لما أشرف زيد بن الدئنة رضي الله عنه على القتل استحلفه أبوسفيان: يا زيد أتحب أن محمدا عندنا مكانك تضرب عنقه وأنت سالم في أهلك؟ فقال زيد: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي، فقال أبوسفيان: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا، وفي غزوة بني المصطلق قال عبدالله بن أبي بن سلول زعيم معسكر النفاق في المدينة المنورة قاصدا الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل» فقال له ابنه عبدالله رضي الله عنه: والله لا تنقلب حتى تقر انك الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز ففعل.
وسبب نزول قوله تعالى (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين» هو اهلاك الله لهؤلاء المستهزئين واحدا واحدا ومنهم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسودان ابن المطلب وابن يغوث والحارس بن قيس، وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم الى كسرى وقيصر وكلاهما لم يسلما ولكن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وأكرم رسوله فثبت ملكه، أما كسرى فمزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله الله بعد قليل ومزق ملكه كل ممزق فلم يبق للأكاسرة ملك، فكان من شنأه وابغضه وعاداه فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه واثره، وقيل انها نزلت في العاص بن وائل أو في عقبة بن أبي معيط أو في كعب بن الأشرف وجميعهم أخذوا أخذ عزيز مقتدر.