برأت عيناه ببركة النبي صلى الله عليه وسلم
لما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم... آل عمران:61) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّا وفاطمة والحسن والحسين، فقال «اللهم هؤلاء أهلي».
عن عرو بن ميمونة قال: إني لجالس الى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا أبا عباس إما ان تقوم معنا، وإما ان يخلونا هؤلاء، قال: فقال ابن عباس: بل أقوم معكم، قال وهو يومئذ صحيح، قبل أن يعمى، قال: فابتدأوا فتحدثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أُف وتُف وقعوا في رجل له عشر:
وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله» قال: فاستشرف لها من استشرف، قال: «أين عليّ»؟ قالوا: هو في الرحّل يطحن، قال: «وما كان أحدكم ليطحن»؟ قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يٌبصر، قال: فنفث في عينيه ثم هزّ الراية ثلاثا فأعطاها إياه، فجاء بصفيّة بنت حُيي.
قال: ثم بعث فُلانا بسورة التوبة، فبعث عليّا خلفه فأخذها منه، قال: «لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه».
قال: وقال لبني عمّه «أيكم يواليني في الدنيا والآخرة»؟ قال: وعليّ معه جالس، فأبوا، فقال عليّ: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال «أنت وليّي في الدنيا والآخرة».
قال: فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال: «أيكم يواليني في الدنيا والآخرة»؟ فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، فقال: «أنت وليي في الدنيا والآخرة».
قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة رضي الله عنها.
قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحُسين فقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا.... الأحزاب:33).
قال: وشرى علي نفسه، لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر وعليّ نائم، قال: وأبوبكر يحسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله قال: فقال له عليّ: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبوبكر فدخل معه الغار.
وقال: وجعل عليّ يُرمى بالحجارة، كما كان يُرمى نبي الله صلى الله عليه وسلم، وهو يتضوّر، قد لفّ رأسه بالثوب لا يخرجه، حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه، فقالوا: إنك للئيم، كان صاحبك نرميه فلا يتضور وأنت تتضور، قد استنكرنا ذلك.
قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له عليّ: أخرج معك؟ قال: فقال له نبي الله «لا» فبكى عليّ، فقال له: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنك لست بنبيّ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي».
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنت وليّي في كل مؤمن بعدي».
وقال: «سدوا أبواب المسجد غير باب عليّ» فقال: فيدخل المسجد جُنُبا وهو طريقه، ليس له طريق غيره.
قال: وقال: «من كنت مولاه، فإن مولاه عليّ».
قال: وأخبرنا الله عز وجل، في القرآن، أنه قد رضي عنهم، عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، هل حدثنا انه سخط عليهم بعد؟
قال: وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال له: ائذن لي فلأضرب عنقه: قال: «أو كنت فاعلا؟ وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم». أخرجه الإمام أحمد في مسنده ص330 و331ج1 (ط.الحلبى) والحديث 3062 (ط.المعارف).
عن عبدالله بن بريدة عن أبيه، بريدة السلمي، قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصن أهل خيبر أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ونهض معه من نهض من المسلمين، فلقوا أهل خيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله».
فلما كان الغد، دعا عليّا، وهو أرمد، فتفل في عينه، وأعطاه اللواء، ونهض الناس معه، فلقي أهل خيبر، وإذا مرحب يرتجز بين أيديهم ويقول:
لقد علمت خيبر أن مرحب
شاكي السلاح بطل مُجرّب
أطعن أحيانا وحينا أضرب
إذا الليوث أقبلت تلهب
قال: فاختلف هو وعليّ ضربتين، فضربه عليّ على هامته حتى عضّ السيف منها بأضراسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته.
قال: وما تتام آخر الناس مع عليّ، حتى فتح له ولهم.