كان له من النبي صلى الله عليه وسلم مدخلان
عن ابن نُجي قال: قال لي علي: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخلان: مدخل بالليل ومدخل بالنهار، فكنت إذا دخلت بالليل تنحنح لي.عن عبدالله بن نُجي قال: قال علي: كانت لي ساعة من السحَر أدخل فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كان قائما يصلي يسبّح لي، فكان ذاك إذنه لي. وإن لم يكن يصلي، أذن لي.
عن أبي أمامة قال: قال علي: كنت آتي النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن، فإن كان في صلاح سبّح، وإن كان في غير صلاة، أذن لي.
عن عبدالله بن نجي الحضرمي عن أبيه قال: قال لي عمي كانت لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة لم تكن لأحد من الخلائق، اني كنت آتيه كل سحر فأسلّم عليه حتى يتنحنح، وإني جئت ذات ليلة فسلّمت عليه فقلت: السلام عليك يا نبي الله! فقال: «على رسلك، يا أبا حسن! حتى أخرج إليك» فلما خرج إلي قلت: يا نبي الله! أغضبك أحد؟ قال: «لا» قلت: فما لك لا تكلمني فيما مضى حتي كلمتني الليلة؟ قال: «سمعت في الحجرة حركة، فقلت: من هذا؟ فقال جبريل أحب الخلق إلى الله تعالى». قلت: ادخل، قال: لا، اخرج إلي، فلما خرجت قال: إن في بيتك شيئا لا يدخله ملك مادام فيه، قلت: ما أعلمه يا جبريل، قال: اذهب فانظر ففتحت البيت فلم أجد فيه شيئا غير جرو كلب كان يلعب به الحسن، قلت: ما وجدت إلا جروا، قال: إنها ثلاث لن يلج ملك مادام فيها أبدا واحد منها: كلب أو جنابة أو صورة روح».
عن أبي أمامة قال: قال علي: كنت آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأستأذن، فإن كان في صلاة، سبّح، وإن كان في غير صلاة أذن لي.
عن عبدالله بن نُجي عن علي قال: كنت آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم كل غداة، فإذا تنحنح دخلت، وإذا سكت لم أدخل.
قال: فخرج إلي فقال: «حدث البارحة أمر، سمعت خشخشة في الدار، فإذا أنا بجبريل عليه السلام، فقلت: ما منعك من دخول البيت؟ فقال: في البيت كلب، قال: فدخلت، فإذا جرو للحسن تحت كرسي لنا، قال: فقال: إن الملائكة لا يدخلون البيت إذا كان فيه ثلاث: كلب أو صورة أو جنب».
عن أبي أمامة ان علي بن أبي طالب أخبره انه كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم قال: فكنت إذا وجدته يصلي سبّح، فدخلت، وإن لم يكن يصلي أذن.
عن حنش بن المعمر، ان عليا كان باليمن، فاحتفروا زبية للأسد، فجاء حتى وقع فيها رجل، وتعلق بآخر، وتعلق الآخر بآخر، حتى صاروا أربعة، فجرحهم الأسد فيها، فمنهم من مات فيها ومنهم من أخرج فمات، قال: فتنازعوا في ذلك حتى أخذوا السلاح.
قال: فأتاهم علي فقال: ويلكم تقتلون مائتي انسان في شأن أربعة أناس، تعالوا أقضي بينكم بقضاء، فإن رضيتم به، وإلا فارتفعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: فقضى للأول ربع الدية، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية، وللرابع دية كاملة.
قال: فرضي بعضهم وكره بعضهم، وجعل الدية على قبائل الذين ازدحموا.
قال: فارتفعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم متكئا، فاحتبى، قال: «سأقضي بينكم بقضاء» فأخبر ان عليا قضى بكذا وكذا.
قال: فأمضي قضاءه.
عن ابن المعتمر الكناني، حدثنا علي بن أبي طالب قال: لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن، حفر قوم زبية للأسد، فازدحم الناس على الزبية ووقع فيها، فوقع فيها رجل، وتعلق الرجل برجل، وتعلق الرجل بالآخر، حتى صاروا أربعة، فجرحهم الأسد فيها حتى هلكوا.
وحمل القوم السلاح، فكاد ان يكون بينهم قتال.
قال: فأتيتهم فقلت: أتقتلون مائتي رجل من أجل أربعة أناس؟ تعالوا أقض بينكم بقضاء، فإن رضيتموه فهو قضاء بينكم، وإن أبيتم رفعتم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أحق بالقضاء.
فجعل للأول ربع الدية، وجعل للثاني ثلث الدية، وجعل للثالث نصف الدية، وجعل للرابع الدية وجعل الديات على من حفر الزبية، على القبائل الأربعة،فسخط بعضهم ورضي بعضهم.
ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصوا عليه القصة فقال: «أنا أقضي بينكم» فقال قائل: فإن عليّا قد قضى بيننا، فأخبروه بما قضى عليّ رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «القضاء كما قضى علي».
وفي رواية: «فأمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قضاء علي».
قوله: ما أنا إلا رجل من المسلمين
عن محمد ابن الحنيفة قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.