارنة مع النزاع الواسع النطاق الذي يكون عادة لفترة زمنية محدودة وتكون نهايته واضحة وحاسمة».
واضاف «تعتبر النزاعات المحدودة بمثابة حرب استنزاف ليس بين الجيوش فقط انما بين المجتمعات ويتوقف النصر فيها على أي مجتمع يستطيع ان يتحمل أضرار النزاع اكثر من الاخر مع مقدرته على بقائه حيا كي يعتبر منتصرا».
ويعتقد حالوتس ان جيران اسرائيل يعتمدون عقيدة عسكرية جديدة سماها «القليل من الظهور» وترتكز على استبدال المدرعات بالمشاة مع تكثيف الاسلحة المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف وصواريخ الكاتيوشا، الا ان حالوتس ينفي ان تكون الحرب الشاملة قد اصبحت وراءنا ويعتقد ان بعض الدول لاتزال ترفض وجود اسرائيل وهي تتحين فرصة ضعفها كي تتحداها بشن حرب شاملة، ويحذر حالوتس من امتلاك دول المنطقة اسلحة غربية بدلا من الاسلحة التي كانت تأتي من الكتلة الشرقية ويعتبر ان هذا يشكل خطرا كبيرا على اسرائيل.
وفي الولايات المتحدة ايضا وفي مراكز الابحاث التي لها تأثير واضح على السياسات في واشنطن يحظى أمن اسرائيل والتهديدات الموجهة لها باهتمام شديد وقد عقدت لهذه الغاية حلقات بحثية وندوات واجريت دراسات عديدة على هذه المسألة.
ومن ابرز الباحثين الذين عرضوا للتهديدات لامن اسرائيل الباحث الاميركي انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن الذي عرض للاخطار المهددة لاسرائيل في دراسة له عام2010 ووضع عناوينها على الشكل التالي:
ـ التهديد المتصاعد من ايران وخصوصا محاولتها بناء قوة نووية والشكوك حول بناء سلاح نووي يطيح بالتوازنات الاستراتيجية في المنطقة، وبذلك ينضم كوردسمان الى الكثيرين من القادة والباحثين الاسرائيليين الذين يعتبرون الخطر الايراني اولوية بالنسبة لاسرائيل.
تشكل القوة الصاروخية الايرانية الخطر الظاهر على اسرائيل خصوصا ان مدى الصواريخ الايرانية شهاب ـ 2 وشهاب ـ 3 بات يغطي مساحة اسرائيل بأكملها، وقد اعرب زعماء اسرائيل في غير مناسبة وفي عدة لقاءات مع المسؤولين في الولايات المتحدة عن هذه الاولوية وتحدثوا علانية عن اهمية حدوث ضربة عسكرية اميركية للمشروع النووي الايراني بل عرضوا تنفيذ هذه الضربة بامكانياتهم وبدعم من الولايات المتحدة الا ان هذه الاخيرة مازالت تستبعد الخيار العسكري.
ـ لبنان وحزب الله تحديدا، حيث يعتبر الاسرائيليون ان القوة الصاروخية لحزب الله خطرا كبيرا عليهم وذلك بسبب الموقع الجغرافي القريب وامكانية وصول هذه الصواريخ الى اهداف بالعمق الاسرائيلي.
وقد عمد الاسرائيليون الى تنفيذ مشروع القبة الفولاذية للوقاية من خطر هذه الصواريخ. والقبة عبارة عن رادارات ترصد انطلاق القذائف الصاروخية وتوجه باتجاهها صواريخ تستطيع تدميرها قبل وصولها الى اهدافها، وكانت ادارة الرئيس اوباما قد قدمت مبلغ 206 ملايين دولار لتمويل هذا النظام حماية لامن اسرائيل.
ـ ما ينطبق على حزب الله في لبنان ينطبق ايضا على حركة حماس ومنظمة الجهاد الاسلامي في فلسطين وخصوصا في غزة حيث تفرض حركة حماس سلطتها على كامل القطاع وتتحدث الانباء عن تهريب الاسلحة والصواريخ من الحدود المصرية وعبر أنفاق عديدة، فالموقع الجغرافي لغزة يمكنها من تشكيل خطر كبير وخصوصا على الجنوب والنقب حيث يتمركز مفاعل ديمونة النووي.
ـ سورية وهي من دول الطوق ومازالت في حالة حرب مع اسرائيل وتخضع حدودها معها لاتفاقية فصل القوات التي وقعت عام 1974 وتعتمد ســــــــورية سياسة الممانعة وتقود بالتحالف مع ايران محور الممانعة الذي يضم ايضا حزب الله وحركة حماس والجهاد الاسلامي والفصائل الفلسطينية العشر.
ـ يشكل تنظيم القاعدة خطرا عقائديا بالغا على اسرائيل واذا كان هذا التنظيم يقوم بنشاطاته في باكستان وافغانستان والجزيرة العربية والمغرب العربي واوروبا والولايات المتحدة ولم يقم لتاريخه بأي عملية ضد اسرائيل فإن ذلك بالنسبة لاسرائيل لا يعني انه لن يأتي يوم تسمع فيه عن عمليات للقاعدة في داخلها. اسرائيل تدرك تماما ان تنظيم القاعدة سوف ينشط يوما ما على اراضيها وتتحسب لمخاطره.
ـ في الاردن تتحرك بين وقت وآخر الجماعات الاسلامية المناهضة للنظام وتسمع اصوات تتحدث عن اعتبار الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين واخرى تحاول خلق الشقاق مع المواطنين من الاصل الفلسطيني.
ـ التحسينات والتطورات في القدرات السعودية. لا شك ان إسرائيل تنظر بعين القلق الى نمو الاقتصاد السعودي ودور السعودية في المنطقة وتطوير قواتها العسكرية. وإذا كان بعض الإسرائيليين يمنون النفس ان هذه القدرات والامكانيات لن توجه ضدهم بل ضد إيران، إلا ان العديد منهم لا يأمنون لهذا الكلام ويخشون ان يأتي يوم توجه السعودية قدراتها لمواجهة إسرائيل ويكون ذلك بمثابة مفاجأة استراتيجية غير محسوبة قد تعرضها لأخطار بالغة.
ـ الوضع غير المستقر في العراق وهو يمثل خطرا مزدوجا فإذا قامت دولة قوية في العراق يخشى الإسرائيليون ان تنضم قدرات هذه الدولة، وهي كبيرة، الى قدرات دول المواجهة العربية (سيان كانت مواجهة سياسية او بدعم حركات المقاومة). اما في حالة عدم استقرار العراق او سيادة الفوضى فان ذلك يسمح حتما بنشوء حركات متطرفة وأخرى جهادية يتخذ بعضها من مواجهة إسرائيل ومقاومتها سلوكا سياسيا وتعبويا، الأمر الذي يولد أخطارا لم تكن في الحسبان منذ حصار العراق عام 1991 وحتى اليوم ويرتب ذلك على إسرائيل أخطارا لا يستهان بها.
ـ تشكل أعمال الاستيطان خطرا كبيرا على السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وهي تقف عائقا في وجه اي تقدم لعملية السلام كما انها تثير العداوة بين الجانبين وتقوي التيارات المتطرفة وتعزز مشاعر العداء من جانب الشعب الفلسطيني الذي اقتلع من أرضه واغتصبها مستوطنون يهود.
يدرك الإسرائيليون ان هذه المشاعر تمتد الى العالمين العربي والإسلامي وخصوصا اذا طالت الاعتداءات الأماكن المقدسة في القدس والخليل. وتسهم الثورة التكنولوجية وتحديدا ثورة الاتصالات في إذكاء هذه المشاعر عبر نقل الأعمال العدوانية بالصوت والصورة على شاشات الفضائيات وعلى شبكة الانترنت. لم تفلح الضغوط الدولية سواء كانت أميركية او أوروبية في وقف الاستيطان مما اضعف صورة إسرائيل في الغرب رغم اعتمادها على جماعات الضغط اليهودية في أميركا وأوروبا.
الموقف التركي
ـ الموقف التركي تجاه إيران والعرب: تشكل النقلة النوعية في السياسة التركية خطرا كبيرا على إسرائيل اذ كانت هذه الدولة حليفة لإسرائيل وحدها من دول المنطقة وترتبط معها بعلاقات مميزة واتفاقيات في الشؤون العسكرية والأمنية والاقتصادية.
لكن بدأت تركيا بانتقاد إسرائيل علنا وطالبتها بوقف الأعمال العدوانية ضد غزة والشعب الفلسطيني كما ان حادثة الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية المنطلق من تركيا وتحديدا السفينة التركية مرمرة وقتل وجرح عدد من ناشطي السلام الأتراك أدت إلى تدهور كبير في العلاقات التركية ـ الإسرائيلية. كما ان انسحاب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان من منتدى دافوس ردا على الموقف من العدوان على غزة وكلام شيمون بيريز في ذلك المنتدى جعله وجها كاريزماتيا حظي بإعجاب الجمهور العربي والإسلامي.
في المقابل عززت تركيا علاقاتها السياسية والاقتصادية مع جميع الدول العربية وخصوصا جارتها سورية كما انها عززت علاقاتها مع إيران وارتبطت معها باتفاقيات عديدة وبتنسيق سياسي الأمر الذي أثار حفيظة إسرائيل وحمل العديد من النخب الإسرائيلية بالمطالبة باستعادة التحالف معها نظرا لأهميته الحيوية لإسرائيل وإدراكا منها لفداحة الخسارة الاستراتيجية التي منيت بها بعد المواقف التركية الأخيرة.
لقد أسهمت محادثات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية بإعطاء دور إقليمي لتركيا عزز نفوذها في المنطقة، بعد المواقف الأخيرة لتركيا بدأت إسرائيل تنظر بعين الريبة اليها.
تدفق السلاح من روسيا والصين وكوريا الشمالية ومن بعض الدول الأوروبية الى الدول العربية وقوى المقاومة. هذه الأسلحة أثبتت فاعليتها خلال حرب يوليو 2006 في لبنان و2008/2009 في غزة وبالأخص الأسلحة المضادة للدبابات والتي فاجأت الدبابات الإسرائيلية وألحقت بها خسائر فادحة ومنعت القوات البرية الإسرائيلية من التقدم باتجاه الأراضي اللبنانية طيلة ايام الحرب الثلاثة والثلاثين رغم الدعم الجوي الكثيف وكذلك الدعم المدفعي كما منعتها من دخول غزة.
وتركز إسرائيل على خطر الأسلحة المضادة للطائرات التي لو تزود بها حزب الله وحماس فانها سوف تعوق حركة الطيران الإسرائيلي او على الأقل تحرمه من التحليق بأمان على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة.
وبالإضافة الى ذلك تشكل الصواريخ أرض ـ أرض الخطر الأكبر فقد أقامت إسرائيل الأرض وأقعدتها عندما وردت انباء عن تزويد سورية لحزب الله صواريخ بعيدة المدى من طراز سكود يمكنها الوصول الى كامل الأراضي الإسرائيلية.
وبات معروفا ان الاسلحة المضادة للدبابات والمضادة للطائرات معظمها يأتي من روسيا اما الصين وكوريا الشمالية فهي تزود الدول العربية بالصواريخ أرض-أرض بعيدة المدى والصواريخ المضادة للسفن.اما الدول الاوروبية فيعتقد انها تزودها بأسلحة خفيفة ورادارات ومعدات اخرى.
أسلحة التأثير الشامل
ـ اسلحة الدمار الشامل واسلحة التأثير الشامل والمقصود بذلك الاسلحة النووية التي تشتبه الدول الكبرى ومجلس الامن ان ايران تقترب من الحصول عليها بعد الاعلان عن تطوير قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم الى نسبة 20% واحتمال ارتفاع هذه النسبة باتجاه نسبة تسمح ببناء سلاح نووي.كما تشتبه الولايات المتحدة واسرائيل بان سورية تقوم بنشاطات نووية وقد اقدمت على قصف موقع في شرقي سورية ـ دير الزور ـ للاشتباه بانه مقر لهذه النشاطات. اما الاسلحة ذات التأثير الشامل فيقصد بها الاسلحة الكيميائية والبيولوجية التي لو استعملت ضد اسرائيل لاصابتها باضرار بالغة لا قدرة لها على احتمالها. صحيح ان هذين النوعين من الاسلحة هما خارج التداول السياسي والاعلامي الا ان ذلك لا يلغي خطورة هذه الاسلحة على اسرائيل خصوصا اذا اخذنا بعين الاعتبار المساحة الصغيرة نسبيا لهذه الدولة.
ـ ينتاب اسرائيل هاجس انسحاب القوات العسكرية الاميركية من المنطقة، بعد ان اتخذ الرئيس اوباما قرارا بالانسحاب من العراق نهائيا في اواخر عام2011 وهذا القرار يحظى بشعبية داخل الولايات المتحدة وينتظر ان يتم تنفيذه في الوقت المحدد بعد ان نفذت الولايات المتحدة المرحلة الاولى منه وهي انهاء العمليات القتالية في سبتمبر 2010. ومما لاشك فيه ان الانسحاب الاميركي سيغير في موازين القوى في المنطقة وهذا ما يحمل اسرائيل على التحسب للمخاطر الناجمة عن ذلك. وسيخلق الانسحاب فراغا سرعان ما تملؤه قوى معادية لاسرائيل الامر الذي يشدد الخناق عليها.
ـ الاعتماد الكبير على الولايات المتحدة الاميركية وخصوصا في مجال التسليح والتقنيات الحديثة ناهيك عن المساعدات المالية السنوية وتسهيل استقدام التبرعات اليهودية.
لقد حققت اسرائيل مستوى عاليا من النمو الاقتصادي ويعيش الاسرائيليون حالة من الرفاهية واليسر تتطلب استمرار تدفق المساعدات الاميركية والتبرعات والتسهيلات التجارية. ويعتبر هذا الاعتماد الحصري نقطة ضعف واضحة قد تتحول الى خطر يداهم اسرائيل في حال تراجع الاقتصاد الاميركي وتراجع قدرة الولايات المتحدة على تقديم المساعدات بهذا المستوى من السخاء مما يؤدي حتما الى تراجع مستوى المعيشة في اسرائيل وعزوف اليهود عن الهجرة اليها.
ـ تأثير حيازة اسرائيل الاسلحة النووية على أمنها : بدأت دول العالم تتنبه لحيازة اسرائيل اسلحة نووية وقد قدمت الدول العربية مشروع قرار الى الهيئة الدولية للطاقة النووية لحث اسرائيل على التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية لكن المشروع اصطدم بمعارضة اميركية واوروبية عنيفة مما ادى الى فشل التصويت عليه، على انه نجح في رفع الصوت ضد حيازة اسرائيل للسلاح النووي مع ما يرتب ذلك مستقبلا على علاقات اسرائيل الدولية.
هكذا تنظر بعض الدوائر الرسمية والخاصة في الولايات المتحدة واسرائيل الى الاخطار المهددة لامن اسرائيل ويبدو من الواضح ان اجواء القلق وانعدام الثقة تسود الدوائر السياسية والدفاعية في اميركا واسرائيل ووصلت هذه الاجواء الى ابداء القلق من مصر التي وقعت معاهدة سلام معها وكذلك المملكة العربية السعودية ومن السلطة الوطنية الفلسطينية.وقد بدأت اسرائيل دراسة تعديل استراتيجيتها على ضوء هذه المعطيات والمستجدات، فاذا كان تحديد الاخطار يتخذ هذا الشكل من المبالغة فكيف تكون الخطط المعدة لمواجهة هذه الاخطار؟ انها تتطلب حتما حشد قدرات وطاقات هائلة من اجل ضمان «امن اسرائيل» وفقا لما يراه بعض النخب في اميركا واسرائيل. لكن الانحراف الزائد الى اليمين الذي نشهده بدأ يفقدها شيئا فشيئا الدعم الغربي الذي سيصل حتما الى مرحلة لا يتحمل فيها الممارسات الاسرائيلية واهمها التهرب من موجبات السلام والمتطلبات الكثيرة والمبالغ فيها لامنها وسلامتها واستقرارها.
كلينتون: «إسرائيل تواجه أخطر التحديات في تاريخها»
.. ومن الاخطار التي قد تواجه إسرائيل بحسب تل أبيب وواشنطن: 1 ـ لا تمتلك اسرائيل عمقا استراتيجيا وقد تواجه وضعا تكون فيه القوات الجوية مشلولة.
2 ـ بما ان عددا من الدول العدوة تمتلك صواريخ أرض ـ أرض بعيدة المدى يجب ان تأخذ اسرائيل بعين الاعتبار حقيقة ان جميع قواعدها الجوية تقع ضمن مجال تلك الصواريخ.
3ـ اسلحة الدمار الشامل واسلحة التأثير الشامل والمقصود بذلك الاسلحة النووية التي تشتبه الدول الكبرى ومجلس الامن ان ايران تقترب من الحصول عليها بعد الاعلان عن تطوير قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم الى نسبة 20%
* عميد ركن متقاعد في الجيش اللبناني