-
زيارة الأمير إلى روسيا تقوي موقفنا كمسلمين في المجتمع الروسي فالكويت مركز إشعاع للوسطية والاعتدال على المستوى العالمي
-
كلمة صاحب السمو بمؤتمر «روسيا والعالم الإسلامي» كانت معبرة بشكل كبير عن واقعنا كمسلمين في روسيا ونحن نأخذ ما جاء فيها بعين الأهمية والتقدير
التطور في الشيشان لم يقف عند حد البنيان، فتلك القاعة الضخمة الجديدة في مبنى البرلمان الشيشاني ليست هي الشاهد الوحيد على التطور ولكن ما هو افضل واجمل منها اتساع رقعة الحريات ومشاركة الاحزاب في الحياة السياسية والنهج الديموقراطي الذي بدأت الشيشان تنتهجه مع حكم الرئيس الشاب رمضان قديروف.
كان اللقاء مع رئيس البرلمان الشيشاني دوقا واخا عبدالرحمنوف متميزا، فالرجل يملك الكثير من الخبرة والحنكة، ويعرف الى اين تسير بلاده مؤكدا انه لولا تكاتف الشعب الشيشاني ومساندته لرئيسه لما تحقق أي قدر مما شاهدناه على الارض من التطور وتغير حياة ما بعد الحروب.
في البداية رحب بنا رئيس البرلمان الشيشاني الذي استقبلنا في مبنى البرلمان وسط العاصمة غروزني حيث قال :يسرنا زيارتكم كما سر الرئيس وسرنا جميعا زيارة وفد العلماء المشاركين في المؤتمر، كما تسرنا زيارة اخواننا العرب في اراضي الشيشان وخاصة الاعلام، فنحن نريد ان نوصل عاداتنا وتقاليدنا وان نعرف العالم بحضارة شعبنا وثقافته.
ولفت عبدالرحمنوف الى انه لولا تكاتف الشعب الشيشاني بجوار الرئيس في البناء والتنظيم لما تحقق ما وصل اليه الشيشان كما رأيتم اليوم. ودار بيننا اللقاء التالي:
كيف يتكون البرلمان الشيشاني، وما اهم لجانه وكيف تتم عملية التصويت وكيف تصفون اجواء الديموقراطية في الشيشان الجديد؟
هذا هو البرلمان الثاني في تاريخ الشيشان، فالبرلمان الاول كان مكونا من مجلسين احدهما بالانتخاب من الشعب والآخر بالتعيين وحاليا يوجد برلمان واحد فقط وهو برلمان الشعب، وذلك لاسباب عدة اهمها توفير الوقت والنفقات حيث كانت المراسلات واقرار القوانيين بين المجلسين «الغرفتين، يأخذ وقتا طويلا، ولهذا تم الاستغناء عن البرلمان المعين وذلك بعد مرحلة البناء ونحن الان فيما يمكن تسميته بمرحلة الازدهار.
وبالنسبة للجان فلدينا العديد من لجان العمل الخارجي والداخلي.
والحديث عن الديموقراطية يرتبط اساسا بالشيشان الجديد، فطبعا جمهورية الشيشان كانت في مرحلة البناء وكان التوجه ان يكون البناء على اساس ديموقراطي وان يصل رأي الشعب للحكومة.
ويتم اتخاذ قرار بأغلب الاصوات وكل حزب يعلن رأيه واذا لم نتفق على شيء نعيد التصويت من جديد فلسنا مستعجلين لاننا خرجنا من الحرب ونريد ان نبني بناء صحيحا.
وبالنسبة للمكونات السياسية في الشيشان فهناك 12 حزبا على مستوى الفيدرالية يمثلون البرلمان الشيشاني وهناك اكثر من 10 احزاب محلية لهم تمثيل ايضا اضافة الى وجود 700 مؤسسة اجتماعية و40 مؤسسة لحقوق الانسان وفوق ذلك توجد غرفة اجتماعية تضم العقلاء والحكماء من القادة والأطباء والقانونيين والرياضيين وغيرهم وبإمكانهم حضور جلسات البرلمان واقتراح القوانين التي تصب في صالح الشعب من باب تخصصاتهم، فالطبيب يقترح القانون الطبي الذي يسهم في تطور مهنة الطب واداء الأطباء وما الى ذلك وهو الأمر ذاته بالنسبة للرياضي والقانوني والمدرس وغيرهم من فئات المجتمع الذين يتصفون بالحكمة والخبرة ورجاحة العقل.
كم عدد نواب البرلمان الشيشاني داخل مجلس الشيوخ الروسي والدوما؟
عندنا في مجلس الشيوخ مقعدان احدهما يمثل الرئيس الشيشاني والثاني يمثل البرلمان الشيشاني، وفي مجلس الدوما لدينا 4 نواب.
كيف هو وضع الشيشان حاليا في حقوق الإنسان وهل هناك معتقلون سياسيون؟
ولله الحمد لا يوجد أي معتقل سياسي في الشيشان، ورغم ان جمهورية الشيشان مرت بحربين دمويتين وكانت هناك عمليات متعددة لمكافحة الارهاب على مدى سنوات ورغم ذلك لا توجد أي عملية اعتقال سياسي، ولكن أي مخالف للقانون في أي بلد لابد ان يخضع للعقاب.
وبعض من حمل السلاح ضد الحكومة، الحكومة وجدت معه لغة التفاهم ومنحتهم العفو الرئاسي، فهم رجعوا الى الحياة السليمة وعملوا في مناصب مختلفة في الدولة، اما من ناحية المعارضة السياسية فهؤلاء لا نلاحقهم ولهم رأيهم، وبعض من هاجر من الشيشان الى بلدان اوروبية بسبب الحروب فأنا شخصيا قمت بزيارة الى تلك البلدان وفتحت ممثليات لجمهورية الشيشان بها وفتحت باب الحوار معهم وسنعيدهم للشيشان قريبا فهم اخوتنا في هذا البلد ونحن شعب واحد.
هل هناك توجه لفتح ممثلية للشيشان في الكويت؟
نعم هناك توجه لذلك وجار العمل في هذا الاتجاه، فنحن نحب الكويت ونحترمها فهي دولة شقيقة بالنسبة لنا وبيننا تبادل للزيارات في شتى المجالات، وهناك ممثل للكويت في الادارة الدينية يتبع لجنة مسلمي آسيا.
وكما تعلمون فجمهورية الشيشان جزء من روسيا ونتبع روسيا في سياستنا الخارجية عبر سفاراتها المنتشرة في كل مكان.
وفي السنوات الاخيرة فتحنا 7 ممــــثليات شيـــــشانية في الدول الاوروبية والثامنة في اذربيجان وحاليا نريد فتح ممثليات لنا في الكويت والامارات والاردن.
هل هناك دعوة لفتح باب العفو من جديد لبعض من لايزالون يحملون السلاح خلف الجبال باعتبارهم مذنبين تائبين دون أي محاكمات؟
مثلما قلنا نحن في الشيشان شعب واحد وليس عددنا كثيرا وهدفنا ان نوحد شعبنا ولا نريد ان نختلف ونفرق بين الشعب، فمن اخطأ واعترف بخطئه فباب العفو مفتوح دائما، ولكن من شارك في الاجرام وعليه دم فعليه تحمل العقاب ـ كما في أي دولة فإن المجرم يعاقب.
ونحن نعرف ان شعب الشيشان كان ضحية لعبة سياسية من دول كبرى وانطلاقا من ذلك «فباب العفو مفتوح دائما».
كيف تعيشون اجواء الحرية الدينية اليوم وهل لاتزال هناك اي قيود على ممارسة الشعائر الاسلامية ونشر الدعوة الإسلامية في الشيشان كإحدى الجمهوريات الروسية؟
يجمعنا كشعب الشيشان مع روسيا حق المواطنة ومع اخواننا في العالم الإسلامي حق الاخوة الاسلامية ونحن كمسلمي روسيا يجب ان نلعب دورا اكثر فاعلية في هذا التواصل، فنحن مسلمو روسيا نجد انفتاحا غير مسبوق من روسيا في الحرية الدينية واقامة الشعائر، فبوتين زار المسجد الكبير في الشيشان وتفقد سير العمل به قبل افتتاحه وروسيا اليوم تفتح كل المجالات امام المسلمين.
فالرئيس الروسي ديمتري مدڤيديڤ اجتمع خلال 6 اشهر مرتين مع مفتي روسيا للتباحث حول وضع المسلمين في روسيا وما هي احتياجاتهم.
بالفعل ألم تعودوا تشعرون بأي تضييق في ممارسة الشعائر الدينية الاسلامية في الشيشان أو الدول الاسلامية المجاورة أو حتى في موسكو؟
هذا صحيح، فنحن نتمتع بجميع الحقوق التي يتمتع بها اصحاب الديانات الاخرى في روسيا ويرجع الفضل في ذلك ـ بعد الله ـ الى عائلة قديروف، انها عائلة تولت الإفتاء منذ مئات السنين في الشيشان وهي عائلة ملتزمة بالدين ومحافظة على القوانين الروسية فأعطت نموذجا لتعامل المسلمين مع الحكومة الفيدرالية.
كيف تنظرون لزيارة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد المقبلة لروسيا وكلمة سموه في افتتاح مؤتمر روسيا والعالم الإسلامي شركاء من اجل الاستقرار تحت رعاية الرئيس مدڤيديڤ قبل ايام من اجل تواصل المسلمين في روسيا مع فيدراليتهم ومع العالم الاسلامي؟
اولا زيارة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الى روسيا تقوي موقفنا في المجتمع الروسي، فالكويت مركز اشعاع للوسطية والاعتدال على المستوى العالمي، وكلمة سموه في مؤتمر «روسيا والعالم الإسلامي» كانت معبرة بشكل كبير عن واقعنا كمسلمين في روسيا وهي كلمة تاريخية ونحن نأخذ ما جاء فيها بعين الأهمية والتقدير.
ونحن نرحب بسموه ونتمنى ان يزور جمهورية الشيشان ويطلع على التغيرات التي حصلت ويزور المسجد الكبير والجامعة الإسلامية وغيرها.
أخيرا رسالة للمستثمرين والجمعيات الخيرية الكويتية؟
نقول لهم ان الشيشان شعب مسالم ومضياف وأبوابنا مفتوحة أمام جميع المستثمرين وأهل الخير بغض النظر هل هم مستثمرون أم يعملون في النشاط الخيري، فعلى سبيل المثال لجنة مسلمي آسيا لديها مشروع لبناء مستشفى للأطراف الاصطناعية ومشروع لسكن الطلبة.
فنحن نحب الشفافية في التعامل وقوانيننا تعطي جميع التسهيلات الممكنة للمستثمرين.
مجازفة.. أدفع ثمنها عمري
كــيف وجدتم الشيشان اليوم؟
كان المنطقي ان ابدأ انا بالسؤال لكن رئيس البرلمان الشيشاني وهو الرجل الذي يملك الكثير من الخبرة والحنكة بادرني هو متسائلا: كيف وجدتم الشيشان اليوم؟
واراد الاجابة مني ليعرف هل يسيرون في طريق صحيح، واين وصلت بلادهم؟
واجبته بذات المنطق:في الحقيقة انتابني بعض الشعور ربما الخوف واعتبر ذلك مجازفة قد ادفع ثمنها عمري لانني قادم الى ارض ما نعرفه ونتابعه كاعلاميين او مواطنين عاديين ان صوت الرصاص وطلقات المدافع لاتزال تدوي في كل متر وجثث القتلى لاتزال في الشوارع، وعندما حضرت الى الشيشان وتجولت في معظم المناطق والميادين والقرى من غروزني الى اخر القرى الريفية لم اجد شيئا من هذا بل وجدت عاصمة امنة اتجول فيها ليل نهار اشعر فيها بالراحة وقرى مطمئة وشعبا يريد الحياة ولا يعرف اليأس، ووجدت المساجد ملأى بالمصلين والجامعات والمدارس... انها حياة جديدة لم اكن اتصورها في بلد عانى كل تلك الحروب والاضطهاد وخرج لتوه ينفض غبارها ويبتسم للحياة.
عادات رائعة
حرص رئيس البرلمان الشيشاني على استقبال «الأنباء» من على باب مكتبه وتوديعنا حتى سلم الخروج وهي عادة اصيلة لدى الشعب الشيشاني الكريم فلا يجوز ان يترك رب البيت ضيفه الا على باب البيت، بل لا يجلس الا حينما يجلس الضيف وفي صدر المكان وافضله وللضيف ما يشاء من حقوق الضيافة.. كرم انتهى في زماننا هذا لكن لايزال عند الشيشان.
شكر وتقدير للدكتور عادل الفلاح على توثيق العلاقات بين الشيشان والدول الإسلامية
خلال اللقاء توجّه رئيس البرلمان الشيشاني عبدالرحمنوف بالشـــكر والــتقـدير لوكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية د.عادل الفلاح عــلى ما يبذله من جهد مخلص لتوثيق العلاقات بين المسلمين في خارج روسيا وداخلها وخاصة بين الشعب الكويتي والمسلمين في سائر الجمهوريات الروسية مؤكدا انه شخصية معتدله تحظى بالتقدير والاحترام.