- الحساوي: الحوار يقرب وجهات النظر ويوحّد صفوف المسلمين
- الياسين: الجميع يأخذ من الأئمة الكبار فلماذا لا يلتزمون بآداب الاختلاف
في ظل التحديات التي تمر بها الأمة الإسلامية تزداد الضرورة للحوار حيث اننا نجد ان العلاقات الاسلامية ـ الإسلامية تعاني من التوتر في أحيان كثيرة مما يهدد مصالح الأمة الإسلامية ولا سبيل لمواجهة هذه التحديات الا بالتضامن الاسلامي والحوار العلمي الجاد بين المسلمين حول هذه القضية نتعرف على ما يقوله العلماء.
يحدد لنا الداعية الإسلامي د.جاسم مهلهل الياسين ضوابط الحوار والاختلاف بقوله: يجب مراعاة عدم التطرف في الحوار، حيث ان التطرف مرتبط بالتعصب الذي يعني عدم قبول الحق عند ظهور الدليل بناء على ميل إلى جهة أو جماعة أو فكر، ولابد من وضوح الهدف من الحوار من حيث الوصول إلى حفظ أمن واستقرار الدولة والمجتمع من أجل أن تتواصل وتستمر مشاريع الإصلاح والعمل وحماية المقاصد الشرعية المعروفة، ووضع سياسات عملية تكفل نجاح الحوار في المجتمع من خلال العمل على زيادة تفعيل انشطة التيار الإسلامي المعتدل الثقافية والسياسية والاجتماعية منها لتشمل ساحات عمل العناصر المتطرفة واشراكها في هذه الانشطة للحد من تطرفها وجذبها إلى مسارات معتدلة بهدف تنفيذ برنامج متكامل التواصل، وذلك بإقامة اللقاءات والحوارات حول مختلف القضايا وتجميع الرموز الشرعية والفكرية في الكويت خاصة ذات البعد الشعبي والرسمي لاستصدار الرؤية الشرعية للاحداث التي تمر بها مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
هجمات شرسة
وتساءل الياسين: لماذا وصلت الاتهامات الى التفسيق والتبديع؟ ولماذا بدأ الصراع بين من ينتسب إلى المذهبية ومن يدعو إلى اللامذهبية؟ وفي هذا الصراع كانت هناك غفلة عما يتعرض له الإسلام من هجمات خارجية شرسة، وعند التحقيق نرى أن الجميع يأخذ من الائمة الكبار، فلماذا لا يلتزمون بآداب الاختلاف التي عاش في كنفها كرام الائمة من السلف، ولعل ما نعيشه من اختلاف بعيد عن اداب الحوار ويرجع إلى الجهل بالاسلام او العلم الناقص به، ودعا شباب الدعوة الى أن يأخذوا بالأدوات التي يتعاملون بها من منبع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكتب العلماء والتعامل مع الشريعة بالمقصد الذي جاءت به من ادخال السعادة على الناس في الدنيا والآخرة. قال تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) وذلك لابد من أن يدرك المسلمون ان أخوة الإسلام ووحدة صفوف المسلمين تأتي في أولويات العمل، كما انه لابد من معرفة خطورة عدم الالتزام بآداب الحوار، وسياج هذا كله مراقبة الله في كل تصرف ولفظ.
تحديات كبيرة
واضاف د.وائل الحساوي، اننا امام تلك التحديات الكبيرة التي تواجهها الامة الاسلامية تبرز أهمية الحوار في حياة المسلمين اليوم كوسيلة من انجح الوسائل في ردم الهوة الكبيرة بين شعوب العالم وفهم رسالة الاسلام العظيمة بين المسلمين والتي أدت إلى تمزقهم وتشتت كلمتهم واستفراد عدوهم بهم.
وأكد أن الحوار الإيجابي والفعال يتيح الفرصة لتعزيز إيماننا وترسيخ عقيدتنا ويشعرنا بالاطمئنان النفسي ويفتح لنا المجال للمشاركة الفعالة في النشاطات الإنسانية في مجتمعاتنا والانفتاح على أصحاب العقائد المختلفة من أجل توضيح ما خفي عليهم من عقيدتنا وتوضيح البعد الإنساني لما ندعو إليه ودفعهم إلى القناعة به وقبوله دون تردد، كما ان الحوار الايجابي يزيل نظرة الشك والريبة بيننا وبين الذين يخالفوننا ويجعلنا نتحاور في أجواء من الثقة والاطمئنان والرغبة في الوصول الى الحقيقة المجردة، كما انه ينمى في مجتمعاتنا مفهوم التعدد الثقافي الذي لا يلغي العقل ولا يفرض المجاملات الرخيصة والمداهنة على حساب التجرد من أجل الوصول إلى الحقيقة، وبين أن العالم الإسلامي اليوم في أشد الحاجة الى الحوار بين أجنحته وداخل جدرانه وبينه وبين اعدائه وجيرانه، رغم تفرق المسلمين الى شيع وأحزاب متنازعة ومتناحرة ومتصارعة وايثار لغة الخلاف والصراع والقتال على لغة الحوار فأصبح المسلمون كما وصف الله تعالى أعداءهم (بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى).
حوار القرآن
وضرب د.الحساوي عدة امثلة من الحوار القرآني والحجج العقلية التي استخدمها القرآن الكريم في محاورة الكفار، والحجج التي يستخدمها الرسل في محاورة أقوامهم. وقال: عماد القرآن في أساليب الحوار هو قوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل: 125، (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهاكم واحد ونحن له مسلمون) العنكبوت: 46.
تقريب وجهات النظر
وبين د.الحساوي ثمرات الحوار وقال هي ثمرات كبيرة نلمسها في واقعنا اليوم ونراها متمثلة في تقريب وجهات النظر وكسر الحواجز النفسية والسدود التي تمنع تقارب المسلمين وتوحيد كلمتهم ورص صفوفهم، ولعل ابلغ الدروس في بيان ثمرات الحوار هو ما نراه من عواقب فشل الحوار واستشراء العداوات والبغضاء بين المسلمين لاسيما بين الدعاة الى الله تعالى، وشق صفوفهم وتمزق وحدتهم وتمكن اعدائهم من السيطرة عليهم.