عندما نزلت الآية (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) غم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم غما شديدا وقالوا: يا رسول الله هلكنا، ان كنا نؤاخذ بما تكلمنا وبما نعمل، فأما قلوبنا فليست بأيدينا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «قولوا سمعنا وأطعنا»، وقال ابن عباس: فنسختها هذه الآية: (آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير) الى قوله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)، فتجوز لهم عن حديث النفس وأخذوا بالأعمال، قال ابن عباس: فكانت هذه الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين بها وصار الأمر الى ان قضى الله عز وجل ان للنفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت في القول والفعل، وقد ثبت بما رواه الجماعة في كتبهم الستة عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل» وفي الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله: اذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة واذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشرا».