- المشعان: التفكك الأسري والمشاكـل الاجتماعيـة أبرز أسباب انتشار ظاهرة الإدمـان لـدى الشباب
- الــوازع الـديـنــي يقـوي شخصية الإنسان والأبوان هما خط الدفاع الأول ضد سقوط الأبناء
بسقوط الأبناء في مستنقع الادمان والضياع تنهار اعمدة الاسرة ولا يبقى الا الدمار، فكيف تعمل الاسرة على حماية ابنائها وتحمي فلذات اكبادها من طائر الليل الاسود وتبعدهم عن هذا الطريق؟ وما دور التربية في مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات، وكيف تحمي ابناءها بطريقة سلسلة محببة يتقبلونها، نبحث معا عن الاجابة لانقاذ شباب اليوم، رجال المستقبل يحدثنا استاذ علم النفس في جامعة الكويت د.عويد المشعان عن هذا الموضوع المهم.
المشاكل الأسرية
يرى د.المشعان ان من اكثر العوامل التي تؤدي الى تعاطي المخدرات هي العوامل الاجتماعية والنفسية والتي ترتبط برفقاء السوء وضعف الرقابة الاسرية، وضعف الوازع الديني وايضا قضاء وقت الفراغ والتدخين وحب التجريب، والتفكك الاسري والسفر الى الخارج.
وقال المشعان: قد يرجع السبب في ادمان المخدرات من وجهة نظر المدمنين والمتعاطين الى اضطراب في عملية التنشئة الاجتماعية وما يسودها من اساليب خاطئة تتسم بالحرمان العاطفي والاهمال والنبذ والقمع وعدم اشباع الحاجة الاساسية لدى الابناء، كما ان الاسرة المفككة المضطربة بسبب حالات الطلاق والانفصال، او كثرة المشاكل المستمرة بين الزوجين وضعف الوازع الديني يجعل الفرد يشعر بعدم الامن النفسي والاجتماعي مما يولد القلق والسلوك العدواني الذي يؤدي الى الانحراف مما يجعله اكثر عرضة واستعدادا لتعاطي المخدرات.
العوامل المؤثرة
واشار د.المشعان الى ان معظم الدراسات اكدت ان غياب احد الوالدين يعد من العوامل المؤثرة في تكوين شخصيته، وهذا لا شك يؤثر سلبا في تطوره النفسي والاجتماعي والسلوكي مما يجعله اكثر عرضة للمشاكل والمتاعب والازمات النفسية والاجتماعية، وهذا بالتالي يجعله اكثر استعدادا للانحرافات السلوكية المؤدية الى تعاطي المخدرات، لذا يجب وقاية الصغار من ظهور الامراض الاجتماعية والنفسية والانحرافات السلوكية واللجوء الى المخدرات.
وعاظ غير مؤهلين
وحول المسؤولية الملقاة على عاتق الدعاة اكد د.المشعان ان ضعف الوازع الديني سببه الوعاظ الذين لا يستطيعون توصيل الرسالة الدينية الى عقول الشباب بطرق مرغوبة ومحببة، ويجب على رجال الدين ان يركزوا على الترغيب قبل الترهيب والايات القرآنية عندما نزلت جاءت بطريقة تدريجية، وان المشكلة ان بعض رجال الدين غير مؤهلين وغير متخصصين في دراسة الفقه، ونحن نتساءل لماذا يقبل الشباب اليوم على الداعية عمرو خالد؟ فأنا ارى انه استطاع ان يوصل الرسالة الدينية الى الشباب بطريقة محببة الى النفس ونجاح الداعية عمرو خالد اتى لانه يعرف جيدا كيف يصل الى شريحة الشباب رغم ان هناك من يحاربه.
الأسرة هي السبب
واما كيف تدفع الاسرة الابن الى الادمان؟ فاشار المشعان الى ان غياب الوالد عن اسرته وكثرة سفراته يجعلانه يسرف على ابنه بالمال تعويضا عن هذا الغياب وهو شاب صغير السن قليل التجربة غالبا ما ينتهي بأن يحيطه اصدقاء السوء الذين يجدون في هذا الابن «بنكا» متحركا يمول انشطتهم فيجذبونه معهم الى الدائرة القاتلة لكي يضمنوا استمرار التمويل، وقد يكون تقليد الأب المدمن دافعا لذلك، فالأب يفقد عقله مع المخدرات وينتهك حرمة بيته ويراه ابناؤه يتعاطى هذه السموم فينهار الحاجز النفسي الذي يحميهم من هذه الكارثة ويتحولون بدورهم الى مدمنين، كما قد تكون الشدة في معاملة الابناء هي السبب اذ تأتي بأثر عكسي، وتكون المخدرات فرصة لكي يعبروا بها عن انفسهم خارج المنزل وتعويض هذا النقص.
محاور رئيسية
ويحدد د.المشعان ثلاثة محاور اساسية من اجل حماية الابناء من السقوط في دائرة الادمان اول هذه المحاور هو اكتشاف هوايات الابناء والعمل بقدر المستطاع على شغل اوقات فراغهم بأشياء مفيدة تتفق مع ميول الابن او الابنة الشخصية واحتياجاته النفسية ويجب بأي حال من الاحوال الا تفرض عليه هواية او نشاطا معينا لا يريده، بل يجب ان يختار ما يتفق مع ميوله.
وعن المحور الثاني قال: يجب ان نكتسب صداقة اولادنا منذ طفولتهم فإقامة علاقة قوية ومتينة بين الابوين وابنائهما شيء هام جدا حتى يعتادوا على الصراحة التامة معنا ويمكنهم بالتالي ان يلجأوا الينا في مشاكلهم الخاصة، ويجب ان نعطيهم الوقت الكافي للاستماع لهم لكي نحقق التواصل معهم وبالتالي يمكن ان نصل الى حل هذه المشاكل بالمواجهة وليس بالهروب، وقد اثبتت الابحاث العلمية في الولايات المتحدة ان من اهم عوامل المقاومة عند المراهقين شعورهم بأن هناك من يخشى عليهم ويحزن لأي ضرر يصيبهم ويعترض على كل تصرف خاطئ.
الأصدقاء
اما المحور الثالث والاخير والذي يبرزه د.المشعان فهو الاصدقاء باعتبارهم مصدرا هاما لتعليم المخدرات، لذلك ومنذ الطفولة يجب ان نكون على علاقة بأصدقاء اولادنا وان يتعرف الصديق على الاسرة لكي نتمكن من حماية ابنائنا من تأثير اصدقاء السوء، بل من الافضل ان تحاول الاسرة التعرف على اسر اصدقاء ابنائها حتى تضمن وجود بيئة صحية في هذه الاسرة تشاركها الاهتمام بأبنائها ويكون الحوار هو اساس التعامل باعتباره وسيلة التعرف على المشكلات والتغلغل فيها دون عناد من جانب الاسرة حتى لا يقابله تحد من جانب الابناء.
الوازع الديني
واكد د.المشعان ان الاسرة حائط الدفاع الاول ضد سقوط الابناء في هذه الهاوية وعليها دور كبير وأهم دور هو ان تزرع في ابنائها الوازع الديني وتدعمه وتهتم به لأنه من خلال الصلاة والعبادة والتقرب الى الله والاهتمام بالتعليم الديني السليم تقوى شخصية الانسان وتتوازن ويصبح قادرا على ان يقول «لا للمخدرات».