- نائب الرئيس الشيشاني وعضو مجلس الدوما أكد في أول لقاء مع صحيفة عربية أنهم ينتظرون بفارغ الصبر زيارة سمو الأمير لروسيا
- أبوابنا مفتوحة للمستثمرين العرب ونمنحهم تسهيلات كبيرة حتـى تـفـوق ما يمنحه القانون
- 100 عضو مسلم في مجلس الدوما ونصوت للقضايا العربية والإسلامية ومنها القضايا الكويتية
- سنواجه بحزم أي متطرف يأتي إلينا ويخرّب حياتنا وإذا كُلفنا بأي أمر من رئيسنا فسوف ننفذه
- حصلنا على ما كنا نسعى إليه قبل الحروب وأصبحنا مالكين لديارنا ونتمتع بكامل الحرية وهو ما كان يتمناه أجدادنا منذ مئات السنين
العاصمة الشيشانية غروزني
أسامة ابو السعود
تحاول روسيا اليوم تحسين صورتها امام مسلميها الذين سحقتهم اسلحتها المدمرة ولم تلتزم معهم بهدنة طوال تاريخ بلادهم العتيد الا في السنوات القليلة الماضية أيضا، مع العرب والمسلمين في كافة بقاع الارض من ناحية اخرى ايمانا منها بأهمية هذا التعاون لاغلاق ابواب الحروب والفتن وحماية أمنها الداخلي.
ولا يزال المسلمون في روسيا وما يسمى جمهوريات الاتحاد السوفاييتي السابق في مرحلة استعادة دينهم بعد سنوات طويلة من الحكم الشيوعي، وايضا بعد ان اكتووا بنيران التشدد اثر انهيار الحكم السوفييتي وخاصة في مناطق القوقاز.
زيارة «الأنباء» هذه المرة للجمهوريات الروسية جاءت متواكبة مع حدثين مهمين اولهما اصدار الشيخ د.يوسف القرضاوي فتوى يطالب فيها بوقف العنف في الشيشان والثانية هي حصول د. عادل الفلاح ـ الذي اشتهر بنشره الفكر الوسطي للاسلام في روسيا ـ على ارفع وسام من الرئيس الروسي ديمتري مدڤيديڤ في الكرملين.
البداية كانت من الشيشان وقبل ايام قلائل من محاولة تفجير مبنى البرلمان الشيشاني وقتل عدد من المدنيين ومحاولة اعادة الوضع الشيشاني الى واجهة الاحداث في الفضائيات العالمية واثبات ان الشيشان لايزال بلدا غير امن وان هناك من لايزال يرى ان سلطته غير قادرة على حماية اهم منشاته وهو البرلمان.
وللحقيقة ليست الشيشان وحدها التي تعاني من بعض القلاقل الامنية بين فترة واخرى فهناك ايضا انغوشيا وداغستان وعدد من جمهوريات القوقاز، والمواطن المسلم البسيط في تلك الجمهوريات لم يعد يكترث كثيرا بتلك التفجيرات سواء هنا او هناك فهو يعرف ان القضية هي صراع على السلطة. وفي خط مواز لتلك الأفكار والتيارات والتفجيرات هناك عدد من ابناء تلك البلاد من حملوا على عاتقهم مسؤولية نشر الدين الاسلامي باقل الامكانيات ـ عبر افتتاح مدارس اسلامية ـ اشبه بـ «الكتاتيب» مثلما كان في مصر وبعض الدول الاسلامية سابقا ورغم جهودهم البسيطة ـ حيث لا تنفق الدولة الروسية على تعليم الاديان شيئا ـ استطاع هؤلاء الشباب الذين تعلموا في مصر وسورية والكويت تعليم ابناء قراهم ومناطقهم اللغة العربية والدين الاسلامي وفق الكتاب والسنة.
هذه سلسلة من اللقاءات مع عدد من الشخصيات الروسية والعربية نعرض عن قرب من خلالها حقيقة روسيا والإسلام والمسلمين في الالفية الجديدة.
لا يعتبر آدم دليمخانوف الرجل الثاني في الشيشان، لانه نائب الرئيس الشيشاني رمضان قديروف فقط ولا لكونه الرجل الذي تربى في كنف احمد قديروف الرئيس الشيشاني السابق والذي اعتبره اخا لرمضان قديروف ولكن لقوة نفوذه في الشيشان وقبلها في موسكو وضواحيها.
اللقاء مع نائب الرئيس الشيشاني ادم جرى قبل يومين فقط من وقوع حادث اقتحام مبنى البرلمان الشيشاني واكد خلاله الرجل الذي يسكن في بيت وسط غروزني اشبه بالبيت الابيض الاميركي ووسط حراسة عدد من الدبابات البشرية الشيشانية ان بلاده من أكثر بلاد القوقاز أمنا بل وفي العالم.
وشدد ادم ـ الذي تتهمه دبي بالوقوف وراء اغتيال معارض عاش على ارضها وحددت موعدا خلال اسابيع للقضية واعلن انه سيرفع دعوى قضائية ضد شرطة دبي لاتهامها اياه بتصفية معارض شيشاني على ارضها على القول «لن نفكر ابدا في الانفصال عن روسيا ولن نسمح لاحد باضعاف موقفها «مؤكدا اننا سنواجه اي متطرف يأتي الينا ويخرب حياتنا بحزم واذا كلفنا بأي امر من رئيسنا فسوف ننفذه».
وقال نائب الرئيس الشيشاني «حصلنا على ما كنا نسعى اليه قبل الحروب واصبحنا اصحابا لديارنا ونتمتع بكامل الحرية وهو ما كان يتمناه اجدادنا منذ مئات السنين».
واعرب ادم عن امله في زيارة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الى الشيشان خلال زيارة سموه المقررة الى روسيا مضيفا «نحن نقدر دور الكويت الكبير في نشر الفكر الوسطي وننتظر بفارغ الصبر زيارة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الى روسيا وخاصة جمهورية الشيشان كون سموه قائدا سياسيا حكيما، فهذا يرفع من معنويات شعبنا ومن موقفنا في المجتمع الروسي».
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
كيف تنظرون للتعاون بين الشيشان الجديد والعالم العربي والإسلامي اليوم؟
بداية اوجه الشكر لصحيفة «الأنباء» الكويتية على اهتمامها بنقل اوضاعنا في الشيشان وما يتمتع به اليوم من تطورات متلاحقة تذهل كل من يأتي لزيارة بلدنا، وهذا ليس بجديد عليكم، فنحن اليوم نقول ان المسلمين اينما وجدوا في أي بلد يجمعنا دين الاسلام والاخوة في الدين، واينما وجدنا فيجب ان نكون مترابطين ومهتمين بقضايا البعض.
واليوم ـ بفضل الله ـ فان جمهورية الشيشان تنعم بالخير والسلامة، وهذا وفق التعريف العالمي يسمى بـ «الديموقراطية» اما ديموقراطيتنا فتختلف عن ديموقراطية الآخر، فديموقراطيتنا بنيت على الاسلام وعلى تقاليد شعب جمهورية الشيشان.
ونحن في جمهورية الشيشان اليوم نتمتع بالحكم الذاتي ولدينا كيان فيدرالي وحكومة وبرلمان ومؤسسات دولة، وهذا شيء ايجابي حدث ـ بفضل الله ورحمته علينا ـ، ثم بفضل المرحوم احمد حجي قديروف الذي غير مجرى تاريخ الشعب الشيشاني واخرج شعبه من ظلمات الحرب الى نور الحياة السلمية.
وبعد استشهاد حجي احمد قديروف يكمل ابنه رمضان قديروف المسيرة للشعب الشيشاني، فجمهورية الشيشان وحتى جميع مسلمي روسيا يتمتعون بكامل الحرية الدينية، فالرئيس رمضان يساعد الفقير وينظر لحوائج الناس ـ ليس فقط ـ في الشيشان، بل على مستوى روسيا.
فنحن في كل كلمة حق يمكن ان نقول ان رمضان قديروف هو القائد السياسي لمسلمي روسيا الذين وصل عددهم لـ 26 مليون مسلم وكما لاحظت فإن نتيجة مسيرة السلام التي بدأها المرحوم احمد حجي قديروف والتي يكملها الان ابنه رمضان قديروف اصبحت جمهورية الشيشان اليوم من أكثر مناطق روسيا الاتحادية والقوقاز أمنا واصبحت مثلا وقدوة يحتذي بها باقي جمهوريات روسيا، لان رمضان ـ ليس بأقواله ـ وانما بأفعاله اثبت للعالم اجمع ان الشعب الشيشاني هو شعب مسالم وان افكار التطرف والارهاب كانت دخيلة على شعبنا.
ونحن ـ كما لاحظتم بأنفسكم ـ قبل عدة ايام اقمنا المؤتمر العالمي للشعب الشيشاني حيث حضر ممثلو الجاليات الشيشانية من اكثر من 30 دولة في العالم، من دول اوروبا وآسيا واميركا حضروا الى جمهورية الشيشان وكلهم اعتمدوا ووافقوا على سياسة رمضان قديروف واختاروه رئيسا ـ ليس فقط للشيشانيين الذين يعيشون داخل الشيشان ـ بل للشعب الشيشاني المنتشر في شتى انحاء العالم.
وهذا ـ ان دل فإنما يدل على ان سياسة رمضان قديروف تسير في الاتجاه الصحيح، فنحن كشعب شيشاني شعب مسالم متسامح، ففي الشيشان تعيش قوميات مختلفة كثيرة وجميعها تتمتع بكامل الحرية الدينية والثقافية والقومية.
وأؤكد هنا ان دستور وحكومة روسيا اليوم تضمن لنا الحرية الكاملة سواء الحرية الدينية او الثقافية ومدفيديف وبوتين خلال زيارتهما للشيشان يزوران المسجد الكبير «قلب الشيشان «وفي لقاءاتها العديدة معنا دائما ما يحثوننا على الاهتمام أكثر بالحرية الدينية والاهتمام بحرية الشعوب.
الكونغرس الشيشاني
نتحدث عن الكونغرس الذي عقد في العاصمة الشيشانية غروزني قبل اسابيع وحظي بحضور لافت من شيشانيي العالم، ما الهدف من هذا المؤتمر؟
اقامة المؤتمر العالمي للشعب الشيشاني كانت مبادرة شخصية من الرئيس رمضان قديروف، وقبل انعقاد هذا المؤتمر بأيام كانت هناك مبادرة داخلية متميزة للرئيس قديروف ـ فكما تعلمون ان شعبنا الشيشاني تغلب عليه عادات الثأر والانتقام ـ الذي أبدى مبادرة متميزة جدا داخليا حيث كون لجنة من الحكماء والعقلاء ورجال الدين، وأنا شخصيا كنت رئيسا لهذه اللجنة لإنهاء أي خصومة او شجار او انتقام بين العائلات الكبيرة وحلها.
واليوم قمنا بحل أكثر من 130 شجارا مثارا وخلافا بين أبناء الشعب الشيشاني، واليوم نريد ان نقول اننا حصلنا على ما كنا نسعى اليه قبل الحروب، فاليوم أصبحنا أصحابا لديارنا ولدينا رئيس وحكومة وبرلمان ونتمتع بكامل الحرية وهو ما كان يتمناه أجدادنا منذ مئات السنين.
ونحن نريد ان نؤكد اننا أصحاب هذه الديار ولن نسمح لأي متطرف يأتي إلينا ويخرب حياتنا، وإذا كلفنا بأي امر من رئيسنا فسننفذه.
ولكن بلدكم لا يزال يعاني من بعض القلاقل الأمنية وآخرها عملية البرلمان التي أودت بحياة عدد من المدنيين في ساحة البرلمان الشيشاني؟
كنت أتوقع منك هذا السؤال، ولابد ان أؤكد أولا انه دائما يوجد في العالم مفهوما الخير والشر، فالخير مع الإسلام والشر مع الشيطان، ونحن سنظل دائما مع الخير وسنحارب الشيطان.
ولابد ان نقول فقط ان بلادنا هي التي اكتوت بنيران التطرف والإرهاب فكل الدول العربية تقريبا اكتوت بتلك النيران بدءا من اغتيال الرئيس أنور السادات ومحاولة اغتيال ملك الأردن، وفي السعودية وغيرها من الدول العربية يوجد التطرف، وعانت تلك الدول منه جميعا، ويجب علينا جميعا التعاون لوقف هذا التطرف والإرهاب.
هل تطلبون من الدول العربية والإسلامية الاستثمار في بلادكم؟ وما أوجه تلك الاستثمارات؟
رئيسنا رمضان قديروف خلال زياراته العديدة للدول العربية والإسلامية ولقائه الملوك ورؤساء تلك الدول دائما يشرح لهم الحالة الواقعية لجمهورية الشيشان اليوم وهي من أأمن مناطق القوقاز وروسيا وأبوابنا مفتوحة للمستثمرين العرب والأجانب.
فجمهورية الشيشان يحكمها القانون، وإذا أراد أي واحد من اخواننا في الدول العربية الاستثمار لدينا فإننا نعطي له ـ غير القانون ـ تسهيلات كثيرة، والعالم كله يعلم ان جمهورية الشيشان من أأمن المناطق، ولكن بعض القوى السياسية من الخارج ـ لانريد ان نسميها ـ يحاولون استغلال موقف الشيشان لإضعاف وضع روسيا، ونحن ـ مسلمي الشيشان ـ مواطنون أصليون في هذا البلد، وقضايا روسيا مهمة لنا لانها بلدنا، ولن نسمح لأحد بإضعاف موقف روسيا، وهذا ما يؤكده رئيسنا رمضان وما نعمل لأجله.
ونحن اليوم نقولها بصوت عال لاخواننا في العالم العربي والاسلامي اننا حافظنا على وحدة التراب الروسي لان روسيا هي بلدنا ونحن مواطنون في هذا البلد، فروسيا اليوم ليست روسيا الأمس، فهي دولة متعددة الأديان والقوميات وتسمح لجميع مواطنيها بالحرية الدينية وغيرها من مجالات الحياة.
ونحن ـ مسلمي روسيا ـ نعيش بتسامح مع باقي الديانات الأخرى وأبواب جمهورية الشيشان وأبواب روسيا مفتوحة للجميع.
وبدوري هنا أريد ان اشكر فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وأمثاله لتحديد موقفهم بإعلان كلمة الحق، فهذا العالم الكبير تكلم بالحق واهتم بمسلمي روسيا ومسلمي الشيشان وهو يستحق كل الشكر والتقدير.
الشيخ يوسف القرضاوي بكلمته تلك أرضى الله، وندعو الله ان يسجل ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة.
وأنا اعرف ان الرئيس رمضان قديروف وجه الدعوة للشيخ القرضاوي لزيارة الشيشان وأنا بدوري أجدد هذه الدعوة لفضيلته لزيارة الشيشان وروسيا، ونقول ان المسلمين أينما وجدوا فلابد ان يعيشوا متسامحين مع باقي القوميات وأصحاب الديانات الأخرى.
الانفصال عن روسيا
إذن لا تفكير نهائيا في الانفصال عن روسيا بعد اليوم؟
أبدا.
بوصفك عضوا في مجلس الدوما الروسي كيف تدعمون القضايا العربية والاسلامية وخاصة التقارب الكويتي الروسي واتفاق التعاون النووي بين البلدين؟
عدد اعضاء مجلس الدوما 450 عضوا برلمانيا منهم ما يقارب الـ 100 عضو مسلم في مجلس الدوما الروسي وندعم حقوق المسلمين والقضايا العربية والإسلامية، وإذا عرضت علينا أي اتفاقية مع الكويت فسندعمها فورا، وهو حتى الآن يدرس في الوزارات ونحن ـ البرلمانيين ـ نرحب بهذا الأمر.
أخيرا، كيف تنظرون للدور الكويتي في دعم قضايا الشيشان ومسلمي روسيا؟
لاشك ان هناك الكثير من الدعم الكويتي لقضايا الشيشان منذ الحروب وحتى الآن حيث يتميز الدعم الكويتي وخاصة وزارة الأوقاف الكويتية بأنه شفاف ويدخل عن طريق المؤسسات الرسمية.
وأنا اليوم باسم رئيس الشيشان وأعضاء الدوما وشعب الشيشان أوجه كلمة شكر للدكتور عادل الفلاح الذي أبدى اهتماما كبيرا بمسلمي الشيشان منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، وهو صديقنا ونعرفه منذ زمن ونحبه كونه رجلا متسامحا وينشر الإسلام المعتدل في شتى انحاء العالم، وهذا الرجل قدم أشياء كثيرة لمسلمي روسيا، ونوجه كلمة شكر له ولكل من يهتم بمسلمي الشيشان.
ونحن نقدر دور الكويت الكبير في نشر الفكر الوسطي وننتظر بفارغ الصبر زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى روسيا وخاصة جمهورية الشيشان كون سموه قائدا سياسيا حكيما، فهذا يرفع من معنويات شعبنا ومن موقفنا في المجتمع الروسي.