شدد رئيس مجلس الوزراء في اقليم كردستان العراق د.برهم صالح على تفهم الشعب الكردي القلق والمخاوف التي تساور الكويت من بعض التطورات في العلاقة بين العراق والكويت وضرورة سعي البلدين الى تبديدها.
ودعا صالح خلال لقائه الوفد الاعلامي الكويتي دعال العراق والكويت الى ان يكونا شريكين في الحرص على مستقبلهما ومستقبل العلاقة بينهما مضيفا «اننا نريد عراقا مسالما مع شعبه وجيرانه وان المساهمة في بناء الدولة الديموقراطية مسؤولية كل الدول والشعوب التي عانت من الظلم».
ورحب بزيارة الوفد الاعلامي الكويتي معربا عن السرور لتلك الزيارة لما يرى فيها من دلالات كبيرة وبوادر لإقامة علاقات جيدة وشعبية بين الجانبين الكويتي والعراقي.
وقال ان الشعب الكردي يتفهم معاناة الشعب الكويتي لاسيما انه عانى كما عانى الأكراد بشكل مباشر من ظلم رئيس النظام السابق واضطهاده ومن الكوارث التي جلبها على بلاده «ولدينا تعاطف كبير وحقيقي مع أهلنا في الكويت ونعذرهم في مخاوفهم وقلقهم من بعض التطورات في شأن العلاقة بين العراق والكويت».
وذكر صالح ان من مصلحة الجميع ان يكون هناك نظام ديموقراطي في العراق حتى لا تتكرر مآسي صدام حسين، داعيا الى وجود ضوابط ديموقراطية وضمانات دستورية بهذا الصدد.
وقال ان تعزيز التجربة الديموقراطية والعمل على ضمان الاستقرار السياسي سيكون رافدا من روافد تعزيز الوضع السياسي في البلاد مضيفا انه «كانت هناك مغالطات كثيرة ترتكب بحق الشعب الكردي تبين بعد سقوط نظام صدام عدم صحتها».
وذكر ان للكويت أميرا وشعبا مكانة خاصة ومتميزة في قلوب أهل اقليم كردستان مستذكرا ما قدمته الكويت للشعب الكردي من مساعدات ايام الشدة «ولنا مع الكويت على المستوى الشخصي علاقات ممتازة وحقيقية وثابتة يمكن ان تكون اساسا ننطلق منها لحل الكثير من المشاكل».
واشاد بما تتمتع به الصحافة الكويتية من حرية وموضوعية في الطرح «وهذه الصحافة الحرة احد الاعمدة الاساسية لأي نظام ديموقراطي» داعيا الاعلام الكويتي الى فتح مكاتب له في اقليم كردستان والتي من شأنها تعزيز الروابط بين البلدين الشقيقين في مجالات عدة.
واشاد بالمؤسسات الديموقراطية الكويتية واصفا اياها بأنها ذات ثقل ووزن «ولكم الحق ان تفتخروا بمجلس الامة والصحافة الكويتية التي تتميز بالريادة في العالم العربي والاسلامي ككل».
وقال ان الكويت بلد صغير بعدد سكانه لكنه كبير بثقافته وحضوره بين بلدان العالم لاسيما على المستوى السياسي في اشارة الى «الدور الكبير» الذي تؤديه الصحافة الكويتية في هذا الشأن.
ورأى ان العراق يمثل حاليا الفرصة الاقتصادية الكبرى في العالم بأسره لما يملكه من احتياطيات نفطية كبيرة كما انه مقبل على تطورات اقتصادية كبيرة في جميع القطاعات الخدمية وغير الخدمية.
واشار الى ما يتمتع به اقليم كردستان من استقرار امني وسياسي وبيئة استثمارية وتشريعية واعدة معربا عن الامل في ان «يجد المستثمر في كردستان منطلقا للاستثمار في مناطق العراق كافة».
واكد عدم وجود أي مشكلة امنية او بيروقراطية تواجه المستثمر اذا اراد الاستثمار في اقليم كردستان مضيفا ان أي مستثمر «يستطيع ان يؤسس في الاقليم قاعدة له ومنطلقا للدخول في مناطق أخرى بالعراق».
وعن الاستثمارات الكويتية في الاقليم قال صالح انها تتركز في قطاع الاتصالات «والاستثمار الكويتي في الاقليم قليل مقارنة بالاستثمار التركي الذي يحتل المرتبة الأولى يليه الاستثمار اللبناني».
واوضح ان حجم الانفاق الحكومي في اقليم كردستان يبلغ نحو عشرة مليارات دولار سنويا لكن حجم الاستثمار الخاص تجاوز 13 مليار دولار في المجالات المختلفة مؤكدا ان الاقليم «في بدايات الانطلاق» في هذ المجال.
وعن مجالات الاستثمار في اقليم كردستان قال صالح ان قطاع الطاقة والكهرباء يحتل مرتبة متقدمة لاسيما ان هناك حاجة متزايدة للطاقة الكهربائية في الاقليم وفي باقي محافظات العراق نتيجة توسع الاقتصاد «لذا اتجهنا الى القطاع الخاص للمساهمة في ذلك» مبينا ان محافظة دهوك في الاقليم شهدت قبل ايام تدشين وحدة جديدة لانتاج الكهرباء.
وذكر ان حكومة الاقليم تمكنت من تطوير قطاع النفط والغاز «وهناك استثمارات كبيرة في هذا القطاع وشركات كبيرة دولية تعمل فيه وكذلك في مجال المصافي النفطية».
وكشف صالح عن نية حكومة الاقليم تطوير السياحة لما يتميز به الاقليم من مقومات سياحية كبيرة من خلال التخطيط لبناء منتجعات سياحية اضافة الى الاتجاه الى الاستثمار في مجــال الزراعــة وفــي مجــال البنى التحتية.
وعن تسييــر خط طيران مباشر بــين الكويت واقليم كردستـــان قال ان القضيـــة متعلقة باتفاقيات الطيران المدني العراقــــي والكويتـــي لتعيين مؤسسة مقابل مؤسســـة مضيفـــا ان الموضــوع الان بيد الاشقـــاء فـــي الكويـــت.
وأكد ان حكومة الاقليم ترحب بشركات الطيران الكويتية مضيفا ان شركات خليجية وعربية ودولية تعمل على خط اقليم كردستان الجوي «وهناك شركات أخرى جديدة ستدخل سوق النقل الجوي الكردي قريبا».
وذكر ان من مصلحة الطرفين تطوير العلاقات في كثير من المجالات لاسيما ان آفاق العلاقة العراقية ـ الكويتية كبيرة جدا مؤكدا ان «ما حدث في الماضي لن يتكرر».
وعن القضية الامنية قال صالح انها القضية الاهم في العراق وان «لدينا مشاكل كبيرة ومتراكمة ونحن دخلنا طورا جديدا لمعالجتها لكن ما تم تدميره في عقود من الزمن لن يتم حله في فترة قليلة من الزمن».
واكد استقرار الوضع الامني في العراق لأن النظام السياسي في الاقليم منبثق عن ارادة شعبية مع وجود معارضة واجهزة امنية على تواصل مع النـــاس اضافـــة الى وجـــود توافـــق سياســي وتفاهـــم وشرعيـــة سياسيــة.
وقال ان الخلافات السياسية تمثل منفذا للإرهابيين والمتربصين بالتجربة العراقية وهي لاتزال في حالة مخاض معتبرا ان «تكريس مبدأ الاحتكام الى المؤسسات الدستورية يبقى الاساس لحل المشكلة».