- يجب ألا نشارك في تأسيس الصورة النمطية المغلوطة عن الإسلام وعلينا الابتعاد عن العنصرية وعدم الاستسلام للخوف
- لا يجب التركيز على المجموعات الصغيرة المتطرفة لكن على الملايين من المسلمين المتحلين بالإيمان والذين لا تختلف أولوياتهم ومخاوفهم عنا بشكل كبير
- يجب أن يتوقف سلوك البعض منا الذين يدعون أن المسيحية ديانة مبجلة ويحتقرون المعتقدات الدينية الأخرى خاصة الإسلام
- كلمات القرآن كلمات سلام من الممكن أن تنقذ العالم إذا ما أسكناها قلوبنا
- لنتخيل ماذا يمكن أن يقول السيد المسيح للقس جونز وحملته الداعية لحرق القرآن.. باعتقادي أنه كان سيقول «إن هذا يجب أن يتوقف»
- لا يوجد في الإنجيل أو تعاليم المسيح أي شيء عن حرق النصوص المقدسة للديانات الأخرى.. ودعوة جونز لحرق القرآن عمل مشين
- عندما نفكر في المسلمين يجب أن نفكر فيمن ماتوا منهم في أحداث 11 سبتمبر.. ومن مصلحتنا أن ننشر رسالتنا المتسمة بالحب والأمل والسلام
- المركز الإسلامي المقترح بناؤه في موقع برج التجارة سيحتوي على مسجد وصالة عرض ومسبح وحاله سيكون كحال جمعية الشباب المسيحيين ومراكز التجمع اليهودي المنتشرة في أميركا
في 30/9/2010 ردت القسيسة الأميركية ديبورا ليندسي على دعوة القس تيري جونز لحرق القرآن بخطبة مؤثرة مازالت تردداتها مستمرة في الولايات المتحدة بعد أكثر من شهر على إلقائها مع إقبال جماهيري عليها على «اليوتيوب». «الأنباء» تنشر النص الكامل للخطبة التي تستحق القراءة.
وفيما يلي نصها الحرفي:
من جوانب عدة أميركا بحاجة ماسة اليوم، وفي هذا الأسبوع، الى جرعة كبيرة من التسامح الديني، هناك عدد كبير من الناس يقضون وقتا طويلا امام التلفزيون، ويدعون ان المسيحية ديانة مبجلة ويحتقرون المعتقدات الدينية الأخرى، خاصة المعتقدات الاسلامية، ويا أصحابي، هذا السلوك يجب ان يتوقف، فمن أشعل فتنة عدم التسامح الديني هي وسائل الإعلام، واغلبكم رآها وشاهد تغطيتها حول خطة بناء مركز اسلامي على بعد قطعتين سكنيتين من برج التجارة العالمي، والمركز سيحتوي على مسجد وصالة عرض ومسبح، وحاله سيكون كحال جمعية الشباب المسيحيين ومراكز المجتمع اليهودي المنتشرة بكل انحاء البلد.
المركز الاسلامي
وحسب معلوماتي يحتوي المركز على خزانات خاصة ومركز لرعاية الأطفال، الآن سأكون صريحة معكم، ان العقلانيين المؤمنين المهتمين بغيرهم يستطيعون ان يرفضوا شعورهم تجاه بناء هذا المركز بالقرب من «الغراوندزيرو» ولكن هذا لا يبرر موجة الخوف والشك التي طغت على هذا البلد خلال الأيام الماضية، ووسائل الاعلام تسمي هذه الموجة باسم «موجة الاسلامو فوبيا» والتي تعصف بالولايات المتحدة الاميركية.
وشاهدت قصة القسيس تيري جونز على الـ «cnn» وهو قسيس بمدينة جينز فيل بولاية فلوريدا الذي اعلن ان الحادي عشر من سبتمبر في هذا العام سيكون يوم حرق القرآن.
«أصوات استهجان احتجاجية ضد دعوة جونز من الجمهور»
حرق النصوص المقدسة
شكرا لكم على ردة فعلكم هذه، فهي تماما كردة فعلي، فهذا القسيس يرأس كنيسة محايدة باسم مركز حمامة السلام!! وتلفظ القسيس بجميع الألفاظ المنحطة والمسيئة وغير الدقيقة عن الإسلام، والتي لن اقبل باعادتها من منبري هذا، رسالته عبارة عن كره وخوف، وانا استطيع ان اؤكد لكم انه لا يوجد بالانجيل أو تعاليم المسيح اي شيء عن حرق النصوص المقدسة للديانات الأخرى، لا وجود لشيء من هذا النوع.
ان دعوته لحرق القرآن عمل مشين، وليس عمل سلام، ولا علاقة له بالتفاهم ولا علاقة له ببناء جسور التواصل، انما هو الجنون.
الاخبار الجيدة ان هناك كثيرا من الجماعات وكثيرا من الكنائس وحتى الجمعية الوطنية للانجيليين ادانوا هذا العمل، بل وحثوا الكنيسة على إلغاء هذا الحدث.
ان الحديث عن الرب يجب ان يتسم بالجلال وانفتاح العقل والرغبة في التعلم لتحدي افكارنا وتساؤلاتنا، فهذه هي سمات التواضع.
عندما كنت في المدرسة المسيحية قرأت جملة قالها شخص لا يحضرني اسمه وهي: «عندما تتكلم عن الله يجب ان يرتجف صوتك قليلا».
النقد القاسي
وكما تعلمون ان السيد المسيح لم يكن لديه أي وقت للجدالات الدينية، لقد وفر النقد القاسي لرؤساء الكنائس الذين كانوا يحددون من هو المقدس ومن هو غير المقدس، ومن هو النظيف ومن هو ليس كذلك.
ولنتخيل ماذا كان يمكن ان يقول السيد المسيح للقس تيري جونز وحملته الداعية لحرق القرآن؟ باعتقادي انه كان سيقول: «ان هذا يجب ان يتوقف».
المسلمون يؤمنون بأن القرآن هو مجمع الوحي المنزل على النبي محمد من الله قبل 1400 عام، ويؤمنون كذلك بان محمدا هو آخر الأنبياء والمعلمين والرسل ومنهم آدم وموسى وعيسى وابراهيم وكل الأنبياء الذين ذكروا في كتابنا، وكلمة «إسلام» تعني الاستسلام لمشيئة الله.
حقائق مجردة
والقرآن كتب في وقت كان فيه المسلمون يسحبون من بيوتهم ويتهمون ويقتلون، والتوراة ايضا كتبت عندما كان اليهود يسحبون من بيوتهم ويتهمون ويقتلون، والمؤرخون سيخبرونكم بان معظم الكتب المقدسة تحتوي على قصص حروب وصراعات في صفحاتها، وعلى مر التاريخ استعملت معظم الأديان تلك القصص ليبرروا بها لجوءهم للعنف، وأي شخص هنا يشكك في كلامي ويعتقد انني على خطأ، يستطيع ان يرجع الى الانجيل ويقرأ الانشودة 137، وستجدون ان كتابنا الخاص يحتوي على سطور تجعلنا قلقين، ولكن كما هو الحال في الانجيل فان الفكرة المهيمنة في القرآن هي السلام والاهتمام بالغير وحب الله والعدالة وحق الجيرة وحق الغرباء، في الانجيل عندنا القتل محرم عليكم، وفي القران آية مفادها انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا هذه الكلمات هي كلمات سلام مليئة بالايمان، وكلمات من الممكن ان تنقذ العالم، اذا ما اسكناها قلوبنا.
لا تشاركوا بالعنصرية
الشيء الثاني الذي يمكن ان تفعلوه هو عندما يرسل إليكم شخص رسالة بريدية مسيئة للاسلام فقوموا بإلغائها ولا تقوموا باعادة ارسالها الى آخرين، ومن امثلة تلك الرسائل تلك التي تصور الاسلام على انه دين شيطاني، ولا تشاركوا في تأسيس الصورة النمطية المغلوطة عن الاسلام، لا تشاركوا في العنصرية ولا تستسلموا لخوفكم، لا بأس بأن نشعر بقليل من الخوف، فكلنا معرضون لمثل هذه المشاعر ولكن لا تستسلموا له، ولا تشاركوا تلك المجموعات الصغيرة المتطرفة في آرائها، ولكن ركزوا على الملايين من المسلمين المتحلين بالإيمان والذين لا تختلف أولوياتهم ومخاوفهم وعاداتهم عنكم بشكل كبير.
ثالثا، عندما تفكرون في المسلمين فانظروا اليهم كأفراد، مثل البرفيسور في ولاية أوهايو، فكروا في المهندس الذي يعمل في مصنع هوندا، فكروا في المعلم في المدرسة الابتدائية التي تقع في الجهة المقابلة لشارعكم.
وعندما تفكرون في المسلمين تذكروا الذين ماتوا في احداث الحادي عشر من سبتمبر، ولا اتكلم هنا عن مختطفي الطائرات الذين كان عددهم لا يتعدى اصابع اليدين، بل تذكروا محمد سونهامي هاماندي الذي ولد في باكستان وجاء الى الولايات المتحدة طفلا مع والديه، لعب كرة القدم من الثانوية وارتاد الجامعة ثم اصبح رجل اسعاف بدوام جزئي، وقد مات ذلك الشاب المسلم في 11 سبتمبر أثناء محاولته انقاذ أرواح المحتجزين هناك.
عندما تفكرون بالمسلمين، تذكروا محمد صلاح الدين قادري الذي كان يعمل نادلا في مطعم يقع في أعلى برج التجارة العالمي، ومات في ذلك اليوم، وانجبت زوجته طفلها بعد الحادثة بيومين.
فكروا بالمسلمين
عندما تفكرون في المسلمين تذكروا راما سالي، امرأة كانت تبلغ من العمر 28 عاما وكان جيرانها يصفونها بأنها مرحة وكريمة، ولقيت حتفها في احدى الطائرات التي تم اختطافها في الحادي عشر من سبتمبر وكانت حاملا في شهرها السابع بأول أبنائها. عندما تفكرون في المسلمين تذكروا مؤسس دائرة مسلمي اميركا الشمالية الذي كان يعمل في برج التجارة العالمي ولقي مصرعه في احداث 11 سبتمبر ايضا.
هذه الفئة من المسلمين الآن يوزعون عشرات الآلاف من المصاحف كردة فعل على الدعوة لحرق القرآن، وكل قصدهم هو نشر كلمات الإيمان والسلام والأمل، واحدى السيدات اللاتي يعملن في خدمة العملاء قالت لي: «ربما علينا ان نعلن يوم الـ 11 من سبتمبر يوما لشراء القرآن وقراءته». انه لمن مصلحتنا ان ننشر رسالتنا المتسمة بالحب والأمل والسلام، ولكن دعونا نفعلها بجلال واحترام والأهم من هذا كله بتواضع، وهبنا الرب كافراد وكأمة وكمسيحيين، القدرة على ان نفعل هذا.