- تطوير الدولة إلى اشتراكية حديثة قوية بحلول أواسط القرن الـ 21
- ننتهج سياسة عسكرية وطنية ذات طابع دفاعي وسنواصل بثبات انتهاج سياسة خارجية سلمية مستقلة
- لن يسمح لأي شخص بتخيل محاولة إجبار بلادنا على ابتلاع ثمرة مُرّة تضر بمصالحها الخاصة
عقد الحزب الشيوعي الصيني ـ والذي يعتبر أكبر الاحزاب الحاكمة في العالم، حيث يضم في عضويته أكثر من 89 مليون عضو ويمتد تاريخه على مدار 96 عاما ـ مؤتمره الوطني الـ 19 الأربعاء الماضي.
وخلال جلسة الافتتاح التي حظيت باهتمام ومتابعة مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية، أكد الامين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس جمهورية الصين شي جين بينغ أن الصين لن تسعى أبدا للهيمنة أو التوسع الخارجي «مهما بلغ مستواها في التنمية»، مشددا على أن الحزب الشيوعي الصيني سيطور الصين إلى «دولة اشتراكية حديثة قوية» بحلول أواسط القرن الـ 21.
وأكد شي جين بينغ أن الصين لن تسعى وراء التنمية الذاتية على حساب مصالح الدول الأخرى، كما ان تنمية الصين لا تشكل تهديدا على أي دولة أخرى.
وأوضح أن الصين تنتهج سياسة عسكرية وطنية ذات طابع دفاعي، وستواصل بثبات انتهاج سياسة خارجية سلمية مستقلة، بينما لن تتخلى أبدا عن حقوقها ومصالحها الشرعية، مضيفا أنه لن يسمح لأي شخص بتخيل محاولة إجبار الصين على ابتلاع ثمرة مرة تضر بمصالحها الخاصة، لافتا إلى أن بلاده تعمل على تطوير نشاط الشراكة العالمية، وتوسع ملتقى مصالحها مع مصالح الدول الأخرى، كما أنها ستواصل بثبات حماية الإنصاف والعدالة الدولية، وتعارض فرض إرادة أية دولة على غيرها، وتدخلها في شؤون غيرها، واستغلال القوة لاضطهاد الضعفاء.
وشدد شي جين بينغ على إن الصين لا تغلق أبواب انفتاحها على العالم الخارجي، بل ستوسع من نطاقه أكثر فأكثر، مشيرا إلى أن «الانفتاح يجلب التقدم، والانغلاق يؤدي حتما إلى التخلف».
ولفت الى إن الحزب الشيوعي الصيني سيطور الصين إلى «دولة اشتراكية حديثة قوية» بحلول أواسط القرن الـ 21، مشيرا إلى الفترة بين المؤتمر الوطني الحالي والمؤتمر الوطني الـ 20 ستمثل مرحلة تاريخية تلتقي فيها أهداف الكفاح.
وتابع انه يجب علينا خلال هذه الفترة، إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وتحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية الأولى.
وليس هذا فحسب، بل يتعين علينا أيضا استغلال الوضع الملائم لإطلاق مسيرة جديدة لبناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل، إيذانا بالزحف نحو أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية الثانية.
وذكر شي أنه بعد تحليل شامل للأوضاع الدولية والمحلية والظروف التنموية لبلادنا، يمكن تقسيم الفترة من العام 2020 حتى أواسط القرن الحالي إلى مرحلتين، المرحلة الأولى تستمر من العام 2020 حتى العام 2035، خلالها سنحقق التحديثات الاشتراكية من حيث الأساس بعد خمس عشرة سنة أخرى من الكفاح على أساس إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.
عندئذ، ستشهد بلادنا طفرة كبرى في قوتها الاقتصادية وقوتها العلمية والتكنولوجية، وتكون في مقدمة ركب الدول المبتكرة، وستكون حقوق الشعب في المشاركة المتساوية والتنمية المتكافئة مكفولة بشكل تام، ويتم بشكل أساسي إنجاز بناء الدولة والحكومة والمجتمع وفق حكم القانون، وتصبح النظم في مختلف المجالات أكثر اكتمالا، ويتم من حيث الأساس إنجاز تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها، وستصل درجة الحضارة الاجتماعية إلى مستوى جديد، وتزداد القوة الناعمة الثقافية الوطنية بشكل ملحوظ، كما سيزداد تأثير الثقافة الصينية توسعا وتعمقا، وستصبح معيشة الشعب أكثر يسرا، وترتفع نسبة الفئات ذات الدخل المتوسط بشكل واضح، وتضيق بصورة ملحوظة الفجوة التنموية بين الحضر والريف وبين مختلف الأقاليم وكذلك الفجوة بين السكان في مستوى المعيشة، ويتحقق بشكل أساسي تكافؤ الخدمات العامة الأساسية، ويتقدم جميع أبناء الشعب بخطوات ثابتة نحو الرخاء المشترك وسيتم بشكل أساسي تشكيل منظومة الحوكمة الاجتماعية الحديثة ويفيض المجتمع بنشاط وحيوية ويسوده التناغم والانتظام وستتحسن البيئة الإيكولوجية تحسنا نوعيا ويتحقق هدف بناء الصين الجميلة من حيث الأساس.
أما المرحلة الثانية، فتستمر من العام 2035 حتى أواسط القرن الحالي.
وخلالها سننجز بناء بلادنا لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة، بعد خمس عشرة سنة أخرى من الكفاح، على أساس تحقيق التحديثات بشكل أساسي.
وعندئذ، سيتحقق ارتقاء شامل بالحضارات المادية والسياسية والروحية والاجتماعية والإيكولوجية لبلادنا، وينجز تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها، وتصبح بلادنا من الدول الرائدة من حيث القوة الوطنية الشاملة والتأثير الدولي، ويتحقق بشكل أساسي الرخاء المشترك لأبناء الشعب جميعا، ويتمتع شعبنا بحياة أكثر سعادة وصحة وسلامة، حيث ستقف الأمة الصينية شامخة وسط أمم العالم بمعنوياتها الأعلى.
الحزب الشيوعي الصيني أكبر حزب حاكم في العالم
تأسس الحزب الشيوعي الصيني في يوليو عام 1921. وكان 12 مندوبا يمثلون حوالي 50 عضوا من الحزب الشيوعي الصيني في جميع أنحاء البلاد قد عقدوا سرا المؤتمر الوطني الأول للحزب الشيوعي الصيني في أواخر يوليو في شانغهاي. وتم في وقت لاحق تحديد الأول من يوليو كذكرى لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.
وفي ظل أن الحزب الشيوعي الصيني يمثل دائما المصالح الأساسية للغالبية الساحقة من الشعب الصيني فقد تطور إلى حزب يضم أكثر من 89 مليون عضو، أي أكثر من سكان ألمانيا.
وأعضاء الحزب الشيوعي الصيني من جميع فئات الشعب. ويشكل العمال والمزارعون نسبة 36.95% من المجموع، يليهم المهنيون والإداريون بنسبة 25.21%، أما بقية الأعضاء فهم مسؤولون وطلاب ومتقاعدون.
يتركز أعضاء الحزب الشيوعي الصيني في أكثر من 4.5 ملايين وحدة حزبية قاعدية مع وجود حوالي 20 شخصا في المتوسط في كل وحدة. ووفقا لدستور الحزب الشيوعي الصيني، فإنه يجب إنشاء فرع على مستوى القاعدة حيثما كان هناك أكثر من ثلاثة أعضاء من الحزب. ومن المتوقع إنشاء فروع للحزب في الفضاء وفي أعماق البحار.
ويقول الحزب الشيوعي الصيني في دستوره إنه طليعة الطبقة العاملة الصينية والشعب الصيني والأمة الصينية، كما إنه جوهر القيادة لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ويمثل اتجاه التنمية للقوى الانتاجية المتقدمة في الصين وتوجه الثقافة المتقدمة في الصين والمصالح الجوهرية للغالبية الساحقة من الشعب الصيني، بالإضافة إلى أن تحقيق الشيوعية هو الهدف الأعلى والأسمى للحزب.
ويأخذ الحزب الشيوعي الصيني الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار التمثيلات الثلاثة الهامة ومفهوم التنمية العلمية مرشدا له.
وفقا لمبدأ المركزية الديموقراطية، يجب أن يعكس انتخاب مندوبي الحزب وأعضاء لجنة الحزب على جميع المستويات إرادة الناخبين. وينبغي أن تكون الأقلية تابعة للأغلبية عند اتخاذ القرارات بشأن أي مسألة.
ويعقد المؤتمر الوطني للحزب كل خمس سنوات من قبل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. ويجوز عقد المؤتمر قبل موعده العادي المقرر إذا رأت اللجنة المركزية ذلك ضروريا أو إذا طلب ذلك أكثر من ثلث منظمات الحزب على مستوى المقاطعات. وفيما عدا الظروف الاستثنائية، لا يجوز تأجيل المؤتمر.
ويتم انتخاب المكتب السياسي واللجنة الدائمة للمكتب السياسي والأمين العام للجنة المركزية للحزب من قبل اللجنة المركزية في جلسات كاملة. ويجب أن يكون الأمين العام للجنة المركزية عضوا في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي.