- سفيرنا في موسكو أكد أن الجهود منصبة على تسهيل وتبسيط التنقل بين البلدين بصورة موسعة
- تكريم د.عادل الفلاح هو تكريم للكويت ونهج صاحب السمو الداعم لمنهج الوسطية والاعتدال والحوار .. وهناك بداية جيدة للتعاون الكويتي الروسي في المجال النووي
- أدعو شركات الطيران الكويتية الخاصة للنظر إلى السوق الروسي المهم بعين الاعتبار باعتباره سوقاً ضخماً فشركات الطيران الخليجية تحقق أرباحاً وتزيد من عدد رحلاتها إلى موسكو سنوياً
- شركة «q8» تقوم بشراء النفط الروسي وإعادة تسويقه في أوروبا عبر محطاتها ومصافيها في أوروبا بمبالغ تصل إلى 500 مليون دولار
- الإرهاب لا وطن له ولا دين ولا هوية وتقوم به جماعات تحت ستار الدين وتخلق كراهية بين أفراد المجتمع الواحد وهناك أهمية قصوى للتثقيف الديني الصحيح
العاصمة الروسية موسكو
أسامة ابو السعود
تحاول روسيا اليوم تحسين صورتها امام مسلميها الذين سحقتهم اسلحتها المدمرة ولم تلتزم معهم بهدنة طوال تاريخ بلادهم العتيد الا في السنوات القليلة الماضية أيضا، مع العرب والمسلمين في كافة بقاع الارض من ناحية اخرى ايمانا منها بأهمية هذا التعاون لاغلاق ابواب الحروب والفتن وحماية أمنها الداخلي.
ولا يزال المسلمون في روسيا وما يسمى جمهوريات الاتحاد السوفاييتي السابق في مرحلة استعادة دينهم بعد سنوات طويلة من الحكم الشيوعي، وايضا بعد ان اكتووا بنيران التشدد اثر انهيار الحكم السوفييتي وخاصة في مناطق القوقاز.
زيارة «الأنباء» هذه المرة للجمهوريات الروسية جاءت متواكبة مع حدثين مهمين اولهما اصدار الشيخ د.يوسف القرضاوي فتوى يطالب فيها بوقف العنف في الشيشان والثانية هي حصول د. عادل الفلاح ـ الذي اشتهر بنشره الفكر الوسطي للاسلام في روسيا ـ على ارفع وسام من الرئيس الروسي ديمتري مدڤيديڤ في الكرملين.
البداية كانت من الشيشان وقبل ايام قلائل من محاولة تفجير مبنى البرلمان الشيشاني وقتل عدد من المدنيين ومحاولة اعادة الوضع الشيشاني الى واجهة الاحداث في الفضائيات العالمية واثبات ان الشيشان لايزال بلدا غير امن وان هناك من لايزال يرى ان سلطته غير قادرة على حماية اهم منشاته وهو البرلمان.
وللحقيقة ليست الشيشان وحدها التي تعاني من بعض القلاقل الامنية بين فترة واخرى فهناك ايضا انغوشيا وداغستان وعدد من جمهوريات القوقاز، والمواطن المسلم البسيط في تلك الجمهوريات لم يعد يكترث كثيرا بتلك التفجيرات سواء هنا او هناك فهو يعرف ان القضية هي صراع على السلطة. وفي خط مواز لتلك الأفكار والتيارات والتفجيرات هناك عدد من ابناء تلك البلاد من حملوا على عاتقهم مسؤولية نشر الدين الاسلامي باقل الامكانيات ـ عبر افتتاح مدارس اسلامية ـ اشبه بـ «الكتاتيب» مثلما كان في مصر وبعض الدول الاسلامية سابقا ورغم جهودهم البسيطة ـ حيث لا تنفق الدولة الروسية على تعليم الاديان شيئا ـ استطاع هؤلاء الشباب الذين تعلموا في مصر وسورية والكويت تعليم ابناء قراهم ومناطقهم اللغة العربية والدين الاسلامي وفق الكتاب والسنة.
هذه سلسلة من اللقاءات مع عدد من الشخصيات الروسية والعربية نعرض عن قرب من خلالها حقيقة روسيا والإسلام والمسلمين في الالفية الجديدة.
«علينا ان نخرج من عقلية الديوانية وعقلية الفريج، فهناك قضايا أخرى عديدة خارج الكويت يجب ان نهتم بها ومن الواجب كإعلام كويتي ان نهتم بها واطلاع القارئ على معالم جديدة وثقافات جديدة». بهذه الكلمات أشاد سفيرنا لدى روسيا الاتحادية ناصر المزين بتغطية «الأنباء» لأوضاع المسلمين في روسيا اليوم عبر سلسلتي حلقات «الشيشان جوهرة القوقاز» و«المسلمون في القوقاز حكاية عمرها 1400 سنة» مؤكدا انها حلقات اتسمت بالحيادية ونقل الواقع الروسي اليوم كما هو. وودعا السفير المزين في لقاء مع «الأنباء» من مقر السفارة الكويتية في موسكو الصحف الكويتية والعربية الى الانتقال لمواقع الأحداث وعدم الاعتماد فقط على ما تتناقله وسائل الإعلام الغربية وتساءل قائلا «لماذا نعتمد في 90% من اخبارنا الدولية على الإعلام الغربي، فالإعلام الغربي ـ لا ننكر انه في بعض المرات يكون سريعا وصادقا في نقل الصورة ـ لكن لا يفهم أبعاده وخلفياته ولذلك يجب علينا من جانبنا ان ننقل الصورة بشكل يدعو الى مزيد من التفاهم والتحاور خاصة مع الثورة التكنولوجية اليوم، ويجب ان تقدم الجريدة للقارئ وجبة ثقافية معمقة ومحترمة يستفيد منها ويكون رأيا ايجابيا او سلبيا عن هذا الموضوع او تلك. وتحدث سفيرنا لدى روسيا عن العديد من جوانب التقارب الروسي ـ الكويتي حاليا، مشددا على ان روسيا اعتمدت منهج اللغة العربية الكويتي لتعليم طلاب المدارس الروسية اللغة العربية مشيرا الى ان هناك شغفا كبيرا بهذا الأمر في الاوساط الروسية. ولفت الى ان تكريم د.عادل الفلاح بوسام الصداقة من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف في الكرملين هو تكريم للكويت ونهج صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الداعم لمنهج الوسطية والاعتدال والحوار. ودعا السفير المزين شركات الطيران الكويتية الخاصة ان تنظر الى السوق الروسي المهم بعين الاعتبار باعتباره سوقا ضخما فvشركات الطيران الخليجية تحقق أرباحا وتزيد من عدد رحلاتها الى موسكو سنوي. وأشار الى ان شركة «كويت انرجي» الكويتية الخاصة تعمل في روسيا في احد الحقول وهي بداية نأمل ان تتواصل وتتعزز وهذا دليل على بداية الاهتمام بالسوق الروسي وامكانيات روسيا، وزف السفير الكويتي بشرى سارة بدراسة مشروع إعفاء متبادل لحملة الجوازات الديبلوماسية والخاصة بين الكويت وروسيا تلتها خطوة أخرى وهي تسهيل وتبسيط إجراءات منح التأشيرات من كلا الجانبين.
نبدأ معكم من تكريم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف لوكيل وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح ومنحه ارفع وسام وهو وسام الصداقة الروسي في حفل خاص في الكرملين، كيف تنظرون لهذا التكريم؟
انا كمواطن اشعر بالفخر والاعتزاز، فهذا تكريم للكويت ونهج صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ حفظه الله ـ الداعم لمنهج الوسطية والاعتدال والحوار، واعتقد ان د.عادل الفلاح هو شخصية إسلامية كويتية بذلت جهدا كبيرا في تعميق العلاقات الروسية ـ الكويتية والروسية ـ الإسلامية، وخاصة مع المسلمين الروس.
وحينما تحظى هذه الشخصية بمنحه وسام الصداقة من قبل رئيس الاتحاد الروسي فهي شهادة بالدور الذي تقوم به الكويت ووزارة الأوقاف الكويتية عبر وكيل الوزارة د.عادل الفلاح والمساهمة في خلق بيئة جيدة للفهم الحقيقي للإسلام والتعايش بين مختلف الطوائف ولتوضيح الصورة التي أساسها ان الإسلام دين تسامح ومحبة وتعايش.
ننتقل الى زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد المرتقبة الى روسيا، فمنذ عام وأكثر نتحدث عن تلك الزيارة، هل هناك ما يمكن وصفه بمشكلات او ملفات عالقة بين البلدين تؤخر تلك الزيارة؟
أبدا لا توجد أي قضايا عالقة بين البلدين، فالزيارة ـ ان شاء الله ـ ستتم قريبا، وطبعا في اوائل شهر اغسطس الماضي عقدت اللجنة المشتركة الكويتية ـ الروسية للتعاون الاقتصادي والتقني والتجاري وتم خلالها بحث مجمل العلاقات الثنائية في جميع القطاعات، وعلى ضوئها هناك اعداد لملفات ومشاريع اتفاقيات ستكون جاهزة ـ ان شاء الله قريبا ـ وهذه الزيارات دائما ترتبط بمواعيد من كلا الجانبين.
ونحن الآن ننتظر من الجانب الروسي تحديد المواعيد المناسبة لهذه الزيارة والتي نؤكد انها ـ ان شاء الله ـ ستكون قريبة.
هل تم تحديدها؟
لم تحدد حتى الآن، والسلطات المختصة تعمل على تحديد الموعد وسوف يعلموننا في القريب العاجل ان شاء الله.
أين وصلت اتفاقية التعاون النووي بين البلدين والتي تم توقيعها مؤخرا بين مسؤولين من الجانبين الكويتي والروسي؟
لاشك ان هذه إحدى ثمرات التعاون الكويتي ـ الروسي حيث ان الكويت الآن بصدد التوجه للاستعانة بتكنولوجيا الطاقة النووية للأغراض السلمية لتوليد الكهرباء وتحلية مياه البحر. والكويت حريصة على الاتصال بالدول التي لها خبرة وباع طويل في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء والماء، حيث وقعت مذكرة تفاهم بين وزارة الكهرباء الكويتية ومؤسسة الطاقة النووية الروسية من اجل استشراف فرص هذا التعاون وهو ما ينطبق على تعاون مع عدة دول أخرى.
فالكويت حريصة للغاية على ان تحصل على افضل تكنولوجيا موجودة مع التأكيد على عنصر الأمان والجودة والحفاظ على البيئة، وبالتالي فالكويت مقبلة ايضا على اتفاقيات أخرى، واعتقد انها بداية طيبة لتعاون كويتي ـ روسي في هذا القطاع المهم.
كم عدد المحطات التي تنوي الكويت بناءها بالتعاون مع الجانب الروسي؟
من السابق لأوانه التحدث عن عدد المحطات حاليا، فالكويت تقوم الآن بدراسة مستفيضة مع جميع الدول التي لديها خبرة في انتاج محطات الطاقة الذرية للأغراض السلمية، والخطوة الأولى الآن هي بحث آليات التعاون في مجالات محددة، وسيتم بحث نفس هذه الاتفاقيات والتوقيع عليها مع دول أخرى كفرنسا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان.
وسننتقي الأفضل والأكثر أمانا والأكثر حفاظا على البيئة وأيضا الأقل إخراجا للنفايات وقضايا أخرى فنية لا استطيع التحدث عنها مثل مشكلة النفايات المشعة وكيفية التخلص منها، فهناك مجالات كثيرة ممكن ان يكون لروسيا دور فيها لكن حقيقة لا اعلم عدد المفاعلات التي تريد الكويت بناءها، فهذا امر متروك للفنيين.
علمنا ان الكويت تنوي بناء 3 محطات نووية؟
هذا يتوقف على قدرة المنشأة على إنتاج الحد المطلوب من الكهرباء والمياه، وحجم احتاج الكويت لذلك، فهناك حاجة ماسة للبحث عن بدائل للطاقة لأننا نهدر جزءا كبيرا من ثروتنا الناضبة في عملية احتراق لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، ولذلك فلابد من التوجه الى مصادر طاقة اخرى.
ذكرتم انه قد تم توقيع عدد من الاتفاقيات بين الكويت وروسيا، ما ابرز تلك الاتفاقيات؟
هناك عدد من الاتفاقيات المطروحة من ضمنها اتفاقية للتعاون في المجال النووي، ومشاريع اتفاقيات تتعلق بالتعاون في مجال الطيران المدني، وهناك افكار للتبادل التجاري وزيارات المستثمرين ورجال الاعمال من كلا الجانبين، وأيضا هناك بعض المشاريع التي تتعلق بتسهيل منح التأشيرات من كلا الجانبين .
أضف الى ذلك فهناك بعض المشاريع التي تتعلق بين وزارتي العدل في البلدين، فهناك جملة من مشاريع الاتفاقيات التي تعمل الأجهزة المختصة على الوصول على توافق يخدم مصلحة الجانبين.
تحدثتم عن اتفاقيات في مجال الطيران المدني، ومع الأسف فإن الكويت تقريبا الدولة الخليجية الوحيدة ومن الدول العربية القلائل التي ليست لديها خطوط طيران مباشرة مع روسيا، حيث كان هناك خط مباشر سابقا بين البلدين يختصر المسافة من يوم سفر كامل ترانزيت في بعض الدول الخليجية الى 3 ساعات فقط، هل سيعاد هذا الخط الى سابق عهده؟
قبل ايام استضفت مدير إحدى شركات الطيران الروسية وأبدى رغبة في ان يتواجد في الكويت، وتكون لهم مكاتب في بلدنا، واعتقد ان خطوط الطيران مهمة جدا لأنها ستسهل من حركة تبادل السلع سواء في قطاع الشحن والبضائع إضافة الى حركة المسافرين سواء طلبة او رجال اعمال او سياح، مثقفون وغيرهم، هذا الى جانب تقصير المسافة ونأمل ان يكون قريبا هناك تحرك في هذا الإطار.
ونحن ندعو عبر صحيفة «الأنباء» الغراء شركات الطيران الخاصة الكويتية ان تنظر الى السوق الروسي المهم، باعتباره سوقا ضخما فشركات الطيران الخليجية تحقق أرباحا وتزيد من عدد رحلاتها، وبالتالي أدعو من خلالكم شركات الطيران الكويتية الخاصة التي بدأت تحقق نجاحات ووضعت بصمتها في محيطها الاقليمي ان تأخذ بعين الاعتبار السوق الروسي.
وماذا عن الخطوط الجوية الكويتية؟
بصراحة نحن ننتظر بفارغ الصبر تخصيصها، فالكويتية تحتاج الى سرعة في إجراء عمليات التخصيص لكي تكون جاهزة لحركة توسع كبيرة تنتظرها، خاصة ان هذا الناقل الوطني هو ناقل عريق وله سمعة دولية، والآن في مرحلة التخصيص كل ما ارجوه ان يتم الإسراع في عملية التخصيص لكي يستعيد هذا الناقل الوطني دوره وتواجده في دول العالم وخاصة موسكو وسان بطرسبرغ وقازان.
كيف تنظرون أيضا لحجم التبادل التجاري بين الكويت وروسيا والذي لا يتجاوز 100 مليون دولار سنويا؟
لابد بداية ان أؤكد على نقطة وهي ـ كما هو معلوم ـ ان الكويت بلد مفتوح وحركة التجارة والسلع والمعروضات تأتي من جميع أنحاء العالم، فنحن دائما ندعو الشركات الروسية للتواجد بفاعلية في الكويت عبر إقامة اسابيع تجارية ومعارض وغيرها، والحمد لله بدأنا نرى بعض الجوانب في هذا الإطار.
ونحن نؤكد ضرورة تواجد نشاط اكبر للقطاعين الخاصين الكويتي والروسي، واعتقد ان تأسيس مجلس اعمال روسي ـ كويتي خطوة مهمة جدا، وعلى ضوئها هناك تفاعل وتواصل ما بين القطاعين الكويتي والروسي في مجال استشفاف فرص الاستثمار سواء في روسيا او في الكويت او حتى في دول أخرى.
ودعني هنا اوضح معلومة ربما لا يعلمها الكثيرون وهي ان مؤسسة البترول الكويتية والشركات التابعة لها في اوروبا لديها نشاط تجاري مهم مع شركات النفط الروسية حيث تقوم شركات النفط الكويتية ممثلة في «q8» بشراء النفط الروسي وإعادة تسويقه في أوروبا عبر محطاتها ومصافيها في أوروبا بمبالغ تصل الى 500 مليون دولار.
وحقيقة هناك تعاون، ولكنني أقول كسفير كويتي في موسكو ان إمكانيات البلدين اكبر بكثير وهناك فرص واعدة بين البلدين وأتحدث تحديدا عن قطاع الاستثمار في مجالات الطاقة والغاز والمصافي وشبكات انابيب النفط. والآن توجد شركة كويتية وهي شركة «كويت انرجي» وهي شركة خاصة تعمل في روسيا في احد الحقول ونأمل ان تتواصل وتتعزز، وهذا دليل على بداية الاهتمام بالسوق الروسي وامكانيات روسيا، وأحب ان أؤكد على أهمية تبادل الزيارات من كلا الجانبين وإقامة معارض تجارية والتقاء الوفود بين البلدين.
فهناك حقيقة واضحة وهي ان القطاع الخاص الكويتي قطاع ناجح وبصماته موجودة من المغرب الى اليمن ـ علاوة على دول اخرى عديدة في العالم ـ ونجاحاته على المستويين الاقليمي والدولي مشهود لها.
تحدثتم عن وجود معوقات للاستثمار بين روسيا والكويت، فهل هناك نية لإلغاء التأشيرات بين البلدين لتحقيق المزيد من التقارب والتواصل؟
الخطوة الأولى الآن هي بحث مشروع إعفاء متبادل لحملة الجوازات الديبلوماسية والخاصة ويتم بحثها الآن، تليها خطوة أخرى وهي تسهيل وتبسيط إجراءات منح التأشيرات من كلا الجانبين، وان شاء الله في المستقبل ومتى تطورت الأمور وشهدت حركة للزيارات والنشاط السياحي والاستثماري سيساعد ـ بلا شك ـ ويسهل التنقل وتخفيف أعباء وإجراءات الحصول على التأشيرة.
وماذا عن قضايا التعاون المختلفة الأخرى بين الكويت وروسيا وخاصة نشر الثقافة العربية والإسلامية في روسيا؟
في ظل الاهتمام المتزايد بدراسة اللغة العربية في روسيا لم يعد الأمر يقتصر على معاهد الاستشراق والجامعات في دراسة اللغة العربية ـ وان كان مهما جدا ـ وان كنا نستضيف تقريبا كل اسبوعين طلبة من الجامعات في ديوانية السفارة الكويتية في موسكو ونلتمس منهم الشغف في دراسة اللغة العربية ويتحدثونها بصورة جيدة.
والآن قامت حكومة موسكو مشكورة بدعم إنشاء اقسام لتدريس اللغات الشرقية وهي «العربية والارمنية والفارسية في الجامعات والمدارس ابتداء من الابتدائي «ووجدنا ان هناك إقبالا كبيرا على دراسة اللغة العربية، ولذلك زودناهم بمنهج دولة الكويت لدراسة اللغة العربية من الصف الأول الابتدائي الى السادس ولمسنا إقبالا كبيرا.
وهنا أسجل شكري عبر «الأنباء» الى وزارة التعليم والتعليم العالي وجميع المسؤولين بالكويت على سرعة تجاوبهم وتزويدنا بالمطبوعات.
والآن وجدنا استحسانا كبيرا لمنهج تعليم اللغة العربية بدولة الكويت، فكثر انتشاره بشكل كبير، وبدأت المدارس الروسية الابتدائية فتح اقسام للغة العربية، والحمد لله هذا شيء طيب جدا ونشكر المسؤولين الروس على إتاحة الفرصة وتشجيع النشء في روسيا على تعلم اللغة العربية.
حدثت قبل ايام قلائل عملية تفجير في مبنى البرلمان الشيشاني، كيف تنظرون لهذا الحادث وهل الوضع غير آمن او مستقر هناك؟
بلا شك نحن نشعر بقلق وندين مثل هذه الاعمال التي هي عبارة عن عمليات إرهابية ومحاولة لترويع الآمنين ولا علاقة لها بالدين، ونحن على ثقة من ان السلطات المختصة ستقوم بمعالجة هذا الموضوع، يبقى التأكيد على ان هذه الأفكار المنحرفة تتطلب المزيد من الجهود، سواء جهود دولية او ثنائية او جماعية وأيضا فردية نحو الشباب، ودعوة نحو إعادة تثقيف الشباب.
نحن نتحدث عن عدم الفهم الصحيح لمفاهيم ومثل وتعاليم الدين الإسلامي السمح، فهو دين الفطرة الإنسانية، والمطلوب هو جهد مكثف إزاء استقطاب الشباب، وتنويرهم وتفنيد افكار المتشددين والمنحرفين، فلابد من إجراءات جديدة أيضا.
الإرهاب لا وطن له ولا دين ولا هوية وتقوم به جماعات ـ مع الأسف ـ تحت ستار الدين وتخلق كراهية بين افراد المجتمع الواحد، ولذلك فإننا نأمل ان يتم تجاوز هذه المشاكل مع الوقت ولكنني أعيد واكرر أهمية التثقيف الديني الصحيح من مصادر صحيحة.
اخيرا كيف تراقبون الوضع الداخلي في الكويت؟
الكويت بلد مؤسسات ودولة قانون، وكل ما نأمله ان تسود الحكمة والعقل وان يكون نبراسنا دائما كلمات حضرة صاحب السمو، ونسترشد بكلمات سموه، ونحن نأسف احيانا لما يحدث من قضايا ـ مع الأسف ـ تشغل المجتمع والاجهزة عن برامجها لتحديث دولة الكويت والنهوض بها، ونحن نعلق اهمية كبيرة على تنفيذ خطة التنمية، ونسعى جاهدين لترجمة توجيهات سمو الأمير ـ حفظه الله ـ بجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا مهما في المنطقة وهو ما يدعونا الى تنحية الخلافات والتركيز على جهود التنمية. فالكويت بأمس الحاجة لمرحلة النهوض التي تتطلب بذل كل الجهود وتضافرها لتحقيق هذا الهدف الذي سيعطي وجها جديدا للكويت.
موسكو متحف مفتوح أمام العالم
موسكو بلد العجائب، فهي متحف مفتوح امام العالم، في كل شبر من الأرض هناك انجاز يختلف عن الآخر صنعه جبابرة اما في العهد القيصري او الشيوعي ومنها مترو موسكو الذي بني عام 1935 بعمق 220 مترا تحت الأرض وتصل عدد خطوطه 12 خطا وتحوي 182 محطة، برع الروس في تحويل كل منها الى متحف فني مختلف عن الآخر ويضم اجمل التحف العالمية بأيدي امهر فناني القرن العشرين.
ويحمل هذا المترو الذي استخدم كملاجئ في الحرب العالمية الثانية 7 ملايين مسافر يوميا الى وجهاته المختلفة ومع ذلك لا يستطيع فك طلاسم الازدحام المروري الخانق في شوارع موسكو وخاصة اثناء الذروة.
ويستعد الكرملين وهو مقر الحكم الروسي حاليا والذي يعتبر معجزة فنية بكل المقاييس لاستقبال ثلوج الشتاء حيث تتراوح درجات البرودة بين 25 و40 درجة تحت الصفر، وهو ما يجذب الكثير من السياح من اوروبا لقضاء عطلة قصيرة وسط الثلوج، وان ظلت جمهوريات روسيا البعيدة تحتفظ بدرجات حرارة دافئة في الشتاء كالشيشان وعدد من جمهوريات القوقاز لكن دفئها لا يقل عن 5 ـ 7 درجات تحت الصفر.
وفي موسكو البلد الأغلى عالميا يعيش طبقات مختلفة من البشر سواء من الناحية الدينية او العرقية والكل معني اليوم بعمله ـ ليس اكثر ـ وتضم روسيا الآلاف من الكنائس التي تعلوها نقوش وصلبان من الذهب الخالص، كما انها تضم العديد من المتاحف والحدائق العامة والمتنزهات خاصة على ضفاف الانهار إضافة الى الرحلات النهرية التي تشتهر بها المدينة العتيدة.
وبالطبع ليس موسكو وحدها البلد الأجمل في روسيا فهناك سان بطرسبرج وقازان والعديد من المناطق التي تتمتع بجمال خاص وفريد الا ان موسكو تظل العاصمة الموحدة لتلك المناطق باعتبارها عاصمة الحكم لروسيا الاتحادية.