جاء أمر الله للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة من مكة الى المدينة عندما نزل قول الله تعالى (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي
من لدنك سلطانا نصيرا.... الإسراء:80) قال بعض المفسرين «مخرج صدق» هي مكة، و«مدخل صدق» هي المدينة، و«سلطانا نصيرا» أي الأنصار، ويروى ان الصديق أبوبكر كان
ينوي الهجرة الى المدينة مع من هاجر من المسلمين فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال له صلى الله عليه وسلم: «على رسلك – مهلك – فإني أرجو أن يؤذن لي» فاندهش أبوبكر، وقال: وهل ترجو ذلك بأبي وأمي أنت؟ وهل أنت تتمنى ذلك؟ قال: نعم، فانتظر أبوبكر حتى يأذن الله لنبيه بالهجرة ليكون معه رفيقا، وظل يعلف راحلتين مدة أربعة أشهر، وذات يوم كان أبوبكر جالسا في بيته وقت الظهيرة ففوجئ برسول الله صلى الله عليه وسلم يطرق عليه الباب وكان لا يأتيه إلا في الصباح أو المساء فقال أبو بكر: والله ما جاء رسول الله في هذا الوقت إلا لأمر مهم، ودخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وجلس معه وكانا بمفردهما وأخبره أن الله أذن في الهجرة لرسوله، فقال أبوبكر «الصحبة يا رسول الله».