نافع رجل أعجمي مغمور في قبيلته الكافرة، لا ذكر له، اجتاحت الجيوش الإسلامية بلادهم فاتحة إياها، فأصبح سبيا عند عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، فأسلم وتعلم على يديه، وأصبح عالما من علماء الأمة. شهرته بلغت الآفاق في رواية حديث النبي صلى الله عليه وسلم. بل قالوا: أصح الأحاديث ما رواه نافع عن ابن عمر رضي الله عنه وأصبح شيخا للإمام مالك، تتلمذ الإمام مالك على يديه. وقد تحولت مصيبته إلى نجاح باهر.
وكذا عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما أصبح عالما بالتفسير والقرآن الكريم بعد أن كان مغمورا في قومه قبل الفتح الإسلامي لبلاد البربر الأفريقية، بل كان ابن عباس يوصي به في تفسير القرآن، وكساه ثوبين لأنه توصل إلى فهم آية شغلت ابن عباس، وأمره أن يفتي الناس، وكان يسميه بالبحر، أي بحر في العلم، ثم أصبح شيخا لكثير من العلماء.
وكانت المصيبة التي أصيبا بها عظيمة وهي انتقالهما من الحرية إلى العبودية، ومع ذلك أمست قبسا لهما في حلكة الظلام المطبق الذي كانا يعيشان فيه، فحملا النور وأنارا للأمة طريقها بحفظهما لأحاديث ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم التي رويها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كانت هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية بإسقاط قنبلتي هيروشيما وناجازاكي الذريتين سببا لتحول مسارها إلى الناحية الاقتصادية، فأصبحت قوة اقتصادية ضاربة في العالم.
أديسون مخترع المصباح الكهربي عندما كان عمره 6 سنوات طرد من المدرسة بعد ثلاثة شهور من بدء دراسته، وأصبح بناء وعمره 8 سنوات، ثم بائعا للخضار ثم مخترعا للمصباح الكهربي.
كل هذه المصائب حولت مسار أصحابها إلى ما لا يخطر في أذهانهم.
موسى عليه السلام عندما أخطأ بقوله: «أنا أعلم الناس» عاتبه الله تعالى وجعله يتبع الخضر ليتعلم منه بعض الأمــــور التي اســـتفادها وأفادنا إفادة كبرى، فالمصيبة ما هي إلا مشعل لك في الظلام الدامس لتنير الطريق.