- من يقتلون أطفال فلسطين هم من جلبوا الإرهابيين لبلادنا
القاهرة ـ ناهد إمام
قال د.عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، في كلمته خلال مؤتمر الأزهر لنصرة القدس: ان ما يقال ان قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب طامة حلت بالعرب هو مقولة خاطئة، فهذا القرار لم ولن يترتب عليه أي شيء، فمدينة القدس مدينة عربية تحت الاحتلال وإنما وقع الضرر أولا على الدولة الأميركية التي طالما كانت تعلن أنها دولة الحريات ومع أننا لم نصدق يوما رغم تصديق البعض هذا القرار المتهور الذي لم يساو الحبر الذي كتب به.
وأضاف أن مدينة القدس عربية وليست ورثا لبلفور ولا لترامب، وستبقى القدس عربية وستعود لنا ان لم تكن على ايدينا فعلى ايدى ابنائنا او احفادنا، فقد انفضحت أميركا، ويكفي أنه بسبب هذا القرار لم يعد احد يجهل قضية القدس، أما من يقول ان هذا المؤتمر تظاهرة كلامية فانما هو فعل ايجابي على الارض، وكما قال شيخ الازهر ان هذا المؤتمر لن يحرر القدس، لكنه أعاد القضية للاذهان، فقد تابعه حتى الآن 400 مليون والمؤتمر لم ينته بعد وقد يتجاوز عدد متابعيه النصف مليار وهو لم يحدث من قبل في تاريخ المؤتمرات بل الحروب.
وتابع قائلا: ان الذي يقول اننا امة سلام وان السلام هو خيارنا الاوحد ولن نلجأ إلى غيره هذا خطأ، فنحن أمة سلام مع من سالمنا وأمة حرب ضروس مع من عادنا وقاتلنا، وعلينا أن نسلك في طريق السلام، لكن حين نتأكد أن عدونا يرفض السلام فعلينا أن نسلك في الطريق الآخر ولن ننسى القدس.
وتساءل «لماذا يتحدث العالم بما فيهم اسرائيل واميركا عن القدس كمدينة واحدة بينما نحن نتحدث عنها انها قدس شرقية وغربية؟ فمن يقتلون أطفال فلسطين هم من جلبوا الارهابيين لبلادنا، فأميركا وإسرائيل هم من زرعوا الإرهاب ومن لم يستطع أن يقول ذلك فالأزهر يقول ذلك»، وهو ما جعل القاعة تدق بالتصفيق والتكبير لمدة تزيد على دقيقتين.
وتابع: ان الأزهر خطا خطوات محددة فقد اعلن شيخ الازهر قرار تدريس مقرر دراسي مستقل عن القدس وفلسطين، سيدرس في التعليم قبل الجامعي والجامعي بالأزهر سيتعلم فيه الطلاب كل شيء عن القضية، فيا أمة العرب ان القدس تناديكم فاستعدوا لها سلما وحربا.
وقال د.شومان عن زيارة القدس «موقف الأزهر الرافض لزيارة القدس تحت الاحتلال، فلا مصلحة في الزيارة في ظل الوضع الراهن، حيث إن زيارة القدس في ظل احتلال غاشم يريد القضاء على كل المعالم الإسلامية والمسيحية والتاريخية والحضارية بالمدينة، تترتب عليها مفاسد جسيمة، ومضار عظيمة، ونتائج وخيمة».
وتابع «ان زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى مندوبة شرعا، فالأقصى بالنسبة لنا نحن المسلمين أولى القبلتين، وثالث الحرمين، وأحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها، وهذا هو الحكم العام الذي لا خلاف حوله».
وأضاف «ان اختلاف علماء عصرنا فيما يتعلق بزيارة القدس تحت الاحتلال راجع إلى اختلافهم في تقدير المصلحة والمفسدة من هذه الزيارة، فمنهم من رأى الزيارة تطبيعا مع الكيان الصهيوني، لكون المدينة بما فيها من مقدسات تحت سيطرة الصهاينة، وأن الزيارة ستدعم اقتصادهم من خلال ما ينفقه الزائرون وقت زيارتهم وإقامتهم، وانها ربما تعطي مبررا للصهاينة ومن يقف خلفهم وفي مقدمتهم اميركا».
واضاف «هذا الفريق لديه كل الحق في منع الزيارة في ظل الاحتلال وفقا لهذه المعطيات.
ويرى فريق آخر أن الزيارة إنما هي دعم لإخواننا الفلسطينيين وتقوية شوكتهم وتكثيرهم، وإرسال رسالة للعالم أن القدس لا تخص الفلسطينيين وحدهم بل هي في وجدان كل مسلم ومسيحي، وهؤلاء من حقهم زيارة مقدساتهم».
وقال «انه على الرغم من إجازة هذا الفريق لزيارة القدس تحت الاحتلال، فإنه لا يرضى إلا أن تكون القدس تحت ولاية أهلها، وأن حكم زيارة القدس تحت الاحتلال، هو محل الخلاف، وقد ترك القرار تقدير المصالح والمفاسد المترتبة على ذلك للمختصين من الساسة وصناع القرار في بلاد العرب والمسلمين».
وأكد د.شومان أن الفتوى الشرعية ـ والتي تعضدها مواقف علماء الأزهر الشريف وشيوخه الأجلاء، وكذا الموقف المشرف للكنيسة المصرية ـ هي أن زيارة القدس تحت الاحتلال متوقفة على تقدير المختصين ببلاد المسلمين للمصلحة في ذلك، فتكون جائزة إذا ما غلبت المصلحة، وممنوعة إذا ما غلبت المفسدة.
ولعل الأولى بالمسلمين اليوم أن يشدوا الرحال إليها لا لزيارتها تحت الاحتلال، وإنما لتحريرها بكل وسيلة ممكنة، فالمسلم لا يفرط في شبر من أرض سلبها معتد أثيم، فكيف والأرض المغتصبة أرض الإسراء والمعراج، أولى القبلتين وثالث الحرمين.
وأكد «أن كل محتل مهما طال بغيه فمصيره إلى زوال، وأن كل غاصب مصيره إلى قوة ترغمه وتجليه عما اغتصبه من أرض، وترد ما زوره من تاريخ.