السعودية بلد المقدسات وكنـز الآثار ومهد السيـاحة
قافلة الإعلام الخليجي الـ 9 تستكشف الإمكانات الهائلة للسياحة في المملكة
الحلقة الثالثة
سياحة عبر التاريخ، زمانا ومكانا، في ارض المقدسات والرسالات الارض التي احتضنت اول بيت وضع للناس، الارض التي شهدت مهد الحضارات منذ نزول ابينا آدم عليه السلام الى هذه البسيطة، من الرياض المدينة المترامية الاطراف كانت انطلاقة قافلة الاعلام الخليجي الـ 9، غاصت في فجر التاريخ عبر المتحف الوطني، وانتقلت الى الاحساء، اكبر واحة نخيل في العالم وصاحبة اكبر حقل نفطي في العالم ايضا وكذلك اكبر صحراء في الارض،، ومن الاحساء الى الدمام والخبر حيث يتعانق القديم والحديث في منظومة فريدة قل ان يكون لها نظير، فإلى القصيم عصب اقتصاد المملكة وموطن رؤوس الاموال، والتي تعج بالآثار والمتاحف في بريدة وعنيزة الى جانب شهرتها التي تبلغ الآفاق في تجارة التمور، ومن القصيم الى حائل تلك المدينة التي اصبحت على خارطة السياحة العالمية بعد اعتماد رالي حائل ضمن السباقات الدولية، والتي تحوي كذلك اضخم متحف مفتوح للآثار في العالم على مساحة تزيد على الـ 7 آلاف كيلو متر مربع، ومن حائل كانت الرحلة الى مكة المكرمة، عبر جدة عروس البحر المتوسط، لاداء العمرة وزيارة المشاعر المقدسة.
نعم سياحة عبر التاريخ، ورحلة في اعماقه اثبتت غنى المملكة بكل مقومات السياحة والتي يمكن ان تجعلها احدى اكثر الجهات مقصدا للسياح في العالم، سياح الآثار، وسياح الصحراء وسياح الخضرة والنخيل وسياح المتاحف الى جانب السياحة الدينية المتمثلة في الشعائر المقدسة في مكة وزيارة المدينة المنورة لم تكن الرحلة عادية بكل المقاييس، فليس عاديا ان تغوص في اعماق التاريخ وتتعرف على حضارات وممالك وامم على بعد آلاف السنين.
قافلة الاعلام الخليجي الـ 9 التي تسيرها الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية ضمت عشرات الاعلاميين من مؤسسات متعددة صحافية وفضائية، ووثقت للسياحة والآثار في المملكة طوال 15 يوما ونبدأ من حيث انتهينا، نبدأ من مكة المكرمة حيث الشعائر المقدسة ثم نغوص في فجر التاريخ تباعا.
بعد سياحة تاريخية في القديم والحديث لمدينة الرياض عبر المتحف الوطني ثم الدرعية ووادي حنيفة ثم قصر المصمك وسوق الزل، كانت القافلة على موعد مع مغادرة العاصمة السعودية صباح اليوم الثاني للرحلة باتجاه منطقة الأحساء، في الطريق الى الاحساء والذي يمتد لنحو 328 كيلومترا استمتع أعضاء القافلة بمشاهد الصحراء المترامية على جانبي الطريق الفسيح الجميل، والهضاب والجبال التي تتنوع بين الصلبة والرخوة. توقفت القافلة في أكثر من موضع قبل أن تلوح في الأفق من بعيد مدينة الهفوف وعلى مشارفها جاءنا اتصال بأن سمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الاحساء سيكون في انتظار الوفد فانطلقت القافلة فورا إلى مقر المحافظة.
وعبر عيون المحافظ الأمير بدر بن محمد تعرفنا سريعا على الاحساء، تلك المحافظة التي تشكل رأس الحربة في عجلة التنمية بالمملكة بما تملكه من طموح يسابق الزمن ومشروعات تستعصي على التصور، لم يطل بنا مقام التعرف طويلا لدى المحافظ الأمير الذي سارع الى استعراض المهمة الصعبة التي تنتظر التنمية عموما والسياحة خصوصا في الاحساء تنمية قائمة على الشراكة الخالصة بين القطاعين العام والخاص، مؤكدا ان الاحساء دائما تتطلع لتكون مثلما يتطلع اليه قادة المملكة الاكارم لكل الحواضر فيها دافعة الرقي بمقدرات الامة وخدمة انسانها محور كل جهد وهذه التنمية المتواصلة.
واضاف الامير بدر بن محمد ان اللقاء مع وفد القافلة بمنزلة لقاء مع مواطني دول التعاون الذين ينتظمهم مجلس التعاون والذي يشكل المنظومة الاكثر نجاحا في التكامل خصوصا عبر الجانب الاقتصادي.
وتحدث الامير عن الاحساء كوجهة سياحية مميزة باعتبارها اكبر واحة للنخيل في العالم، والتي نالت مرتبة متقدمة في مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة، وتضم اكبر حقل نفطي في العالم وهو حقل الغوار، وشاطئ العقير وجبل الغارة، والعديد من الاماكن السياحية والمتنزهات الجميلة.
والمح الى ان اهم المشاكل التي تواجه المنطقة هي السلامة المرورية حيث تكثر الحوادث التي ترجع الى السرعة الكبيرة التي يقود بها بعض المواطنين والوافدين من دول التعاون مما يتسبب في خسائر فادحة، مشيرا الى ان المحافظة مستمرة في تأهيل كثير من الطرق خاصة التي تربط الاحساء بالبحرين وقطر وزيادة المنافذ لتسهيل عبور اخواننـــا في الــخليج.
وعبر محافظ الأحساء عن ترحيبه وقيادات المحافظة بالزوار الخليجيين والعرب، مؤكدا ان الأحساء تعد وجهة سياحية جيدة، خصوصا بعد الزيادة الكبيرة في أعداد الشقق الفندقية، فضلا عن الفنادق العديدة التي أنشئت وتنشأ خلال الفترة المقبلة.
اللقاء مع محافظ الأحساء وضع القافلة في الصورة الصحيحة للأحساء، ورسم لنا خارطة طريق في التعامل مع المنظومة السياحية في هذه المنطقة الغنية بتاريخها وحضارتها.
وإذا ذكرت الأحساء ذكر المنذر بن عائد الملقب بالأشج حاكم عبدالقيس القبيلة التي سكنت الأحساء منذ القدم والذي علم بظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة فأرسل وفدا لاستجلاء الأمر وحين وصل بالخبر اليقين أسلم وأقام مسجدا يعرف حاليا بمسجد جواثا ولاتزال بعض بقاياه قائمة حتى اليوم.
وتشغل الأحساء موقعا كبيرا وساحة شاسعة في الجزء الشرقي من الجزيرة العربية، وهي تعد المنفذ البري الذي يربط المملكة بدول الخليج، فهي تبعد عن قطر 150 كلم وعن الدمام نفس المسافة وعن الرياض 328 كلم، وتشكل مساحتها نحو 24% من مساحة المملكة و87% من مساحة المنطقة الشرقية.
مناخ الأحساء معتدل، وقد قالوا «ليل الأحساء ونهار اسطنبول» ويتركز قطاع النفط في المملكة في الأحساء تقريبا وتضم اكبر حقل نفطي في العالم وينتج نحو 6 ملايين برميل يوميا.
والأحساء واحة زراعية وفيها أكثر من مليوني نخلة تنتج أجود أنواع التمور في العالم كالخلاص والرزيز اضافة الى الارز الحساوي المتميز.
ولأن الأحساء تزخر بالعديد من المواقع الأثرية، والسياحية فقد كان برنامج القافلة مضغوطا، حيث مرت القافلة بمسجد جواثا وهو ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة، حيث يجري التنقيب حول المسجد وترميم بقاياه، وانتقلت القافلة الى جبل القارة وهو ابرز المعالم ومساحة قاعدته 1400 هكتار، ويتميز بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة.
وانتقلت القافلة الى قصر ابراهيم الذي ينسب بناؤه الى احمد بن لاوند البريكي حاكم الاحساء في عهد الدولة العثمانية الأولى، كما زارت القافلة سوق القيصرية وعاينت القافلة شاطئ العقير الذي يعد الميناء الرئيسي للمملكة على شاطئ الخليج العربي سابقا، وهناك مشروع طموح للاستفادة منه كمتنزه سياحي متميز.
المرجع: كتاب الاحساء اليوم