مبيته هو وفاطمة بغير عشاء
- عن جعفر بن محمد عن ابيه قال: قال علي رضي الله عنه: بتنا ليلة بغير عشاء، فأصبحت فخرجت ثم رجعت الى فاطمة ـ عليها السلام ـ وهي محزونة فقلت: ما لك؟ فقالت: لم نتعش البارحة ولم نتغد اليوم، وليس عندنا عشاء، فخرجت فالتمست فأصبت ما اشتريت طعاما ولحما بدرهم، ثم اتيتها به فخبزت وطبخت، فلما فرغت من انضاج القدر قالت: لو اتيت ابي فدعوته، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع في المسجد وهو يقول: أعوذ بالله من الجوع ضجيعا، فقلت: بأبي انت وامي يا رسول الله، عندنا طعام فهلم، فتوكأ علي حتى دخل والقدر تفور فقال: «اغرفي لعائشة» فغرفت في صحفة، ثم قال: «اغرفي لحفصة» فغرفت في صحفة، حتى غرفت لجميع نسائه التسع، ثم قال: «اغرفي لابيك وزوجك» فغرفت، فقال: «اغرفي فكلي» فغرفت، ثم رفعت القدر وانها لتفيض، فأكلنا منها ما شاء الله.
شدة فاقته
- عن مجاهد قال: قال علي رضي الله عنه: جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا، فخرجت اطلب العمل في عوالي المدينة، فإذا انا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة، فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداي، ثم اتيت الماء فأصبت منه، ثم اتيتها فقلت بكفى هكذا بين يديها، فعدت لي ست عشرة تمرة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأكل معي منها. عن محمد بن كعب القرظي ان عليا رضي الله عنه قال: لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واني لاربط الحجر على بطني من الجوع، وان صدقتي اليوم لأربعين ألفا.
عقوبته للزنادقة
- عن عكرمة ان عليا رضي الله عنه حرق قوما، فبلغ ابن عباس فقال: لو كنت انا لم احرقهم، لان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تعذبوا بعذاب الله» ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه».
- عن عكرمة قال: «اتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت انا لم احرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعذبوا بعذاب الله» ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه».
- عن عكرمة ان عليا حرق ناسا ارتدوا عن الاسلام، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لم أكن لأحرقهم بالنار وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تعذبوا بعذاب الله» وكنت قاتلهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه» فبلغ ذلك عليا كرم الله وجهه، فقال: ويح.
- عن عكرمة ان عليا رضي الله عنه اتي بقوم من هؤلاء الزنادقة ومعهم كتب، فأمر بنار فأججت، ثم احرقهم وكتبهم.
قال عكرمة: فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت انا لم احرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تعذبوا بعذاب الله عز وجل».
تنبؤ النبي صلى الله عليه وسلم بمقاتلته قريش
- عن ربعي بن حراش: حدثنا علي بن ابي طالب بالرحبة قال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو واناس من رؤساء المشركين فقالوا: يا رسول الله، خرج إليك ناس من ابنائنا واخواننا وارقائنا، وليس لهم فقه في الدين، وانما خرجوا فرارا من اموالنا وضياعنا فارددهم إلينا، قال: فإن لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر قريش، لتنتهن او ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين، قد امتحن الله قلبه على الايمان». قالوا: من هو يا رسول الله؟ فقال له ابوبكر: من هو يا رسول الله؟ وقال عمر: من هو يا رسول الله؟ قال: «هو خاصف النعل» وكان أعطى عليا نعله يخصفها، ثم التفت الينا علي فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن» يريد علياً
- عن اسماعيل بن رجاء الزبيدي عن ابيه قال: سمعت ابا سعيد الخدري يقول: كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، قال: فقمنا معه فانقطعت نعله، فتخلف عليها علي يخصفها، فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضينا معه، ثم قام ينتظره وقمنا معه، فقال: «ان منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله» فاستشرفنا وفينا ابوبكر وعمر، فقال: «لا، ولكنه خاصف النعل» قال: فجئنا نبشره، قال: وكأنه قد سمعه.